مقالات

الانتخابات،،موسم الضحك على الذقون،،

الحياة العراقية

حسن حنظل النصار.

سنحت لي الفرصة يوما ما ان التقي احد السيناتورات في الولايات المتحدة،،وروى لي لماذا انتخبته جماهير ولاية يوتاها نائبا عنها،،يقول في احد السنين ،حدثت ازمة كبيرة باسعار مواد البناء ،وبالتحديد مادة الالمنيوم،وارتفعت اسعارها بشكل جنوني،ولكوني كنت مصنعا لهذه المادة فكنت احتفظ بكميات كبيرة منها،،كنت المصنّع الوحيد الذي لم يقم برفع اسعار بضاعته،،حتى انتهاء الازمة،،فحفظ لي سكان ولاية يوتا هذا الجميل،،ومنحوني ثقتهم في الانتخابات،،على الرغم من ان باقي المرشحين معي لم يكونوا اقل مني شأنا في خدمة ولاية يوتاها،،قال هذه طريقة الشعب الامريكي في اختيار نوابهم وممثليهم،،
مرات كثيرة كنت اسأل عينات عشوائية من الناس هنا عن اسم المرشح الذي انتخبوه ولماذا،،،وكانت الاجابات لاتخرج ابدا عن نطاق المصلحة الشخصية الصرفة المتأمل حصولها من المرشح،،
قال لي احدهم اني انتخبت فلان لانه يحضر فواتحنا ويشاركنا مناسباتنا،،قال اخر انتخبت فلان للقرابة العائلية،وقال اخر انتخبت فلانة لانها تتحدث مثل الرجال،،وأخر قال انتخبت فلان لان شيخ عشيرتنا طلب مني ذلك،،وقال اخر انتخبت فلان لانه من نسب رسول الله ويرتدي عمامة وانا رجل متدين وهذا المرشح سيحمي ديني ومذهبي،فلقد اوصانا امام حسينيتنا به،،،،،،،،،،،

في ي التجمعات الانتخابية التي يقيمها المرشحون،كانت تلك الجلسات تبتدأ غالباً في الحديث عن رغبة المرشح في اصلاح ما افسده الاخرون السابقون،وعن تدهور الاوضاع وما الت اليه الامور،ويسوق المرشح نفسه على انه المنقذ الذي لو سللمت اليه الامور لكانت الاوضاع والاحوال امراً مختلف،،ثم تنهي الجلسة بعشرات الفايلات من طلبات التعيين ومختلف الاحتياجات الشخصية،وحتى الطلبات المادية المباشرة،،وتختفي وتذوب مشاريع الاصلاح الكبرى التي تحدث عنها المرشح،في زحمة الطلبات والحضور،،
في العراق يضطر المرشح الى ممارسة الاكاذيب على الناس مكرهاً،،هم يريدو منه ان يسوق لهم الاوهام والاحلام ويعدهم بالمستحيل،،الكثير من السذج مازال ينظر الى الشخص المسؤل في الدولة على انه شخص قادر مقتدر وبيده مفاتيح العجائب،وهذه النظرة ترسخت في العقول بسبب الانظمة الدكتاتورية الحاكمة السابقة،عندما كان الحاكم الدكتاتور يملك كل شئ، وقادر على ان يحيي ويميت،،

الناخب في العراق لاينظر سوى لمصلحته الشخصية الصرفة،لذا فهو يمارس الكذب والخديعة على كل المرشحين،،فهو يعد الجميع بمنحهم صوته،عسى ان يفوز واحد منهم،فيذهب اليه ويطالبه بثمن صوته،،
الناخب في العراق يطلب من المرشح ان يؤمن له ثمن العجلة التي تقله في الانتخابات،ويطلب منه ايضا ان يضع ابنه مراقبا في الانتخابات مقابل ثمن معلوم،ووعد بالتعيين بعد الفوز،وقسم كثير يطلب ان يكون مرافقا او مستشار اومدير مكتب المرشح بعد الفوز،،وان كان بالامكان حضوره جلسات المجلس بدلا عنه فلا مانع مطلقاً،،،
على المرشح في الانتخابات ان يرهن داره ويبيع مصوغات زوجته ويقترض من الصرافين ليؤمن مصاريف حملته الانتخابية،،
المرشح في الانتخابات يمارس عملية المقامرة،،والرهان،،،ان فزت ستستطيع استعادة ما انفقته في الانتخابات واكثر،وان خسرت الكل سيشمت بك،،
ان فزت سيشاركك الجميع بفوزك،وان خسرت ستخسر لوحدك،،،،
موسم الانتخابات موسم الكذب والضحك على الذقون،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى