آمال العودة عند مئات العوائل العراقية النازحة تصطدم بفايروس كورونا
الحياة العراقية
اصطدمت آمال العودة عند مئات العوائل العراقية التي تسكن مخيمات النزوح، منذ نحو 5 سنوات، بقرار حكومي عطّل مبادرات وخطوات أطلقت، أخيرا، لإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية، على الرغم من تصاعد التحذيرات التي تطلقها جهات صحية وسياسية من مخاطر انتشار فيروس كورونا في مخيمات تنعدم فيها الإجراءات الوقائية.
وكانت جهات سياسية قد تحدثت، الشهر الماضي، عن مبادرات سياسية لإنهاء ملف النازحين في عدد من مناطق البلاد، وأن مليشيات “الحشد الشعبي” وافقت على إعادتهم إلى مناطقهم.
ووفقا لمسؤول في وزارة الهجرة، فإن “قرارات حكومية مفاجئة اتخذت بتعطيل إعادة مئات العوائل إلى مناطقها”، مبينا: “أبلغنا من قبل الحكومة بوقف إجراءات إعادة تلك العوائل، بدعوى أن ذلك غير ممكن في ظل الظروف الحالية وانتشار فيروس كورونا وحظر التجول”. وأضاف “تم تعطيل عودة مئات العوائل بمحافظات ديالى والموصل وجرف الصخر ببابل، على الرغم من تحذيرات جهات صحية من مخاطر انتشار الفيروس في المخيمات، والتي تعاني وضعا صحيا متدنيا جدا”، مؤكدا أن “قرار منع العودة من دون توفير خدمات صحية في المخيمات مؤذٍ”.
من جهته، قال النائب عن المحافظة، عبد الخالق العزاوي، إنه “في ظل الأوضاع الراهنة وخاصة تداعيات انتشار فيروس كورونا، واستمرار الحظر الشامل، تم الاتفاق على تأجيل إعادة 590 عائلة نازحة إلى منازلها، في شمال بلدة المقدادية (شمال شرقي المحافظة) إلى حين رفع الحظر، وزوال خطر الفيروس”.
وأكد في تصريح صحافي أن “قرار التأجيل جاء بالتنسيق مع قيادة عمليات ديالى والأجهزة الأمنية الأخرى بالمحافظة، من أجل الالتزام بالضوابط التي أقرتها خلية الأزمة الحكومية، لمنع انتشار الفيروس”، مبينا أن “قرار عودة العوائل سيكون مرتبطا بالأوضاع الراهنة ومدى تهيئة الأجواء المناسبة”.
القرار يأتي بالتزامن مع زيادة مخاطر انتشار الفيروس في مخيمات النزوح، والتي تعد أماكن غير مؤهلة صحيا.
وقالت النائبة عن محافظة ديالى، غيداء كمبش، إن “4 مخيمات للنازحين في المحافظة تضم مئات العوائل أغلبها من الأطفال والنساء، في مدن المحافظة، ببلدات بعقوبة والعظيم وخانقين، تعيش تحت خط الفقر في وضع مأساوي، مع مخاطر انتشار فيروس كورونا”، داعية، في بيان لها، وزارة الهجرة إلى “تحمل مسؤولية مراعاة ظروف النازحين وتوفير سلة غذائية للمخيمات لأن وضعها صعب جدا، في ظل محدودية الدعم المتوفر لها”.
مواطنون وشيوخ عشائر تبنوا مبادرات لدعم العوائل النازحة، مؤكدين أن جهات سياسية تتحكم بملف النازحين وتمنع عودتهم.
وقال الشيخ محمد الجبوري، وهو أحد شيوخ المحافظة، “ناشدنا الحكومة المحلية إنهاء هذا الملف، وإعادة تلك العوائل إلى مناطقها قبل تفشي الفيروس، لكن جهات سياسية حالت دون ذلك، ومنعت عودتها مجددا، فيما تهمل الحكومة المركزية هذا الملف، وتتجاهل كل المعاناة في المخيمات”، محملا الحكومتين (المركزية والمحلية) “مسؤولية ما تواجهه تلك العوائل والأطفال من أزمات ومآس إنسانية”.
وأشار إلى، “قمنا بمبادرات شعبية، وجمعنا مواد غذائية ومعقمات ومبالغ مالية وقمنا بتوزيعها على المخيمات، ونسعى للقيام بمبادرات لاحقة”، مؤكدا أن “الوضع في المخيمات مأساوي جدا، وهي مهددة بالمجاعة وبانتشار الفيروس، في ظل انعدام مقومات الحياة، وإهمال الحكومة وتعطل الأعمال التي كان يقوم بها معيلو تلك العوائل”.
وما زال عشرات آلاف النازحين ممنوعين من العودة إلى مناطقهم في عدد من محافظات البلاد، في ديالى وصلاح الدين وكركوك، والموصل، ومنطقة جرف الصخر بمحافظة بابل، إذ تسيطر فصائل من مليشيات “الحشد الشعبي” على تلك المناطق. وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت، أخيرا، تحذيرات من تفشي فيروس كورونا في مخيمات النزوح في العراق وبلدان أخرى، داعية السلطات إلى مراعاة ظروف الأزمة الراهنة.ا