مستشار عبد المهدي حول العقوبات: أمريكا لن تخسر صداقة العراق وهذا فيما يخص الحصار
الحياة العراقية
اعتبر مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي، الثلاثاء، أن تهديد أمريكا بفرض عقوبات على العراق يأتي ضمن الإشاعة الاقتصادية لاحداث شيء من الهلع و موجة من الحرب النفسية.
وقال صالح، في مقال إن “ما ينشر وبشكل مكثف عن حالة الاقتصاد من سيناريو فرض العقوبات الاقتصادية الامريكية المحتملة على بلادنا يأتي في جوهره لاحداث شيء من الهلع و موجة من الحرب النفسية ضمن تناقض مخرجات اطراف الصراع الدولية ومخرجاتها على الساحة العراقية، فالاشاعة الاقتصادية اليوم ماهي الا تذكير لوقائع قاسية حدثت إبان غزو العراق للكويت وفرض المنظمة الدولية لعقوبات شاملة على العراق بين الاعوام ١٩٩٠ ولغاية ٢٠٠٣ومخلفاتها الكارثية التي مزقت نسيج المجتمع وبنيته الاقتصادية والمعيشية والدور الامريكي في تلك العقوبات القاسية”.
وأضاف: “في معتقدي لاتوجد لدى اميركا رغبة فعلية للانتقام الشامل من العراق سوى موجة من ماكنة التهديدات الإعلامية في إطار ضغط سياسي حتى اللحظة”.
وتابع: “اما على ارض الواقع فلم يحدث شي ضار للاقتصاد الوطني سوى سلوك فردي خلاصته القلق والتحسب ولم ينعكس على تفاقم الطلب الكلي على السلع والخدمات او احداث تأثير في المستوى العام للأسعار او التضخم كما يسمى ،باستثناء تقلبات جزئية حدثت ولساعات في سعر صرف الدينار ازاء الدولار في الاسواق الثانوية خلال الايام القليلة الماضية ازاء قوة البنك المركزي العراقي في ضبط السوق ومناسيب السيولة فيها بكونه يمتلك وسائل تدخل في التصدي لاي موجات مضاربة سعرية ضارة تحصل في سوق الصرف بحكم احتياطياته العالية وحسن التنسيق والتدبير مع البنك الاحتياطي الفيديرالي الامريكي نفسه”.
وبين، انه “بالرغم من ذلك فحصول سيناريو حصار اقتصادي او عقوبات او مقاطعة اقتصادية أمريكية جذرية التاثير سلباً بحق ٤٠ مليون عراقي، سيعني من وجهة نظري الشخصية ان الولايات المتحدة قد غامرت بمشروعها في العراق الذي اسست له في احتلال ٢٠٠٣ وفقدت مصالحها الجيوسياسية في غرب اسيا وهي شبه هزيمة قاسية وضرب لمصالحها في المنطقة !! لذا فان دولة مثل الولايات المتحدة لن تفعل ذلك إطلاقًا مهما كلف الامر ولن تخسر صداقة العراق في ظل معطيات النظام السياسي القائم حالياً كنظام ديمقراطي قام على انقاض دكتاتورية شرسة !!”.
وأردف: “لذا فان تحليل مضمون هذه الحملة السيكولوجية ونتائجها من وجهة نظر علم الاقتصاد السلوكي هي محصلة للصراع والتصعيد بين الطرفين بالرغم مما يترك حسابات لادارة المخاطر الاقتصادية هنا وهناك احيانا. وتمثل جزءاً من الحرب النفسية للتخويف واشاعة الهلع بين الناس عادة ما يطلقها المضاربين ومغتنمي الفرص لتحقيق الربح الطاريء باجواء رديئة غير نقية”.
وتابع صالح: “السيناريو التخيلي: اذا ما تعرض العراق لهكذا حصار او عقوبات مدمرة امريكية فعلا ،كما يشاع ،فانها ستكون ابتداءً عقوبات ليست اممية مثل ماحصل عام ١٩٩٠ في حرب الكويت، اذ ستدفع الولايات المتحدة وعلى وفق هذا السيناريو بالعراق الى ايجاد حلفاء دوليين اخرين للعيش والخروج من المازق الاقتصادي المدمر وفقدان الامل بالمستقبل .اي ان ثمة فسحة لدخول العراق الى مشهد جيوسياسي يمكن تسميته خيالاً بمربع القوة الجديد :واعني نشوء تكتل ضمن التوجه العالمي الحالي قد يضم :العراق وايران والصين وروسيا. وهذا ما تخشاه اميركا في ضياع العراق كدولة صديقة محبة للحرية والسلام ودولة بعيدة بعيد عن سياسة المحاور تماما”.
واكمل: “هذا ما سيدفع البلاد للتعاطي مع مفاتيح كتلة اقتصادية وجيو سياسية جديدة تحمي مصالح الشعب من شراسة العقوبات والمرور بتجارب مدمرة للانسانية و تعقيم التنمية والرخاء الاقتصادي”.
وختم المستشار المالي قاله: “وفي ضوء ما تقدم مازلت شخصياً اشك جداً ان تفرض اميركا اي حصار او عقوبات قاسية او شاملة تقود الى نتائج اقتصادية كارثية على العراق في الوقت الحاضر وتخسر صداقة العراق وتوازن سياسته الخارجية القائمة على نبذ المحاور والساعية الى التعاون الإيجابي الدولي والاقليمي”.