السوداني: ضرورة أن يكون الحراك الجماهيري فاعلا بالبرلمان ليصبح شريكا بعملية الإصلاح
الحياة العراقية
رأى النائب في البرلمان، محمد شياع السوداني، الاثنين، من الأهمية للوصول إلى ترجمة حقيقية للحراك الجماهيري لكي يكون فاعلاً في البرلمان وفي مؤسسات الدولة ليصبح شريكاً في عملية الإصلاح حتى الوصول إلى الهدف المنشود.
وقال السوادني، إن “تظاهرات أكتوبر هي حراك شعبي يمثل حالة متنامية من الوعي العراقي، ولا يمكن فصلها عن تظاهرات الأعوام 2011 و2015 و2017، وهي بالمجمل تمثل حراك الجيل الشاب، في فترة استشرت فيها أزمات العراق من بطالة وفقر وفساد إداري ومالي وسوء خدمات وغياب العدالة وضعف سلطة القانون، وأن هذا الجيل يتواصل مع العالم، ويراقب تطور الشعوب وتقدمها، فيما يرى أن بلاده لا تزال غارقة بمشاكلها، طارحاً سؤالاً دائماً حول السبب وراء ذلك”.
وأضاف السوداني، أن “القوى السياسية العراقية، من جهتها، لم تستمع لصوت هذا الجيل، بل ذهبت إلى تشكيل حكومة عبد المهدي، التي هيمنت عليها كتل محددة عن طريق المحاصصة، مثبتةً بذلك سلطتها، التي نخرت فساداً ومحسوبية واستيلاءً على المال العام، وتمدداً على حساب مؤسسات الدولة، ما أفقد الأخيرة هيبتها، فكان أن اندلعت انتفاضة أكتوبر”.
ولفت إلى، أن “التظاهرات بدأت بمطالب خدمية بسيطة، لكنها انتهت بمطالب سياسية وإصلاحية جذرية، وهو ما أكسبها احترام أطياف المجتمع، وتفاعل المرأة وكبار السن ومختلف الطبقات من عشائر وغيرهم معها”.
وتابع السوداني، أن “انتفاضة أكتوبر أفرزت غلبة الهوية العراقية الوطنية على باقي الهويات الفرعية القومية والمذهبية والمناطقية، ليصبح الشعور الوطني هو السائد في البلاد، مع رفع شعار نريد وطناً، تسود فيه السيادة والعدالة والمساواة والكرامة، وطن يحفظ حقوق الجميع”.
وبين، أن “من منجزات الحراك أيضاً، تحقق إصلاحات سياسية ما كانت لتتحقق لولا التظاهرات، فصار الحديث علنياً عن تعديل الدستور وتشكيل لجنة حوله، كما أن الإصلاحات ذهبت إلى بحث قوانين مفصلية مهمة ما كان لها أن تشرع لولا الحراك، مثل قانون انتخابات مجلس النواب، وقانون مفوضية الانتخابات، بعدما كان يتم تعيين ممثلي الأحزاب في المفوضية من دون الثقة بنزاهة الانتخابات التي تجريها، وكذلك قانون الانتخابات الجديد الذي أجهض الآلية السابقة”.
وأردف: “أما ما يَلزم، فهو حاجة الحراك إلى صياغة أهداف محددة، والتحول إلى فاعلٍ سياسي ليؤمن حضوره في الانتخابات المبكرة”.
ويرأى السوداني، أنه “للوصول إلى ترجمة حقيقية لهذا الحراك، فمن المهم أن يكون فاعلاً في البرلمان وفي مؤسسات الدولة ليصبح شريكاً في عملية الإصلاح حتى الوصول إلى الهدف المنشود، وهو دولة ذات سيادة تمتلك القرار الوطني، وتبني مؤسسات تحمي كل المواطنين بعيداً عن سطوة أي فريق، وهو الهدف الذي ينادي به الجميع”، مؤكداً أن “أهداف الاحتجاجات ستتحقق إذا ترجم الحراك لعمل سياسي في المستقبل”