القاضي زيدان: ماضون في التطوير ومستمرون بحماية الحقوق
الحياة العراقية
في الثالث والعشرين من كانون الثاني الماضي، مرّ عام ثالث على يوم القضاء العراقي، يوم استقلاله التام الذي أضاف عيدا وطنيا آخر إلى أعياد العراقيين ومناسباتهم التي يعتزون بها، فالقضاء ركن أساس في دولة القانون والمؤسسات والضامن لحقوق المواطنين وحرياتهم.
ولأنه وليد حضارة عريقة مارست حفظ الحقوق وتحقيق العدالة عبر آلاف السنين؛ لم يكن بعيدا عن آلام الناس ومعاناتهم، فقد حرص القائمون عليه أن يكون إحياء هذه المناسبة مختصراً على غير العادة، تماهيا مع الظروف التي تمر بالبلاد واحتراما للحظة العراقية التي يعيشها الشعب، وكانت الدعوات مقتصرة على الأسرة القضائية من أربيل حتى الفاو.
وأحيا مجلس القضاء الأعلى، الخميس، الموافق 23/ 1 / 2020، الذكرى الثالثة لاستقلاله التام “يوم القضاء العراقي”، بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى ورؤساء الأجهزة القضائية ونخبة من القضاة وأعضاء الادعاء العام وقضاة من إقليم كردستان، وهو تقارب غير مسبوق شهده القضاء الاتحادي مع قضاء الإقليم ومصداق للعلاقة الوثيقة التي أكدها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان بأنها علاقة الجزء بالكل.
في مبنى ساعة بغداد، بمقر مجلس القضاء الأعلى أقيمت الاحتفالية التي ارتدى فيها القضاة الحضور زيهم الرسمي، وانصتوا إلى آي من الذكر الحكيم افتتح به الحفل، ليحمل القاضي فائق زيدان إكليلا من الزهور وضعه على نصب رمزي وفاء وعرفانا لشهداء القضاء والعراق عامة.
وفي كلمة الافتتاح قال رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان “إننا ماضون قدماً في طريق البناء والتطوير المستمر سواء على مستوى أبنية المحاكم أم على مستوى تطوير القابليات العلمية للسادة القضاة والكادر الوظيفي المساند لهم”.
وأكد القاضي فائق زيدان أن “أهم التحديات التي يواجهها القضاء بصدد ممارسة المهام القضائية الموكلة اليه هو عدم معرفة البعض بالدور المرسوم للقضاء بموجب الدستور والقانون”.
ولفت رئيس مجلس القضاء الأعلى إلى أن “عدم معرفة البعض لطبيعة عمل القضاء والأدوات التي يعمل بموجبها والتي تستند على الادلة التي تقدم في كل دعوى هو السبب الذي يدفع هذا البعض إلى توجيه النقد أو احياناً كيل التهم غير الصحيحة للقضاء”.
وتابع أن “البعض يطلب من القضاء القيام بمهام ليست من اختصاصه أساساً وانما من اختصاص السلطات الاخرى بموجب الدستور والقانون”، مشيرا إلى أن “سوء الفهم والترويج له بخصوص طبيعة عمل القضاء يؤدي بلا شك إلى ضعف ثقة المواطن بالقضاء ومؤدى ذلك هدم اهم مؤسسة من مؤسسات الدولة التي يفترض ان يحرص الجميع على سلامتها”.
ودعا رئيس مجلس القضاء الأعلى “الجميع إلى عدم إطلاق التصريحات غير الصحيحة التي لا تستند إلى الواقع”، كما دعا إلى “تعزيز ثقة المواطن بالقضاء والقانون عبر احترام مبادئ الدستور التي تؤكد على استقلال القضاء ولا شك ان ثمرة ذلك هو بناء دولة القانون التي نسعى اليها جميعاً”.
وأكد أن “القضاء سيؤدي باستمرار المهام الموكلة اليه بكل امانة واخلاص بعيداً عن اي اعتبار غير دستوري أو غير قانوني”، كما أكد “استمرار القضاء في القيام بمهامه الوطنية في حماية حقوق الدولة والمواطن على حد سواء ومكافحة جرائم الفساد والإرهاب بوتيرة متصاعدة”.
واختتم رئيس مجلس القضاء الأعلى كلمته بـ “الشكر الجزيل لمنتسبي مجلس القضاء الأعلى قضاة وموظفين على ما قدموه من جهد مميز وهم يؤدون مهامهم”، كما شكر ”السادة القضاة ورئيس الادعاء العام من إقليم كردستان على حضورهم هذه المناسبة باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ منها، وشكر المهنئين ومن بعثوا بباقات ورد إحياءً لهذه الذكرى”.