مقالات

العبادي .. رجل عادي … ذو عقل رمادي

العبادي..رجل عادي..ذو عقل رمادي ..

دكتور ضياء واجد المهندس

تحياتنا الخالصة
لم يكن ابو ناجي مجرد تاجر ثري في بغداد بل كان على علاقة وطيدة بالسفير البريطاني في بغداد واصحاب السمو و المعالي والجناب في الدولة العراقية ، ولانه كان نديم للسفير في لياليه البغدادية في الكرادة ،فكان ينقل خطط البريطانيين وتوجيهاتهم للدولة حتى اصبح ابو ناجي مثل التعبير عن الانكليز..ولان سقيفة بني ساعدة و ما جرى تحت ظلالها في انطلاق خلافة الراشدين بعد وفاة الرسول الاكرم ( ص) قبل اكثر من ١٤٠٠ سنة والتي كانت محطة اختلاف في التاريخ الاسلامي لانها شرعت الخلافة لابو بكر الصديق بعد جدل بين عديد محدود من الانصار والمهاجرين بغياب علي بن ابي طالب وكثير من الصحابة فأصبحت مضرب مثل عن اقرار مصير الامة الاسلامية بعجالة حتى قال عنها عمر بن الخطاب : ( كانت فلتة وقانا الله شرها )..
كأن ترشيح د.حيدر العبادي لرئاسة مجلس الوزراء في حضور كل من فؤاد معصوم وسليم الجبوري و حسين الشهرستاني و ابراهيم الجعفري و صالح المطلك و بهاء الاعرجي و هوشيار زيباري وكلهم ممن يحملون الجنسية الانكليزية ولان نوري المالكي رئيس كتلة دولة القانون كان المرشح القوي لرئاسة الوزراء ، تعارف على هذا الاجتماع ب (سقيفة ابو ناجي) ، بالرغم ان العبادي كان بنظر الكثيرين من الخبراء الامريكين والساسة العراقيين رجل عادي ، متردد، يترك الامور سائبة حتى وصفه احد اساتذة الاستراتيجية الامريكان بانه رجل رمادي ( Grey man) لا تميز فيه الابيض عن الاسود ..
كانت نتائج انتخابات ٢٠١٤ واحداث اجتياح داعش لنصف العراق قد مزقت الكتل وبعثرت الاحزاب ، فاصبحت الدعوة اجنحة و القوى السنية مجاميع والاتحاد الوطني الكردستاني فرق ، ولم يسلم منها الا الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تماسك بفعل الارتباط العشائري لقيادته و سطوة مسعود البرزاني عليه بالقوة ..
تحول في بضع ايام د.حيدر العبادي من نائب لرئيس البرلمان الى رئيس مجلس الوزراء متقدما مع نصف نواب الدعوة و برعاية علي العلاق ودعم ابراهيم الجعفري والذي ضمن بدعمه وزارة الخارجية الذي كان يسعى اليها حسين الشهرستاني لكنه استلم وزارة التعليم العالي بعد شهر من الزعل..تم استبعاد قيادي الدعوة ( عل الاديب) بدعوى انه ايراني التوجه والجنسية وانه لا يحظى بموافقة القوى السنية لان المرحلة يجب ان تكون عابرة للطائفية، وهكذا الامر مع خضير الخزاعي الذي كان اداءه السيء في وزارة التربية السبب الاقوى في استبعاده…وبالرغم من ان حظوظ مرشح التسوية الذي طرحه المالكي و الذي كان مدير مكتبه لسنوات ثمان طارق نجم قد حظى بترويج اعلامي كبير ، الا ان رياح ابو ناجي لم تكن تهب مع اتجاه سفن المالكي..
بالرغم من ان كثير من شورى الدعوة واقل من نصف نواب الدعوة كانت مع المالكي الا ان اخبار تسربت الى المالكي بخصوص سعي العبادي الى اعتقال المالكي بقوات امريكية وان مستشار العبادي الذي كان سابقا” مستشار للمالكي قد تم تكليفه بذلك …وفي الوقت الذي زادت حدة الحرب الاعلامية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين مدنيين ومن صفحات محسوبة على التيار الصدري ضد المالكي ، استلمنا معلومات عن نية بعض المندسين في اقتحام سكنه من الباب الرئيسي لمجلس الوزراء.
ولان العلاقات بين كتلة الاحرار و دولة القانون كانت متوترة وان اتهامات كثيرة تم نشرها ضد المالكي ، انسحبت كتلة الاحرار من مجموعة الاصلاح النيابية التي كانت قد بداءت تظاهراتها واعتصامها بمجلس النواب …
اتصل بي مساء” مدير مكتب المالكي ليبلغني بان الهيئة السياسية للتيار الصدري قد اعدت بيان تهجمي ضد الحاج المالكي وان دولة القانون سترد ببيان اقوى، طلبت منه ان يبلغ المالكي بالتريث وسيكون هناك حل..كان البيان قد تم نشره وتوزيعه على الوكالات عندما تحدثت مع رئيس الهيئة السياسية وان لا مجال لسحبه…
كان لا بد من حل لفك فتيل الازمة التي انتقلت الى جماهير الكتلتين ، وتركت الامر لشباب الفيسبوك ان يطفأوا نار الفتنة التي بدأت بالانتشار ..
في اليوم التالي تناقلت كل القنوات الفضائية وصفحات التواصل الاجتماعي لقاء السيد مقتدى الصدر و الحاج نوري المالكي برعاية السيد حسن نصرةالله في لبنان و حضورهم مأدبة غداء في السفارة العراقية في بيروت بحضور السفير و و السيد الشهرستاني وكيل المرجع الاعلى…عندما تركت سيارتي لعدم قدرتي على القيادة من التعب ، استقليت سيارة اجرة ،كان حديث السائق عن اللقاء و انتهاء المشكلة ، وعندما قلت للسائق ان الصورة قد تكون مفبركة ،قال لي : صحيح اني ما اعرف المالكي ، لكن اعرف السيد مقتدى وانا مغمض و باي ساعة ماخذ الصورة !!!؟؟…

بالتاكيد لم يكن للصدريين نية في التخطيط لاغتيال المالكي وبتاكيدات من الجميع ولكن بعض الخلايا الارهابية التابعة لداعش كانت ترغب في تحقيق خرق امني كبير مستغلة تشقق ما يسمى البيت الشيعي و تمزق ما يسمى بالبيت السني وهذا ما نقله لنا احد السياسين الكبار من القيادات السنية من معلومات مسربة من الموصل المحتلة وقتها بخرافة داعش واعلمنا به ضابط في الاستخبارات..
انتهت الامور على خير ، ولكن بقت نار تحت الرماد ..
لنا وللعراق رب ستار
عظيم قادر قاهر جبار

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى