إيران تعترف بزيارة قاآني الى العراق وتكشف عن التفاصيل
الحياة العراقية
كشفت وكالة “مهر” الرسمية الايرانية، السبت، عن أول زيارة لقائد فيلق القدس العميد اسماعيل قاآني الى بغداد منذ مقتل الجنرال الايراني البارز قاسم سليماني.
وذكرت الوكالة ان “هذه الزيارة أكدت مرة اخرى موقف إيران الداعم للعراق في قتالها ضد الإرهاب والتمسك بسياسة توحيد الصفوف في مواجهة أمريكا”.
وذكرت الوكالة انه “أرسل العميد إسماعيل قاآني من خلال زيارته الى العراق بتاريخ 1 / 4 / 2020م، وبمثل هذه الظّروف – رسائل متعددة، وحقق أهدافا مهمّة، منها:
رسالة إلى أمريكا بعد ما قامت به من تحرّكاتٍ عسكريةٍ وتنقلاتٍ، واستطلاعات وإخلاء بعض المواقع بما فيها السّفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، مفادها: أنّ إيران مستعدّةٌ للدّفاع عن العراق حال كانت هذه التحرّكات مقدّمة ولجسّ نبض المنطقة ريثما يتمكّن الأمريكان من اتخاذ قرار الانقلاب العسكريّ أو القيام باغتيالات وغيرها .
ورسالةٌ ثانيةٌ لأمريكا مفادها أنّ الانسحاب الذي حصل من بعض القواعد الأمريكية انما حصل بفعل المقاومة، وكانت زيارة قاآني بمثابة إعلان النّصر على القواعد والقوّات الأمريكية، وأيضا للدّعم المعنويّ للمقاومة .
الرسالة الثالثة إلى أمريكا هي أنّ إيران لم تنكفأ على نفسها وتترك الحليف العراقيّ فريسةً بيد الولايات المتحدة الأمريكية تعبث به ما تشاء، خصوصا بعد استشهاد الحاجّ “قاسم سليمانيّ ” .
إنّ زيارة قاآني أنهت المقولة الأمريكية إنّ “إيران بعد قاسم سليماني” لا يمكنها الاستمرار في ذات النّهج، بل ما زالت، وستبقى تترسّم الخطّ والمنهج الثوريّ التحرريّ؛ لأنه ليس خطّاً ومنهجاً قائماً بشخصٍ، وإنّما هو خطّ ثوريّ تتبناه الدّولة الاسلامية، وتجد وجودها الأيديولوجيّ فيه، ووجود ومستقبل الإسلام والمقاومة أيضاً، سيّما أنّ المنطقةَ مقبلةٌ على متغيّراتٍ، وستشهد تواجد قوى متعددة كالصّين والرّوس وأمريكا، فمن الطّبيعي أنْ تحافظَ إيران ومعها المقاومة على وجود المسلمين في المنطقة، وتحافظ على مصالحهم منطلقةً من قلبِ طهران إلى بغداد، ومن ثمّ إلى شواطئ البحر المتوسّط، وأنّ أي انكفاءٍ سيجعلُ هذه الأقطاب تضعُ خريطةَ تقسيماته للمنطقة، من دون أنْ يكون للمسلمين قرارٌ كما حصل في معاهدة “سان ريمو” واتفاقية “سايكس بيكو” .
كما أنّ زيارته لا تخلو من رسالةٍ إلى دويلات الخليج (الفارسي) لمنعهم من تمرير مؤامراتهم في العراق .
ورسائل إلى الغرب وأمريكا رداً على مقولة بومبيو وزير الخارجية الأمريكيّة “بأن إيران بعد الشّهيد قاسم سليمانيّ سوف تنكفأُ داخل الجغرافيا الإيرانية”، والرسالة الايرانية هنا بأن المنهج الثوريّ يعمل على تفنيد هذه المقولة بجعل الخريطة إسلاميةً، تمتد إلى كُلّ المساحات التحررية، فلا انكفاء في البين .
يرى المراقبون أنّ مساعيَ العميد قاآني تصب في توحيد البيت الشّيعيّ، وتفعيل الحوار وإيجاد مخارج من الأزمة وفكّ الاختناقات، وتفعيل الصّياغات الدستورية التي تعيد للشّيعة هيبتهم في منصب رئاسة الوزراء، ولكن من دون تدخّل إيرانيّ، بل القرار هو للقادة السياسيين العراقيين، ولكن الازمة العراقية لاينفع معها وساطة ويعد في ظل التعقيدات والعقد المتراكمة اي حل هو ضرب من التوقعات، حسب الوكالة.