المالكي يؤكد ضرورة الانتصار على مظاهر اليأس والإحباط والتوجه نحو البناء
الحياة العراقية
أكد الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية، نوري المالكي، الخميس، ضرورة الإنتصار على مظاهر اليأس والإحباط والهوان والحزن في البلاد، والتوجه نحو بناء الوطن.
وقال المالكي، في رسالة موجهة إلى الشعب العراقي، وردت ، الحياة العراقية ، منها، إنه “لانزال نعيش معاً معارك العراق مع الإرهاب، ومع معوقات الإستقلال والعدالة والتنمية، وإعادة بناء الإنسان والوطن. وهي المعارك التي انتجتها مراحل حكم النظام البعثي البائد، ثم الإحتلال والإرهاب، وقد حققتم النصر المؤزر في كثير من هذه المعارك التي خضتموها بكل شجاعة وعزيمة، وبالتوكل على الله (تعالى)، خلال السنوات الستة عشر الماضية، كمعركة اجتثاث النظام البعثي، ومعركة القضاء على الإرهاب، ومعركة انسحاب قوات الإحتلال، ومعركة التمسك بوحدة العراق و تحسين الخدمات والواقع الاقتصادي وتثبيت ركائز الدولة”.
وأضاف: “كان من الطبيعي أن تؤثر هذه المعارك على الواقع النفسي للمجتمع العراقي، وتفرز أحاسيس ومظاهر سلبية لدى شرائح منه، تتمثل في اليأس والإحباط والهوان والحزن، والتذمر من الحاضر والتشاؤم من المستقبل. ما يعني أن جزءاً من الواقع الإجتماعي بات مكبلاً بقيود نفسية ثقيلة من الوهم؛ تساهم في مراكمة السلبيات. و ما برح أعداء العراق الداخليين والخارجيين يعملون بكل دأب على استغلال هذه المظاهر، والنفخ فيها وتضخيمها؛ ليقضوا على عزيمة الأمة في النهوض، وكسر إرادتها في مواجهة التحديات”.
ولفت، إلى أن “التحديات التي تستهدف وجود الوطن ومصيره ومستقبله، وتفرز تلك التصدعات النفسية السلبية المجتمعية؛ تضعنا أمام خيارين لاثالث لهما؛ أما الإستسلام والتقهقر والإنهيار المقرون بالهوان والحزن واليأس والتشاؤم والتواكل والتفكير السلبي، و إما الثبات والإستقامة والعزيمة والنهوض المقرون بالطاقة الإيجابية والتفاؤل بقدرات الأمة والأمل بالمستقبل والجدية في العمل، والتخطيط العلمي السليم. وهذه الفاعلية الذاتية للأمة لاتقوم إلّا إذا اقترنت بالتوكل على الله (تعالى)، وانطلقت من حسن الظن به والثقة بنصره ((ولا تيْأَسوا مِن رَوْحِ الله إنّه لا ييْأَسُ مِن رَوْح الله إلّا القومُ الكافرون))”.
وتابع: “لا شك أن القدرات والثروات العقائدية والمادية والبشرية التي حبا الله (تعالى) بها العراق؛ يمكنها أن ترفعه الى مصاف البلدان المتقدمة مادياً و روحياً. ولكن. هذه القدرات والثروات بحاجة الى حسن استثمار وتخطيط وإدارة؛ لكي تأتي أكلها وثمارها ونتائجها. و لاتقتصر مهمة الإستثمار والتخطيط و الإدارة على الحكومة وسلطات الدولة الأخرى؛ بل هي مهمة تضامنية عامة، يشترك فيها رجل الدولة الى جانب عالم الدين، والسياسي الى جانب شيخ العشيرة، والأكاديمي الى جانب الإعلامي، ورجل الأعمال الى جانب المثقف، والخطيب الى جانب الكاتب، والموظف الى جانب الحِرفي، بل أنها مهمة كل فرد من أفراد الشعب؛ كلٌ بحسب مسؤوليته وحجم تأثيره”.
وأكد، أن “نخبة الأمة وشرائحها الواعية، تتحمل مسؤولية متقدمة في هذا المجال؛ إذ ينبغي عليها العمل بكل جدية على تحويل الهواجس والإحباط الى فرص لإعادة بناء الوعي المجتمعي، و إشراك فئات الأمة ومكوناتها دون استثناء في عملية العصف الذهني المستدام؛ بهدف رسم خارطة المشاكل والهموم، و تحديد أحجامها الحقيقية، دون تهويل أو تبسيط، و وضع التصورات حول الحلول الواقعية، و وسائل تذليل العقبات والعراقيل التي تقف في طريقها؛ الأمر الذي يجعل مشاعر اليأس والإحباط منطلقاً لتحقيق أهداف النجاح والنهوض”.
وأردف بالقول، إن “من أهم خطوات القضاء على الحالات النفسية السلبية المجتمعية، تكمن في إعادة بناء النفوس بناءً قوياً صلباً مرصوصاً بالعزيمة التي لا تنقض ولا تلين، والإرادة التي لا تنكسر ولا تتراجع. و هذا كتاب الله (تعالى) وسيرة رسوله و آل بيته (عليهم السلام) بين أيدينا؛ فهما قدوة العزيمة والإرادة والصبر والصمود والنهوض. فالقرآن الكريم يؤكد على الثبات والصبر والرباط والعزيمة والعمل والتوكل، و على أن الله (تعالى) ينصر أصحاب العزيمة والتوكل، و (( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)). أما رسول الله وآل بيته عليهم السلام فقد حققوا إنجازات نوعية أعجزت البشرية، على الرغم من كل ما مرّوا به من محن وآلام وإبتلاءات عظيمة، و ظروف قاسية وضغوطات لا نظير لها من الخصوم”.
ودعا المالكي، العراقيين إلى “التعاضد والتكاتف والتعاون، والتصابر والمرابطة في معركة بناء العزيمة والإرادة في قلوبنا ونفوسنا وعقولنا وسواعدنا، وننتصر بشجاعة على مشاعر الإحباط واليأس، وإن تراكمت المحن والابتلاءات ((بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ))، ونتوكل على الله (تعالى)، ونقتدي بكتابه ورسوله وآل بيته الاطهار ، ونستثمر آلاءه ونعماءه كما ينبغي، ونؤمن بقدرات أمتنا وشعبنا، وننطلق بكل قوة وسرعة وتركيز نحو مستقبل مشرق لأمتنا وشعبنا ووطننا ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))”.