الثقافة: تنظم جلسة حوارية افتراضية بمشاركة نخبة من المثقفين للاحتفاء بمئوية ثورة العشرين ومناقشة اختيار يوم وطني عراقي
أقامت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، اليوم الثلاثاء 30/6/2020، جلسة حوارية افتراضية في الذكرى المئوية لاندلاع ثورة العشرين باشتراك الوزير د.حسن ناظم وعشرين من نخبة المثقفين والأكاديميين والباحثين والمؤرخين العراقيين، أخذت محورين الأول للحديث عن الثورة، والثاني مناقشة اختيار يومٍ وطني عراقي.
وقال المتحدث الرئيس للمحور الأول مدير برنامج العراق في المجلس الأطلسي في واشنطن د. عباس كاظم في بيان ورد الحباة العراقية إن “ثورة العشرين مشابهة لثورات التحرير التي أسست دولاً في مختلف أرجاء العالم، إذ يقف اولئك الآباء المؤسسون منتظرين منا بناء العراق الذي حلموا فيه، والوطن الذي نريده لأنفسنا، وهذا إرث ثقيل لحمله”.
وأضاف أن “عملية التأسيس لمرحلة جديدة تتطلب وعياً كبيراً، كما تكاتف العراقيون خلال ثورة العشرين وتناسوا خلافاتهم التاريخية وسعوا إلى هدف الاستقلال الموحد”، داعياً هذا الجيل أن “يكون شبيها بذلك الجيل المؤسس”.
وختم كاظم حديثه بالقول، إن “وزارة الثقافة مطالبة بتصحيح مسار الوعي الوطني، وإصدار كتب وبحوث جديدة عن هذه الثورة، فضلاً عن إقامة نصب كبير وإنشاء متحف يليقان بها”.
وفي المحور الثاني، قال المتحدث الرئيس وزير الثقافة د. حسن ناظم إن “اختيار يوم وطني عراقي هو أمر حساس ومهم للغاية، ومن غير المعقول أن تمر 17 عاماً دون إقرار عيد وطني للدولة”.
وأضاف “لقد عملت مع مستشارين من رئاسة الوزراء لتغطية الجوانب القانونية والإدارية المتعلقة بهذا الجانب، واستطلعت آراء بعض الزعماء السياسيين بهذا الخصوص وكان هناك أكثر من رأي حوله، كما قمنا بعمل استبيان لجمع آراء الباحثين حول اختيار هذا اليوم، فضلاً عن فصل القانون المتعلق بالعيد الوطني عن قانون العطل الرسمية”.
وتابع ناظم قائلاً، إن “التاريخ العراقي واضح المعالم منذ تأسيس الدولة العراقية، وبعد عام 1958 لا يوجد تاريخ صالح لتداوله في هذا المحور”، مستدركاً “لكن هناك بعض التواريخ المقترحة بعد عام 2003”.
وبيّن أنه “خلال الحقبة الملكية، هناك ثلاثة تواريخ هي ثورة العشرين التي نحتفي اليوم بمئويتها، وتأسيس المملكة العراقية عام 1921، ودخول العراق إلى عصبة الأمم عام 1932، فضلاً عن تواريخ أخرى”.
وطرح المجتمعون بعد ذلك آراءهم حول اختيار اليوم الوطني، إذ تركزت معظم الطروحات على ثورة العشرين ويوم تأسيس الدولة العراقية ودخول العراق إلى عصبة الأمم، كما طرح آخرون فكرة وضع معايير للاختيار قبل وضع المقترحات.
وقال الباحث د. عبد الجبار الرفاعي، إن “ثورة العشرين تمثل منعطفاً في تاريخ العراق الحديث رغم حاجتها للمراجعة النقدية”، مقترحاً “تاريخ انطلاقها يوماً وطنياً للعراق كونها تحظى بشبه إجماع وطني، وليس ثمة حساسيات تجاهها”.
ودعا وزارة الثقافة إلى “الاهتمام بقضيتين أخريين إلى جانب اليوم الوطني، هو اعتماد علم عراقي جديد، ونشيد وطني جديد”.
وأعرب الباحث د. حيدر سعيد في كلمته، عن أسفه حول “مرور ذكرى الثورة في ظل جائحة كورونا، التي حالت دون إقامة احتفال عام ولائق بالثورة”.
وأضاف “أنا مع اختيار تاريخ استقلال العراق عام 1932 يوماً وطنياً، لأسبقية العراق بين دول المنطقة في الدخول إلى عصبة الأمم”.
وذهب الباحث والناقد سعيد الغانمي إلى اختيار يوم تأسيس الجمعية الانتخابية التي لحقت ثورة العشرين يوماً وطنياً عراقياً، عازياً رأيه ذلك إلى أن “الجمعية شارك فيها نخبة من المثقفين العراقيين وشملت جميع مكونات الشعب العراقي، كما أنها عقدت عشرات الجلسات، وحملت الحضور الرمزي لثورة العشرين، وأثمرت اجتماعاتها التي امتدت طوال شهرين ما يشبه الدستور في ذلك الوقت”.
فيما ذهب الباحث والأكاديمي د. علي حاكم صالح، إلى اختيار يوم الاستقلال عام 1932 كيوم وطني عراقي.
أما الكاتب والباحث فارس كمال نظمي، دعا لتحديد معايير للاختيار قبل ترشيح يوم بعينه، متسائلاً: “هل نحن بحاجة إلى معيار موضوعي أم معيار ذاتي يرتكز على رأي المجتمع، أم نحن بحاجة الى شيء من هذا وذاك؟”.
ودعا الكاتب والناقد محمد غازي الأخرس، لـ”اختيار يوم انطلاق ثورة العشرين يوماً وطنياً كونها الحدث الوحيد في تاريخ العراق الذي قام به الشعب وليست جهة سياسية، فضلاً عن حاجتنا إلى حدث يحظى بإجماع وطني وهو ما ينطبق على الثورة”.
أما الشاعر والأكاديمي د. عارف الساعدي فاقترح أن “تقدم الأحداث الثلاثة الأبرز المتمثلة بثورة العشرين وتاريخ تأسيس الدولة العراقية وتاريخ استقلال العراق بسلة واحدة إلى البرلمان للتصويت على واحد من الأحداث الثلاثة”.
وأكد الباحث والدبلوماسي عدي أسعد خماس على “ضرورة اختيار يوم وطني”، مشيراً إلى أن الدبلوماسيين “يشعرون بحرج لعدم وجود عيد وطني عراقي كسائر دول العالم”.
وأضاف “أذهب باتجاه اختيار يوم دخول العراق إلى عصبة الأمم”.
واقترحت الناشطة المدنية هناء أدور “اختيار ثورة 1958 كيوم وطني، كونها حققت الكثير من الانجازات، وعززت الاستقلال الوطني”، داعية إلى “وضع معايير لاختيار هذا اليوم لتعدد الآراء بخصوصه”.
وقال الأكاديمي د. مؤيد صوينت إن “يوم دخول العراق إلى عصبة الأمم هو يوم مهم كونه يمثل جزءاً من المجتمع الدولي، وهو اليوم الأقرب إلى توصيف العراق بمفهوم الدولة الحديثة”.
فيما شكك الأكاديمي صلاح الجابري بإمكانية تحقيق اتفاق مطلق باختيار اليوم الوطني، مؤيداً تحقيق اتفاق نسبي بهذا الخصوص لما يرتبط بالمسألة من تعقيدات سياسية وايدلوجية شائعة في العراق اليوم، مشيراً إلى أنه “مع اختيار ثورة العشرين لتسمية اليوم الوطني العراقي، كونها تحقق اتفاقاً وطنياً نسبياً”.
وأيد المدير التنسيقي لجمعية الأمل العراقي اختيار أي يوم يحقق إجماعاً وطنياً، مؤكداً أن “من الضروري أن يشعر جميع العراقيين بأن هذا اليوم يمثلهم”.
واقترح الباحث والأكاديمي د. عباس كاظم “اختيار يوم التصويت على الدستور العراقي بعد 2003 يوماً وطنياً لمشاركة جميع العراقيين في التصويت عليه”، مستدركاً “أما إذا أردنا العودة إلى ما قبل 1958 فأنا مع اختيار دخول العراق إلى عصبة الأمم، كونها كانت خطوة كبيرة نحو استكمال شروط السيادة”.
وتقدم وزير الثقافة في كلمة الختام، بالشكر لجميع الحاضرين ولآرائهم الثمينة، مبيناً أن “الأغلبية تميل إلى اختيار تاريخ الاستقلال والدخول إلى عصبة الأمم عام 1932، وما زلنا ننتظر نتائج الاستبيان المطروح على المثقفين والباحثين”.
وأضاف أن “نتائج الاستبيان ستحدد لنا معايير اختيار العيد الوطني”، لافتاً إلى أن “التحدي الأكبر سيكون في مجلس النواب”.