مقالات

قمة القمم في بغداد

هادي جلو مرعي

لاأعرف كيف سيكون شكل نتائج المحادثات بين وفود قمة دول جوار العراق التي تحتضنها بغداد إعتبارا من السبت في ظروف متوترة تعصف بالشرق الأوسط، والمنطقة العربية، وكيف يمكن أن يتعاطى المجتمعون مع جرأة رئيس البرلمان العراقي الشاب محمد الحلبوسي الذي جمع رؤساء برلمانات دول عربية وإقليمية كالسعودية وتركيا وإيران وسوريا والكويت والأردن، وهي دول تواجه تحديات صعبة سياسية وأمنية وإقتصادية، وتتقاطع مع بعضها في ملفات تتداخل مع بعض، وتشكل مايشبه العواصف والأعاصير التي تضرب في إتجاهات مختلفة؟
القمة ستناقش قضايا عديدة يحاول رئيس البرلمان العراق أن يجعلها في مقدمة الإهتمامات كالتعاون الإقتصادي والسياسي والأمني، وتأكيد حاجة العراق الى علاقات متوازنة، ويأمل في إحداث إختراق ما يقرب وجهات النظر بين دول عدة كالسعودية وإيران وتركيا تمر علاقاتها بأزمات صعبة ليست هينة لكنها ليست سببا كاملا للشعور باليأس من إصلاح منظومة العلاقات في المنطقة.
المهم من كل هذا هو رؤية الحلبوسي التي تركز على تحقيق الفائدة القصوى لبلاده، برغم الضغوط التي تواجهها بغداد للإنضمام الى محور من المحاور التي تريد دول كبرى في المنطقة، وقوى نفوذ دولية تشكيلها، وهناك تصريحات عالية الدقة تصدر من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي تشير الى إن قرار بغداد واضح تماما، وهو إعتماد سياسة عدم الدخول في محاور، وتحالفات لاتعود بالفائدة على الشعب العراقي، وتطلعاته بعد عقود من الحروب والحصارات، والتنافس العرقي والطائفي والتضارب في الرؤى والمواقف، مايعني إن رئيس البرلمان يشارك رئيسي الجمهورية والوزراء الرؤية في عراق متعاون ومنفتح ومتطلع الى مستقبل مختلف يكون للجميع دور فيه على مستوى الإستثمار، وتبادل الخبرات والتدريب ووضع خطط بناءة للنهوض بدول المنطقة بعيدا عن الحروب والنزاعات غير المجدية والعبثية، فكل مانواجهه من سلب يرتبط بالجشع والأطماع والتربص بالآخر دون وجه حق، فيكون الضعيف مستباحا ومهانا وفاقدا للسيادة..
العراق يجب أن يبتعد بالفعل عن التحالفات الصادمة، وعن المشاكل، فالحياة ممكنة في ظل التعايش والتسامح والتعاون المشترك، وهذه الطريقة التي يتبعها ساسة العراق حاليا جيدة لأنها قد تجعل العراق في المسار الصحيح، وتحقق له الإزدهار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى