كن مع العبادي لتفوز
الحياة العراقية
هادي جلو مرعي
بدأ العد التنازلي لسباق الإنتخابات البرلمانية والمحلية، وتهيأت أسباب إجراء تلك الإنتخابات في مايو المقبل، وقد أعلنت الكتل السياسية تحالفاتها التي ستخوض بها المنافسة من أجل كسب أكبر عدد من المقاعد النيابية تمهيدا لعقد تحالفات تشكيل الحكومة التي ينتظر أن ترى النور قبل خريف العام 2018 لتقود البلاد لأربع سنوات كاملة، وتقع عليها مسؤولية حل معضلات إقتصادية وسياسية وأمنية شكلت عامل قلق مستمر للدولة العراقية خلال السنوات الماضية، ودفعنا نتيجتها تضحيات جسيمة.
العبادي أعلن عن كتلة إنتخابية تضم العديد من المرشحين البارزين الذين يمثلون حضورا قويا في الشارع المحلي إضافة الى قوى فاعلة ومؤثرة في الميدان بلغ عددها 17 كيانا إنتخابيا فاق به عدد الكيانات الأخرى المسجلة، ويبدو أن شعبية بعض الشخصيات الهامة إنحسرت كثيرا بفعل عوامل سياسية، ولنوع التطورات والأحداث التي جعلت من سياسيين في القمة، وآخرين في المستوى الأدنى من الشعبية، وهذا مايفسر ضعف تمثيل بعض القوى في تحالفات أخرى كانت لها حظوة وسطوة في الشارع، ومثلت نوعا من التأزيم إثر نزوع حاد نحو الطائفية والتحالف مع الخارج، والإستقواء به، والإنشداد الى صراع طائفي مقيت سبب خرابا ودمارا هائلا، وأضعف الحضور العراقي في الساحة الإقليمية والدولية.
المهم في مسيرة العبادي إنه سلك طريقا آخر مثل صدمة للنخبة السياسية التي كانت تعتاش على الدم، وتسخير السذج في لعبة قذرة تنتج مكاسبا سياسية، لكنها لاتعود بالنفع على العامة من المنخرطين كضحايا لاأكثر في تلك اللعبة، بينما يحاول المنتفعون تضليلهم على الدوام، وليس مستبعدا أن تستمر لعبة التضليل في غضون العام 2018 مع قرب إجراء إنتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات التي يرى مواطنون أنها قد تكون وسيلة للتغيير برغم وجود حيتان فساد مايزالون يمسكون بعقول السذج، ولهم تأثير في الشارع، وقد يحصلون على نسب من الأصوات تؤهلهم لوجود آخر في المرحلة المقبلة من مراحل العملية السياسية التي قطعت أشواطا متقدمة، وأسست لدولة تعاني لكنها لاتيأس.
في هذا الشأن كان العديد من قادة الكتل السياسية يفكرون جديا في إغتنام حضور العبادي، وتمكنه من تحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية وأمنية خلال العامين المنصرمين غيرت من شكل العراق، وأسست لحضور في الميدان الدولي إعترف به الكبار في لعبة الأمم ومنهم الأوربيون تحديدا الذين إبتعدوا عن بغداد بمسافة شاسعة في السنوات الأخيرة قبل الدخول في معركة قهر الإرهاب الحاسمة التي كانت من أهم نجاحات حكومة العبادي، وأذهلت العالم خاصة وإنها تحققت بفعل تظافر جهود عديدة، وكانت تحت راية وطنية واحدة برغم إختلاف نوايا وتوجهات لم تجد لها مكانا في المشهد مالم تعلن ولائها للوطن، وهي أولوية الحكومة في حينه حتى إكتمل مشهد النصر الرائع، وهذا بالذات مايشعر القوى السياسية إنها يجب أن تلتف حول العبادي ليس في إطار الصراع من أجل إنقاذ العراق مماهو فيه وحسب، بل للفوز في الإستحقاق الإنتخابي القادم.