تقارير

طلبة العراق .. واللجوء الى المدارس الاهلية

الحياة الاخبارية / نور شاكر

لم تأتِ هذه المرة الانتقادات التي تطال المدارس الحكومية من قبل المواطنين فقط بل حتى من المدرسين العاملين في المدارس الاهلية فالإهمال الواضح في اغلب المدارس الحكومية وانحدار مستوى التعليم والضغط على الطلبة بأخذ الدروس الخصوصية دفع المواطنين الى الجوء للمدارس الأهلية الخاصة في نظيراتها الحكومية .
فالمقارنة بين المدارس الاهلية والحكومية اليوم اصبح بعيدا جدا في مستوى الخدمات التي تقدم من قبل المدارس الحكومية بينما تفتقر المدارس الحكومية الى ابسط متطلبات الدراسة كالمقاعد الدراسية والخدمات الصحية وغيرها فضلا عن المناهج الحديثة واللغات التي تدرس في الاهلية .


وتقول المدرسة رويد حسين وهي مدرسة في احدى المدارس الاهلية في جانب الكرخ في تصريح خاص لـ “الحياة الاخبارية ” ان التدريس في المدارس
الحكومية يفتقر الى كل المعايير المهنية حيث من الممكن تلخيصه بالنقاط التالية.
1. قلة حرص اغلب المدرسين في المدارس الحكومية على الطالب على عكس ما هو موجود في المدارس الاهلية فالانضباط والمتابعة تكون شديدة جدا على الطلبة.
2. اغلب المدرسين في المدارس الحكومية هم كبار في السن وهذا الموضوع اثر بشكل مباشر على مستوى التعليم بينما يتم الاعتماد في المدارس الاهلية على المدرسين الشباب ذوي الخبرة الجيدة في هذا المجال.
3. الفساد الاداري والمالي المتفشي في التربية وتأثيره على مستوى التعليم بمختلف جوانبه .
4. زيادة دخل المدرسين في المدارس الحكومية دفعهم الى عدم الاهتمام بتدريس الطلبة وانشغال البعض الاخر بأعمال اخرى يدفعه الى اهمال المادة المخصصة له.
5. المدارس الاهلية تضمن للطالب النجاح بسبب التدريس الجيد والانضباط في متابعة الطالب.

وتضيف حسين ،إن كل هذه المتابعة موجودة في المدارس الاهلية لكن نحن كشريحة المدرسين مظلومين في هذه المدارس من خلال الرواتب التي تمنح لنا فضلا عن الضغطوط التي تمارس علينا من قبل ادارة المدرسة والتهديد بفسخ عقودنا.
وتناشد رويدة وزير التربية ولجنة التربية والتعليم بوضع ضوابط على مدراء المدارس في تعيين المدرسين والعقود التي تبرم بين المدرس وادارة المدرسة لغرض الحفاظ على كرامة المدرس من التهديد بفسخ العقد .

ولعل ادخال بعض المواد على المناهج الدراسية كاللغة الفرنسية والانشطة الطلابية الاصفية والموسيقى وغيرها في بعض المدارس كان احد الاسباب الرئيسة التي دفعت اهالي الطلبة الى اللجوء الى المدارس الاهلية.

حيث تقول ام عباس إن “المدرسة الأهلية التي نقلت إليها ابني، أبلغتني أن منهاجها يحتوي على مواد اللغة الفرنسية والحاسوب والموسيقى، ولكن ليس كل المدارس الاهلية تعمل بما تتفق عليه مع ذوي الطلبة فالبعض يتفق معك على هذه المواد لكنه لم يقدم الكثير منها.

وتضيف ،ان الرقابة الشديدة والمتابعة من قبل المدرسة واكمال المنهج بوقته المحدد هذا هو ما نطمح اليه في المدارس الاهلية خاصة وان المدارس الحكومية باتت تفتقر في اغلب المناطق الى الخدمات الاساسية.

وتابعت ام عباس ان رغم صعوبة الحياة التي نمر بها وقلت الدخل اليوم لزوجي الا اننا مجبرين على ارسال ابناءنا الى تلك المدارس للحفاظ على مستقبلهم.
من جانبها تختصر ام رضا الطريق بتعليم اولادها في المدارس الحكومية عن طريق المدرسين الخصوصيين الذين يدرسونهم في المدارس الحكومية.
وتقول إنها لم ترغب بإدخال اولادها الى المدارس الاهلية بالرغم من جاهزية البعض منها وترتيبها الكبير الا انها تفضل الدراسة في المدارس الحكومية رغم الحديث الكثير عنها وعن قلة الخدمات التي تقدم للطلبة فيها .

المدارس الاهلية تخفف الضغط الطلابي الحاصل في المدارس الحكومية

سلامة الحسن المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية تقول في تصريح خاص لـ “الحياة الاخبارية ” ان هدف وزارة التربية هو الارتقاء بالمدارس الحكومية اما في ما يخص التعليم الاهلي فهذا معمول به في كل دول العالم ففي لبنان نسبة المدارس الاهلية هي 65 % في حين الحكومية 35 % والمدارس الاهلية خففت العبء على وزارة التربية الان وزارة التربية تعاني من شحة الابنية المدرسية وقلتها خاصة ان اغلب المدارس تشهد اكتضاضا للطلبة في الصفوف وهذا يؤثر سلبا على العملية التربوية وبالتالي وجود المدارس الاهلية سوف يخفف هذا العبء.


شروط وضوابط صارمة تضعها وزارة التربية امام المستثمرين لفتح المدارس الاهلية

وتضيف سلامة الحسن ليس “كل المدارس الاهلية تحقق مستوى تعليمي جيد لان البعض يعتمد على الخريجين الجدد فقط والبعض الاخر يفكر بالجانب الربحي والبعض الاخر ليس بالمستوى العلمي لذلك وزارة التربية وضعت ضوابط وشروط خاصة عند فتح المدرسة الاهلية ومن بين هذه الشروط ان يتقدم ثلاثة افراد لفتح مدرسة شرط ان يكون احدهم تربوي ومواكب للعملية التربوية ويفهم القوانين والأنظمة فضلا عن الاستمارة الالكترونية التي تحتوي على الضوابط وفي حال مخالفة اي نقطة في الاستمارة لا تمنح الاجازة الى اي شخص كان.

الوضع الاقتصادي وتأثيراته على العملية التربوية

وتؤكد الحسن ان الوضع الاقتصادي والتقشف المالي كان لهما تأثير كبير على المشاريع الاستثمارية لوزارة التربية ومن اهم المعوقات الي واجهت وزارة التربية هي أن وزارة التخطيط أوقفت دعم مشاريع وزارة التربية مع هذا ادخلت وزارة التربية الى الخدمة ( 465 ) مدرسة لهذا العام.

يذكر أن العراق يعاني أزمة كبيرة في الأبنية المدرسية، إذ سبق لوزارة التربية وأن أعلنت من قبل عن حاجتها لقرابة ستة آلاف مدرسة لمعالجة اكتظاظ المدارس والدوام الثنائي والثلاثي فيها حالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى