مقالات

العبادي سوف وكمى وحسب 


حسن الشويلي

يبدو ان السيد العبادي يعشق حرف السين وذلك للتنفيس عن الشعب العراقي المحبط .
 ففي اللغة عربية يعرف حرف السين بآنه حرف تنفيس واستقبال فهو يقلب الفعل المضارع من الحال الى الاستقبال . 
فلا حال لدى رئيس الوزراء فهو لا يؤمن إلا بالمستقبل ، فكثيرا ما يكرر كلمة سنفعل سنضرب سنعاقب سنحارب الفساد وسنأخذ إجراءات رادعة ضد الذين يعتدون على ممتلكات الدولة ، سنحارب الارهاب ، سنحصر السلاح بيد الدولة . كلها افعال تأجيل وترحيل .

متى ؟؟؟ العلم عند الله 
 سيادة الدكتور العبادي. حرف السين فعل وليس اماني أو شعارات تخدير ، هو خطوات عملية وإجراءات واضحة وقوانين تقر من أجل ان تكون السين في موقعها الطبيعي .

حصر السلاح بيد الدولة مثلا ليست امنيات ، بل هو قانون يقدم الى مجلس النواب وأوامر تصدر بمعاقبة اي سلاح خارج إطار الدولة مهما كانت الجهة التي تمتلكه ، واجراءات صارمة بحق كل من يستخدم أو يحتفظ بالسلاح ، أضف الى ذلك تقنين اصدار رخص لحمل السلاح والتشديد عليها ، وهذا غير معمول به في العراق ، فرخص السلاح اما معروضة للبيع أو للمجاملة.

حيادية المؤسسة العسكرية شعار أخر تردده ، ولم يصدر اي قرار يحاسب أو يجرم من ينتمي او يروج لحزب سياسي داخل المؤسسة العسكرية . وقد أوضح التصويت الخاص ذلك . 
 حيادية القوات الأمنية تعني محاسبة شديدة بحق من تثبت ادانته بالترويج او الانتماء كما هو معمول به في كل دول العالم ، فهذا امر خطير في مؤسسة خطيرة .

اما سين الفساد يا سيد الرئيس فهذه معضلة اخرى فانت ترددها منذ وقت طويل ولم نرى منها أثر. الفاسدون يسرحون ويمرحون ويرشحون في البرلمان ويحصلون على الحصانة وامام مرأى ومسمع الجميع ، وانت جل ما تقدمه هو حرف السين والتهديد الفارغ الذي يضحك منه الفاسدون في سرهم، رغم كل القوة التي منحت لك ولم تمنح لمن سبقوك . و لم نسمع أو نرى آثار حرف السين ، لم تشخص لنا ماهو الفساد ومن هو الفاسد ؟ 
 وماهي طرق مكافحة هذه الآفة الفتاكة وكيف تسترجع اموال الدولة وما سرقه السياسيون واتباعهم، في كل العراق وكيف تعاقبهم ،
 سيادة رئيس الوزراء كيف تريدنا ان نصدقك سينك وقد ضمت قائمتك الانتخابية الكثير من الفاسدين والسراق والفاشلين ، من يريد مكافحة ومحاربة الفساد فعلية ان يبدأ ببيته ابدأ بمن حولك 
 وأنا سأسير معك على قاعدة ( وأولم تؤمن قال بلا ولكن ليطمئن قلبي ) . 
 أجعل السين عملية وانز لها الى ارض الواقع وحينها نصدقك. 
 ولا أضنك تفعل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى