مقالات

كلهم فاسدون ولا خير فيهم

حسن النصار

أكثر من أربعة عشر عام مضت على وجود الحكومات المتعددة في كرسي الحكم ولا زال العراق يعاني الأمرين من تلك الحكومات الفاسدة التي بسببها أصبح العيش فيه لا يُطاق حتى بات شيبه وشبابه و أطفاله ونسائه يقفون على قارعة الطريق يستجدون عطف المارة عسى وأن يفلحوا في إيجاد قوت يومهم أو أنهم مهاجرين في بلدان لا تعرف للإنسانية معنى فضاقت بهم السبل فراحوا يطرقون أبواب ساسة تلك البلدان علَّهم يكونوا أفضل من شاكلتهم بالعراق ويكونوا سبباً في نجاتهم من شبح الفقر والبطالة و يمدوا لهم يد العون والمساعدة لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تبددت آمالهم وتبخرت أحلامهم أمام السياسات والقوانين والأنظمة المعتمدة لدى هذه الدول الغربية والتي تجردت من كل قيم الإنسانية النبيلة هذا ابسط ما نراه أو نسمعه من خلال متابعتنا لوسائل الإعلام التي ساهمت وبشكل كبير في تعرض أبناء الرافدين المغتربين وحتى في داخل العراق من نازحين ومظلومين بعدم نقل الحقائق و إيصال صوتهم إلى حكام العراق الجائرين والضغط عليهم بضرورة القيام بواجباتها تجاه تلك الشرائح المنكوبة وتقديم الدعم اللازم لهم حتى يتمكنوا من مواجهة ظروف الحياة الصعبة بعزة وكرامة لكنها حكومات فاسدة تلهث خلف مصالحها وملئ جيوبها وحياة البذخ والترف يقيناً أنها ستصك أسماعها وتوصد أبواب قصورها ومكاتبها وتبدل أرقام هواتفها حتى لا تسمع أنين اليتامى وعويل الثكالى وآهات المظلومين وصرخات المستغيثين حتى لا يكدرون عليها صفو عيشهم الرغيد وليالي حياتهم الأنس الحمراء العامرة يومياً على حساب أرواح وأموال الأرامل والأيتام فعندما ماتت الضمائر وغاب معه الحسيب فإن سياسي العراق المفسدين اخذوا يتلاعبون بمقدراته المتعددة ويسرقون خزائنه ويُقطَّعونَ أوصاله الموحدة وهذا كله وسط صمت رجال الدين من السنة والشيعة وغيرهم حتى بات مقاليد الأمور بين أيديهم وأما الحكومات السياسية الفاسدة فهي لا تعدو أكثر من ألعوبة بأيديها تحركها كيفما تشاء؟ ومتى ما تشاء؟ فكما هو معروف و متسالم عليه أن رجل دين نصخز و إرشاد ولا شأنه له بأمور السياسة وكل خير فيهم فمهما طالت الأيام والسنون فلابد وان تنقلب الأمور رأساً على عقب و تقفون حينها أمام محكمة الشعب العراقي المظلوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى