مقالات

السعوديه على أبواب الانفتاح أم في مسالك الانحدار

الحياة العراقية

عبدالرحمن عبدالسلام

لا شك أن الدول التي تمتلك عقليه ناضجه وخبره متراكمه ورصيد من المجريات والتحولات والامكانيات والتغييرات التي طرأت في العالم سيواكب الأحداث في مختلف المجالات العلميه والاقتصاديه وذلك لان الانفتاح هو تقبل كل ما هو إيجابي وكل ما هو صحيح لخدمه الدوله ومصالحها العليا لان العالم في تغيير مستمر وسريع كما نعلم كل يوم وكل ساعه يتغير موقف سياسي معين ،يحدث تغيير في مستوى التعليم ،تطبيقات جديده في الهواتف (Smart phone)وغيرها من الأجهزه ومئات الامور مما يجعل الدول تتقبل الأمر شاءت أم أبت ضغط عالمي كبير لتقبل أي شيء وفرضه والتي لها إيجابيات ومحاسن كثيره إن طبقت بصوره سليمه.

معروفه عن السعوديه بأنها دوله إسلاميه والتي (يجب)أن تطبق الشريعه الإسلامية بكافه حذافيرها،القوي والضعيف سواسيه أمام ميزان العداله، صوره السعوديه لدى الغرب بأنها دوله تقمع الحريات بعنف ولا تقبل تعدد الاراء وإنما تسير ضمن مبدأ وقاعده وهي (الشورى) وللأسف هذا ما في العلن لكن في الخفاء الصوره معكوسه ،فالشورى والتي لو طبقت بشكلها الصحيح لما برزت أصوات كثيره تطالب بتغييرات في السعوديه.

المجتمع السعودي يا ترى هل مجتمع مثقف واعي يدرك تعاليم الدين الاسلامي أم أنها فقط وكما يقال مسلمين فقط في (الهويه) لا شك أن الفساد في الدوله سوف يخلق مجتمعاً فاسداً ، وهل أفعال الطبقه الحاكمه أو الأمراء هو مثال يحتذى به لكي يكون المجتمع صالحاً أو كيفما تكونوا يولى عليكم ، سمعنا كثيرا أن لكل أمير وولي عهد أو ملك السعوديه له عده زوجات يتزوج ويطلق متى شاء وفِي هذه الفتره من الطبيعي معروف عن العرب بكثره الأولاد وشيء إيجابي لم لا،و هؤلاء الأمراء والذين هم بالآلاف ذو إمكانية هائلة ويعيشون برفاهية بلا معاناه ومشقه ،هنا السؤال هل يعيش المواطن السعودي البسيط هكذا ويتزوج وينعم بالمال الوفير كالأمراء لان الاسلام يأمر بالعدل دينار لك ودينار لغيرك فشتان بين أمراء أصحاب المليارات وفقراء يمتلكون دخلاً محدوداً، لماذا لا تطبق السعوديه الشريعه الاسلامية في ادق الامور ألا وهو العداله الاجتماعية ، لأن الدين ليس مزاجاً متى ما كان لصالحك تصمت ومتى ما كان ضدك تثور وتغضب،كان هذا جزء بسيط قِس على ذلك باقي الأمور والحياه العامه في السعوديه.

منذ فتره ليست بالطويلة وبعد إنتقادات كثيره من صحف وآراء عديده حول شيء معين وهو إفساح المجال للمرأه بقياده السياره بعد أن سمحت السلطه بذلك،المشكله ليست بقياده السياره وبعض الامور البسيطه بقدر ما هو هيمنه السلطه الحاكمه على الدوله وثرواتها والعمل والسعي بشتى الوسائل لديمومه هذا النظام الذي يحتاج الى تغييرات جذريه في مسأله إحقاق الحق والحريه للجميع ضمن ضوابط وشروط،في الآونه الأخيره ولا سيما بعد بروز محمد بن سلمان وقيامه ببعض التغييرات البسيطه والتي تمثلت بعقوبه وتحقيق ومصادره أموال وما الى ذلك والرغبه والميل في الإنفتاح ومحاوله إبرازهِ لأرضاء الغرب ،أن كل هذه الامور إن لم تكن عقليه واقعيه تدير الامور فلا تسمن ولا تغني من جوع ،لأن الانفتاح يكون بالعلم والتطور مع المجتمعات الاخرى وعدم نسيان المحافظة على الدين والقيم والمبادىء وليس الانحلال والانحدار المجتمعي والذي سيخلق مجتمعاً هائل للسقوط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى