ما هي “جزيرة القتال” وكيف بُنيت في الإمارات؟
الحياة العراقية
في فيلم بروس لي الشهير “دخول التنين” عام 1973 نشهد تجمع أعظم مقاتلي العالم في جزيرة خاصة لمسابقة فنون الدفاع عن النفس، قبل تحقيقهم الانتصار على “إمبراطورية جزيرة شريرة”.
وما حدث في ذلك الفيلم يتحول اليوم إلى واقع، مع توجه عدد من النجوم من مقاتلي اتحاد الفنون القتالية المختلطة “UFC” إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل المشاركة في أربع فعاليات للفنون القتالية المختلطة تقام هناك بين 11 و25 يوليو/تموز الجاري، وتبتدئ بنزال بين البطلين كامارو عثمان وخورخه ماسفيدال.
ما هي جزيرة القتال؟
اجترح دانا وايت، رئيس اتحاد الفنون القتالية المختلطة، هذه الفكرة في محاولة لمواصلة استضافة فعاليات الاتحاد خلال فترة تفشي فيروس كورونا.
وكان من المقرر أن تشارك الرياضية الانجليزية مولي ماكان، من ليفربول، في فعالية الاتحاد التي كان مقررا إقامتها في العاصمة البريطانية لندن في 21 مارس/أذار الماضي؛ بيد أن تلك الفعالية كانت أول حدث يلغيه الاتحاد جراء أزمة تفشي فيروس كورونا.
وقد أعلن وايت، أثناء محاولته تنظيم فعالية خلف أبواب مغلقة في الولايات المتحدة، عن خطة لتنظيم مباريات على جزيرة تخصص للمقاتلين الدوليين المحظور عليهم السفر إلى الولايات المتحدة.
وكان الاتحاد بدأ في إقامة فعاليات بدون جمهور في “جاكسونفيل” و”لاس فيغاس”، قبل أن يؤكد وايت في 9 يونيو/حزيران الماضي أن “جزيرة القتال” التي ستستضيف فعاليات الاتحاد ستقام في جزيرة “ياس” في أبو ظبي.
وهي ليست جزيرة صحراوية كما تخيل جمهور الاتحاد في البداية، ولا يصل الرياضيون إليها بقوارب، بل سيسافرون جوا إلى منتجع ترفيهي من فئة “خمس نجوم”، سبق أن نُظمت فيه ثلاث من فعاليات للاتحاد في 2010 و2014 وفي سبتمبر/أيلول الماضي.
وتستضيف جزيرة ياس، التي تبلغ مساحتها 9.6 أميال مربعة، سباق السيارات فورمولا 1 (سباق جائزة أبو ظبي الكبرى) منذ عام 2009.
كما استضافت الجزيرة حفلات موسيقية مثل تلك التي أقامتها بيونسيه ومادونا وفريق رولينغ ستونز، وتضم أيضا العديد من المتنزهات الترفيهية، ومن ضمنها عالم فيراري، بالإضافة إلى مركز تسوق وملعب غولف ومرسى وشاطئ.
كيف ستجرى الفعاليات في الجزيرة؟
سيسافر إلى الإمارات جوا نحو 630 من أعضاء الاتحاد ومن العاملين والرياضيين والمقاولين، ليتوجهوا إلى جزيرة القتال، بعد إجراء فحوص كشف فيروس كورونا عليهم جميعا قبل سفرهم وثم يخضعون لعدة فحوص أخرى في أبو ظبي. وفي المجمل من المتوقع إجراء حوالي 3300 فحص لكل الواصلين إلى الجزيرة.
وتعد المسافة من المطار لجزيرة ياس، وهي نحو خمسة أميال بالسيارة، “منطقة آمنة” لا يمكن للزوار مغادرتها، وتضم نقاط تفتيش لمنع الجمهور من الدخول إليها. وتحتوي المنطقة على ملعب غولف وشاطئ وفنادق ومطاعم، بالإضافة إلى ثلاثة مرافق طبية يعمل فيها 17 شخصا.
وسيبقى أكثر من 2500 من موظفي الاتحاد والموظفين العاملين في جزيرة ياس داخل هذه المنطقة، وقد خضع جميع الموظفين المحليين إلى حجر الصحي لمدة 14 يوما، فضلا عن اشتراط إجراء كل واحد منهم لثلاثة فحوص للكشف عن الفيروس تكون نتائجها سلبية.
وفي الحجر الصحي قبل السفر من لندن، كان على ماكان البقاء بمفردها في غرفتها في الفندق ولكن في جزيرة القتال يسمح ببقاء المدربين مع المقاتلين كي يتمكنوا من القيام ببعض التدريبات في غرفهم. وبعد ذلك، يمكنهم الدخول إلى منشأة تدريب خاصة وسيقدم لهم وجبات الطعام مقاول تغذية خاص متعاقد مع الاتحاد.
وستجرى المباريات ليلا في حلبة يطلق عليها “فلاش فورم” يمكن الوصول إليها سيرا على الأقدام من الفندق، وهي أصغر كثيرا من الحلبة التي أقيمت عليها الفعالية السابقة.
وفي مدخل الحلبة ثمة “أنفاق” يضخ فيها بخار معقم يقتل 99 في المئة من البكتيريا السطحية، وتتمتع الحلبة بوجود مكيفات الهواء أيضا، حيث من المتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى 43 درجة مئوية في نهاية هذا الأسبوع.
وسيشارك في النزالات في الجزيرة ثلاثة من المقاتلين الذين لم يتعرضوا لأي هزيمة سابقة بحسب سجلهم في الاتحاد. إذ سيواجه بطل وزن الويلتر، الأمريكي النيجيري الأصل كامارو عثمان، خورخه ماسفيدال حامل لقب بي أم أف من اتحاد الفنون القتالية المختلطة.وسينازل اللاعب بيتر يان خوزيه ألدو للفوز بحزام الوزن الخفيف، وفي وزن الريشة سيلتقي البطل الكسندر فولكانوفسكي مع ماكس هولواي.
وقد وصل لاعب الفنون القتالية المختلطة البرازيلي ألدو، البالغ من العمر عاما 33 عاما، إلى جزيرة ياس منذ بداية الأسبوع، وقال: “إنه أمر جميل القدوم إلى هنا ورؤية الفندق وكل شيء قاموا ببنائه، إنه جنون، فهذه البنية التحتية كلها تبدو خيالية جدا”.
وفي واحدة من المباريات الرئيسة المنتظرة، ستواجه مجددا لاعبة الفنون القتالية جيسيكا أندرادي البطلة السابقة في وزن القش للسيدات (من أخف الأوزان يترواح بين 48 و 52 كغم) روز ناماجوناس.
وقالت الأمريكية ناماجوناس، البالغة من العمر 28 عاما: “ثمة بالتأكيد بعض الأشياء الصغيرة الغريبة. إنها مثل مدينة أشباح، ولا أشعر حقا بأنها جزيرة. لقد كنا للتو في غرفة الفندق”.
وقد غادرت ماكان، البالغة من العمر 30 سنة، لندن جوا يوم الأربعاء استعدادا للنزال المرتقب في وزن الذبابة للسيدات ضد البرازيلية تاليا سانتوس في 16 يوليو/تموز الجاري.
وقالت ماكان من غرفتها في الفندق في لندن: “تبدو الحلبة على مستوى ممتاز ، أما القفص المحيط بها والموجود على الشاطئ فيبدو للعرض فقط. وقد سألت إن كان بإمكاني التدريب فيه قبل النزال”.
وأضافت قائلة: “إذا كنت مقاتلا فلا تجعل بعض التغيير في المسار المعهود يؤثر على تفكيرك وتركيزك”.