شكرا للكويت
هادي جلو مرعي
هل يمكن أن نغادر دائرة النوايا السيئة والشك وعدم الثقة التي طبعت العلاقة بين العراق والكويت على إثر ماجرى في عام 1990 وهي مرحلة فارقة ليس في تاريخ علاقة البلدين بل في مستقبل دولة هي العراق لم تعد كما كانت قبل 2 أوغست 1990 وهو الأمر الذي جعل من بغداد عاصمة مثقلة بالهموم والديون والعقوبات والحصارات التي لم تنته ربما حتى اللحظة وإن كان التاسع من نيسان 2003 تاريخا فارقا ايضا ومزلزلا ومؤثرا وربما هيأ الفرصة لعلاقة مختلفة إحتاجت الى عقود لتعود الى مستوى من الدفء طبعته حكمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي مهد شخصيا لتغيير كبير في مسار السياسة الكويتية وإتخذ إجراءات كانت سببا في مد جسور ثقة شجعت العراقيين ليصارحوا الكويتيين وينظموا العلاقة معهم على أسس جديدة.
واضح تماما إن هناك رغبة عراقية في تجاوز الماضي خاصة وإن المسؤولين العراقيين هم المعنيون بتبعات ماجرى من أحداث صادمة في عام 1990 وكان جل الإهتمام ينصب على محاولات طمأنة الكويت أن عراق مابعد 2003 عراق مختلف ومنفتح ولايريد للماضي ان يستمر في صناعة الأزمات. الشيء الأكثر فائدة هو رغبة كويتية مماثلة حتى مع الشكوك التي جرى الحديث عنها والمتعلقة بموقف الكويت بعد 2003 ولفترة سنوات وقبل التطورات التي إستهلكت العديد من السنوات التي شهدت تبادل السفراء والوفود والرسائل وكان لحوادث المنطقة الصادمة دور في تقريب البلدين من بعضهما البعض وتنشيط حراك أكثر جدية ساهم في تغيير المسار نحو الأفضل.
مؤتمر إعمار العراق الذي تستضيفه الكويت منتصف فبراير الجاري يشكل نقطة تحول لافتة قد تحول العراق الى قبلة لشركات الإستثمار الكبرى بعد أن قررت كبريات الشركات العالمية حضور المؤتمر مع موافقة رسمية على الحضور بعث بها كبار المسؤولين في دول عظمى كالولايات المتحدة التي ستشارك بمائة شركة متخصصة وفي مختلف القطاعات وهو مايشير الى إن الكويت مهتمة بتحول إيجابي في العراق على صعيد الإقتصاد والأمن.
الوفد الإعلامي العراقي الكبير الذي يضم نقيب الصحفيين العراقيين وشخصيات صحفية معروفة ووسائل إعلام والذي إستبق المؤتمر بحضور لافت وحراك مباشر جعله في مسؤولية مباشرة وكبيرة وعلى الزملاء المشاركين أن يدفعوا بإتجاه أن يخرج مؤتمر المانحين بنتائج تصب في مصلحة العراق وشعبه.. ظروف خاصة منعت ذهابي الى الكويت لكني سأكون سعيدا ان ازور هذا البلد بعد نجاح المؤتمر وأقول. شكرا للكويت..