مقالات

الإشراف بين الإسفاف والإجحاف …

د. ضياء واجد المهندس

لقد كتبنا كثيرا” حول الدور البائس للاشراف في ترتيب بيت التعليم العالي وتوجيهه وترصينه وانارة خطوط حركته و تقدمه حتى عاتبنا مدير الاشراف في مكتب المفتش العام. وبدا جهاز الاشراف باستخدام منظومات جاهزة منقولة من الانترنيت لوضع الجامعات العراقية في حيز التصنيف فدخلت جامعة بغداد وبابل والكوفة في تصانيف مختلفة ولكن بدرجة دون الطموح…
تم تشكيل دائرة ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي بأمر من الامانة العامة لمجلس الوزراء ضم ثلاث اقسام قسم ضمان الجودة وقسم الاعتماد الدولي وتقييم الاداء وتم ربطه بجهاز الاشراف والتقويم العلمي في زمن الوزير السابق علي الأديب بعد ان كان قسم مرتبط بالوزير .
عام ٢٠١٢ كلف د اسو صالح بإدارة الدائرة حتى تولي د.نبيل الاعرجي نهاية ٢٠١٤ جهاز الاشراف والتقويم العلمي… ولوجود التقييمات الخاصة برؤوساء الجامعات ،احتل وقتها مدير جهاز الاشراف ترتيب اسوء رئيس جامعة وكان رئيس لجامعة بابل وبدلا من إعفاءه تم تكليّفه كمستشار.. والتقرير المختص بالتقييم كان معد لرفعه للوزير الا انه ألغاه والغى معه جميع استمارات التقييم وتم إنهاء تكليف الدكتور ئاسو صالح بعد فترة وتكليفه كمعاون اداري بحجه تكليف شخص متخصص وبقى لغاية هذا اليوم المنصب شاغر وتم تنسيب مدير قسم تقييم الاداء الى دائرة الدراسات والتخطيط ، وقام مدير قسم الاعتماد بطلب تنسيب خارج الوزارة وكلف شخص بالإشراف على عمل الدائرة يحمل شهادة البكلوريوس جاء به من جامعة بابل أسمة عامر غازي وكان يستغل قربه من رئيس الجهاز فتحكم بامور الجهاز فضلا عن تحكم سكرتيرته سحر رعد بالموظفين واغلب مدراء الأقسام وهي من تدير الجهاز فعليا …
كان الجميع يتسائل لماذا جامعاتنا خارج التصنيفات العالمية..؟ وكانت اجاباتنا ببساطة : سوء وجهل الادارة ، لان من كان يدير ادارتها اسوء إدارةو باساليب فاشلة ولو تم تطبيق استبيان لتقييم اداء رئيس جهاز الاشراف على موظفين الجهاز لعرفتم ماهو ادائه واداءههم…
تم إصدار عدد كبير من الكتب في جهاز الاشراف والتقويم وتراجع المدير عنها او عدلها بكتب اخرى تبعتها منها:
– بيع البحوث ورسائل والاطاريح ( م/ مكاتب لبيع البحوث )٢٠١٧
– الاستلال الذي خلق ارباك وتداخل مع دائرة البحث والتطوير وهنا في الوقت الذي كان يشدد على رصانه البحوث كان هو يستغل منصبه فادرج اسمه على مؤلفات عدة لكتب في الجودة وهو لم يكتب كلمة واحدة كما نقلت لنا من مؤلفي الكتب..
– كتب عن امتحان الرصانة بين الكليات الاهلية والحكومية والارباك الذي سببه أعمام كتاب بمنح شهادة جودة للمختبرات وسبب ذلك مشكلة كبيرة تم التستر عليها لان ذلك ليس من صلاحيات الوزارة…
في عام ٢٠١٦ عقدت احتفالية حضرها الوزير السابق د.عبدالرزاق العيسى من قبل جهاز الاشراف والتقويم العلمي كانت عبارة عن بالون اعلامي لاطلاق استمارة المختبر الجيد (
Glp
معايير المختبر الجيد)
والامر لايعدو كونه استمارة سحبت من الانترنيت وترجمت وتم اعمامه بعد هذه الاحتفالية وأصدر كتاب بتعليمات لملئها والمضحك ان البرنامج لم يعمل بعد اطلاقه وحمل الموضوع لمدير القسم دكتور عرفات فاخذ اجازة لايام حتى تلافي الامر وطبعا الوزير لم يعلم بذلك..
والاغرب ان تعليماتهم اشارت الى منح شهادة جودة للجامعات للمختبر الجيد من قبل جهاز الاشراف وهو ليس من صلاحياتهم لان المعني بالمختبرات الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية وزارة التخطيط…المهم كانت الاحتفالية زوبعة إعلامية لا اكثر،و ماحصل بعدها قبل اشهر هو إلغاء قسم المختبرات وتحويله الى شعبة وهو ما نادينا به طيلة هذه الفترة لانها جزء من قسم الاعتماد…
لقد اصبح من الواجب اعفاء رئيس جهاز الاشراف لانها الدائرة المعنية بمتابعة وتدقيق الجامعات للقوانين والتعليمات والتي مرارا وتكرارا أصدرت اعمامات مخالفة للتعليمات والقوانين. كما يتطلب من الوزير
فك ارتباط دائرة ضمان الجودة والاعتماد الاكاديمي وربطها به لتكون لها استقلالية وتكليف احد الاساتذة ذوي الخبرة في هذا المجال وان يكون بلقب استاذ …لقد نشرنا في الاربع سنوات الماضية قرارات خاطئة و تعليمات غير دقيقة وصحيحة مما يستدعي اعادة النظر بالقرارات الصادرة من الجهاز خلال الفترة السابقة وتعديل المسارات.. ولا يفوتنا التذكير بما طالبنا به دوما” من إيقاف الإجحاف الذي لحق بالاساتذة في الجامعات بسبب استمارات تقييم الاداء التي وضعت ولم تغطي حقوق الاساتذة لضياع الكثير من النقاط لان المجالات لاتغطي نشاط الاستاذ وعليها الكثير من الملاحظات …
وسبق وان طرحنا ان يكون للجامعات استقلالية في هذا الامر لان النشاطات والتخصصات والفعاليات مختلفة من جامعة الى اخرى ويكون دور الوزارة المراقبة والإشراف..

لقد نشر زملائنا اخر تصنيف لمندى الاقتصاد العالمي ليس للعراق فيه اثر ،بينما احتلت دولة قطر المرتبة السادسة في التصنيف..اقول لجهاز الاشراف والتقويم : ويحكم المرتبة السادسة ل قطر التي لم تكن قطر ولا دويلة ولا اثر عندما كانت جامعاتنا في اول الذكر والقدر ..
لنا ولجامعاتنا وللعراق رب العرش المالك المقتدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى