مقالات

اهداف الدولة الحضارية الحديثة: مؤشرات سلوك لجميع الاطراف

حسن النصار

حين نحدد اهداف الدولة الحضارية الحديثة فاننا في واقع الحال نضع مؤشرات سلوك عامة لجميع الاطراف في الدولة، وفي مقدمتها: البرلمان (التشريع)، الحكومة (التنفيذ)، فضلا عن عامة المواطنين.

وهذا يعني ان السعي الى تحقيق هذه الاهداف هو سعي جماعي لا يقتصر على جهة دون اخرى، و لا على فرد دون اخر. كما ان قيام جهة ما بجهدها في هذا المجال لا يبرر تقاعس جهة اخرى بذلك. والعكس يصح، حيث ان عدم قيام جهة ما بحصتها من الجهد في هذا المجال ليس مبررا لان تتقاعس جهة اخرى.

المسؤولية الجماعية المشتركة تعني ان على جميع افراد الدولة القيام بقسط من السعي لتحقيق اهداف الدولة الحضارية، سواء كانت هذه الاهداف ذات سمة شخصية فردية بحتة، ام ذات صفة جماعية عامة.

المسؤولية هنا فردية، والجزاء فردي. على كل انسان ان يقوم بقسطه من الوظيفة. ومن تراكم الاعمال الفردية الساعية الى تحقيق اهداف الدولة الحضارية الحديثة يتحقق المردود العام للسعي.

وهذا لا يعني عدم جواز قيام مجموعات بالسعي الجماعي لتحقيق نفس الاهداف، وانما نقصد ان المسؤولية الفردية اساسٌ في التحرك الجماعي نحو الاهداف.
صحيح ان هناك من الاهداف ما لايمكن تحقيقه الا بجهد جماعي، او تدخل تشريعي او تنفيذي من قبل الدول، لكن هذا لا يعفي الفرد من مسؤوليته الفردية عن اهداف الدولة الحضارية الحديثة.

غاية ما في الامر ان الفرد سوف يتاح له التحرك نحو الاهداف بقدر طاقته الفردية وبحسب موقعه في الدولة او في المجتمع. وهذا التحديد خارج سلطة وارادة الفرد فلا يحاسب عليه.

اما الياس والكسل والسلبية والتردد وغير ذلك من الظواهر السلبية فهي من صنع الانسان نفسه وعليه ان لا يسمح لها بالتسلل الى شخصيته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى