مقالات

الحرب دمار واستثمار

د . ضياء واجد المهندس

عندما اعلنت امريكا الحرب ضد العراق كنا نظن ان امريكا تم خداعها بمعلومات من المعارضة العراقية ود.احمد الجلبي ، والبعض قال ان امريكا جاءت ترسي الديمقراطية في الشرق الاوسط عبر بلاد الرافدين، واخر اكد ان امريكا جاءت لتحتل منابع النفط ومكامنه وهي خطة استراتيجية من ايام الرئيس كارتر في اواسط السبعينات لان العراق وفق استكشافات حديثة عن بعد تؤشر امتلاكه الخزين النفطي الاول في العالم . وتوسع خبراء الجيوبولتك في موقع العراق الاستراتيجي الذي يعتقدونه سبب الغزو الامريكي ..
وهناك من القوميين والاسلاميين المتشددين الذين يجزمون ان الامريكان جاءوا لحماية اسرائيل وضرب مركز القوة العربي والاسلامي وتناسوا ان اسرائيل ليس بحاجة للحماية وانها هي من تهاجم .وتحدث الاخوة المختصين باسلحة الدمار الشامل على قدرات العراق النووية والكيمياوية والبايولوجية التي دفعت امريكا للهجوم على العراق وتدمير قدراته التدميرية والذين يعرفون جيدا” كذب الادعاءات ودقة تقارير فرق التفتيش.كثرت الاسباب والغزو واحد ، والحقيقة ان حرب ٢٠٠٣ هي حرب من جيل جديد في الاهداف و هي حرب ( استثمار القوة ) ، فبعد ان اصبحت امريكا القطب الاوحد وانتهاء الحرب الباردة وجب عليها استثمار قوتها في منطقة حساسة ورخوة من حيث القدرات العسكرية ..قال لي خبير امريكي: ان امريكا صرفت في الحرب الشاملة على العراق اكثر من ١٠٠ مليار دولار ، قلت: انها مصروفة بغزو العراق وبدونه لان الاسلحة يجب ان تندثر و الرواتب يجب ان تدفع وقوتكم العسكرية يجب ان تجرب قتال حي كمناورة لحرب قادمة فكان العراق ساحة الحرب ..
اذن الحرب لنا دمار ولهم استثمار ونجح الامريكان في الحصول من السعودية على اكثر من ٥٠٠ مليار دولار بصفقات اسلحة و معدات و شبكات تجسس الكترونية و مركز دولي لمكافحة الارهاب في بلد كان اول حاضنة للشبكات والمجندين والانتحارين الوافدين الى العراق وبنفس البوابة حصد الامريكان عل قرابة ١٥٠ مليار من الامارات وقطر …
كانت حربنا مع داعش حرب عالمية من طراز جديد خسرنا مئات المليارات من الدولارات وقدمنا عشرات الالوف من شبابنا شهداء للعراق والحق والانسانية ..
لقد خذلنا سياسيونا ، فلم يستثمرو النصر بل قدموه هدية لامريكا صديقة البعض ولايران صديقة الاخرين وكنا نحسب ان عراق ما بعد داعش غير عراق ما قبل داعش، لكننا صدمنا المشهد العراقي فقد حررنا ارضنا وانتصرنا لغيرنا لان البعض ارادنا ان نكون ساتره الاول في حرب اعداءه والامريكان ارادوه عصا غليظة علينا لتحقيق مصالحهم والاوربيون دفعو بالمتشددين والمتطرفين ليحاربو العراقيين في العراق…
لقد حارب شبابنا الباحث عن الامل عدو حقود شرس و بقى من هو اشرس الا وهو الفساد الذي كنا نحسب ان انتصارنا على داعش سيمهد الطريق للمخلصين من ضرب اوكار الفساد ومرتكزاته التي تشكل ارهاب اخر من نوع اشد فتكا وخطورة..
على كل شبر في العراق سقطت دماء كل الاجناس منذ البابليين والاكديين والاشوريين والسومريين فتجد الدماء العربية واليونانية والاغريقية والمغولية والتركية والبريطانية والامريكية والفرنسية والهندية وووووو..
ولن تجدوا في العالم ارض مثل العراق معجونة بكل دماء البشر وحتى نفطه فيه شيء من هذا الدم …لا تعجبوا ولا تتعجبوا لان ادم خلق من ارض عراقية ونزل في العراق جنة عدن الذي غرته ليترك جنان الرحمن …
لك ولنا الله ياعراق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى