مقالات

 يامحلاك ياشهر رمضان

هادي جلو مرعي

يعيش اغلب المسلمين بعيدين تماما عن دينهم الحنيف ولايلتقون إلا متنابزين بالألقاب والتهم والشتائم والحروب والتكفير والبغض والقتل والقطيعة. وفي الحياة العامة تجد امراض الغيبة والكذب والإحتيال والنميمة والحسد والبغضاء والخيانة تنهش قلوب المسلمين وتفرقهم. بينما تأخذ الأحزاب والحركات الدينية والسياسية التي تحولت الى مافيات كبرى من المواطن المسلم الوقت والجهد والإنفعال والشعور بالخسارة الدائمة.

يأتي شهر رمضان المبارك في كل عام ليكون زمانا رائعا للقاء مباشر بين الله سبحانه وتعالى وعباده ويفتح لهم خزائن رحمته وعطائه ويتيح لهم فرصة البحث عن المكارم والأفعال الحسنة والصدقات والكلمات الطيبة والتعاون والتسامح، ولعل وصف الرسول الكريم لشهر رمضان يعد وثيقة دينية مهمة لايمكن تجاهل مضامينها لأنها تجعل المسلم أمام إلتزامات أخلاقية وعقيدية واضحة حين يقول:

أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة و الرحمة و المغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، و أيّامه أفضل الأيّام، و لياليه أفضل اللّيالي، و ساعاته أفضل السّاعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، و جعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، و نومكم فيه عبادة، و عملكم فيه مقبول، و دعاؤكم فيه مستجاب. فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة، و قلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، و تلاوة كتابه، فانَّ الشقيَّ من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، و اذكروا بجوعكم و عطشكم فيه جوع يوم القيامة و عطشه، و تصدَّقوا على فقرائكم و مساكينكم و وقّروا كباركم، و ارحموا صغاركم، و صلوا أرحامكم، و احفظوا ألسنتكم، و غضّوا عمّا لا يحلُّ النّظر إليه أبصاركم، و عمّا لايحلُّ الاستماع إليه أسماعكم، و تحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم، و توبوا إلى الله من ذنوبكم. و ارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم، فانّها أفضل السّاعات ينظر الله عزَّ و جلَّ فيها بالرَّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، و يلبيّهم إذا نادوه و يستجيب لهم إذا دعوه. أيّها النّاس إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، و ظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، و اعلموا أنَّ الله تعالى ذكره أقسم بعزَّته أن لايعذِّب المصلّين و السّاجدين، و أن لايروّعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. أيّها النّاس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة، و مغفرة لما مضى من ذنوبه، قيل: يا رسول الله! و ليس كلّنا يقدر على ذلك، فقال عليه السّلام: اتّقوا النار و لو بشقّ تمرة، اتّقوا النار و لو بشربة من ماء. أيُّها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً عل�

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى