سياسة

رسائل تحدٍّ للكاظمي.. القصف المتكرر على القواعد الأميركية يشعل الشارع العراقي

الحياة العراقية

استهدف قصف صاروخي جديد قاعدة أميركية في محيط مطار بغداد فجر اليوم الثلاثاء، مما أثار الجدل بين العراقيين، حيث اعتبر ناشطون وإعلاميون أن هذا القصف المتكرر تجسيد للتهديدات التي تطلقها الفصائل المسلحة ضد الوجود الأميركي في العراق، بينما انتقد البعض العجز الحكومي في ردع الجهات المنفذة.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق أن “ثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا، سقطت بعد منتصف الليلة الماضية في محيط مطار بغداد الدولي، دون خسائر تذكر”، في رابع هجوم من نوعه في غضون أسبوع.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن القصف الأخير استهدف مركز الدعم الدبلوماسي في مطار بغداد الذي يستضيف مسؤولي التحالف الدولي من الدبلوماسيين والعسكريين والاستخباراتيين.

تجسيد للتهديدات
أشار المحلل السياسي مجاهد الطائي إلى أن القصف “تحدٍ واضح لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي وعد بالالتزام بحماية مصالح التحالف الدولي بعد الحوار مع واشنطن”.
ويرى الإعلامي حسام الطائي أن “قصف المطار للمرة الثانية خلال أيام، يدل على أن الجماعات تريد الحفاظ على قدرتها في خرق القوانين وقرارات الحكومة، وأن سياسة هذه الجماعات تتضارب مع مصلحة الحكومة”.
وعلق الإعلامي زيد عبد الوهاب عن الهجوم متسائلا “هل ستبقى حكومة الكاظمي تستقبل رسائل الكاتيوشا اليومية وتعثر على منصات الصواريخ بعد إطلاقها؟”.
الموقف الحكومي
من جانبها، أوضحت خلية الإعلام الأمني الحكومية أن “الجهات المنفذة للقصف استخدمت قواعد خشبية لإطلاق الصواريخ”، لافتة إلى أن “القوات الأمنية عثرت على القواعد ووجدت فيها صواريخ متبقية تم إبطالها”.
يأتي ذلك بينما نقل الخبير الأمني هشام الهاشمي عن مصدر لم يكشف هويته، أن “رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي شكل لجنة للكشف عن خلايا قذائف الكاتيوشا الخارجة عن القانون”.
وأوضح الهاشمي أن “اللجنة تضم ضباط التحقيق والمعلومات من مديرية الاستخبارات العسكرية وجهازي مكافحة الإرهاب والمخابرات، وبمشاركة أمن الحشد، للبحث عن المتورطين في الهجوم على معسكر التاجي”.
من جانبه، قال الناشط الحقوقي أحمد الزيادي إنه “بعد يوم واحد من تشكيل الحكومة لجنة لتتبع مطلقي الصواريخ التي تستهدف مواقع في بغداد، عادوا مجددا إلى استهداف مواقع جديدة”.
هجمات متكررة
ويتعرض مطار بغداد ومواقع عسكرية في محيطه إلى قصف صاروخي بين فترة وأخرى، وازدادت هذه الهجمات بعد حادثة اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في غارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.
ويأتي الهجوم الأخير بعد سلسلة حوادث مشابهة، بينها هجوم صاروخي يوم 13 يونيو/حزيران الجاري استهدف قاعدة التاجي شمالي بغداد، حيث تتمركز قوات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي 8 يونيو/حزيران الجاري، ضرب صاروخان أراضي مجمّع مطار بغداد، بينما سقط صاروخ غير موجّه قرب مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.
ونادرا ما تتبنى أي جهة هذا النوع من الهجمات، لكن واشنطن تحمّل فصائل المسؤولية عنها.
وفي أواخر مارس/آذار الماضي، تراجعت حدة السجال بينما تباطأت وتيرة الهجمات الصاروخية بشكل كبير، لكنها تسارعت مجددا الأسبوع الماضي وسط استعداد الولايات المتحدة والعراق لعقد محادثات ثنائية.
وتهدف المحادثات التي انطلقت يوم 11 يونيو/حزيران الجاري إلى وضع إطار عمل لوجود القوات الأميركية في البلاد، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية.

وكجزء من الحوار “الإستراتيجي” بين البلدين، تعهّدت واشنطن بمواصلة خفض عدد جنودها في العراق والبالغ نحو 5200 العام الماضي، في حين تعهّد العراق بأن يحمي على أراضيه العسكريين المنضوين في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش الارهابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى