تعاون استخباري بين بغداد وأربيل لضبط أمن “المناطق المتنازع عليها”
الحياة العراقية
قال متحدث عسكري عراقي، اليوم الأحد “إن الحوارات بين الحكومة الاتحادية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان، توصلت إلى تفاهمات بشأن التعاون الاستخباري من أجل ملاحقة بقايا تنظيم “داعش” الإرهابي في محافظتي ديالى شرقي البلاد، وكركوك شمالاً، بينما تؤكد مصادر أمنية كردية أن التنسيق يهدف إلى ضبط الأمن في مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل.
وأشار المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، إلى وجود اجتماعات وتفاهمات أمنية مشتركة بين قيادة العمليات العراقية المشتركة، وقوات حرس حدود إقليم كردستان، مبيناً، في تصريح صحافي، أن هذه التفاهمات ركزت على بحث التعاون والتنسيق في ما يتعلق بالقيام بعمليات عسكرية مشتركة في بعض المناطق التي تؤشر فيها معلومات استخبارية على وجود خلايا لتنظيم “داعش”، فضلاً عن تبادل المعلومات الاستخبارية في مجال مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية المختلفة، ولا سيما ما يتعلق بضبط الحدود مع بعض الدول لمنع تسلل العناصر الإرهابية.
ولفت إلى أن التفاهمات أدت إلى تشكيل مراكز تنسيق مشترك بين قيادة العمليات المشتركة، والأجهزة الأمنية في إقليم كردستان تضمّ عدداً من الضباط من ممثلي الجيش العراقي وحكومة الإقليم للتنسيق وتبادل المعلومات الاستخبارية ومتابعة خلايا “داعش”، بالإضافة إلى ملء الفراغات الأمنية في بعض المدن.
وبيّن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة أن المناطق التي ستشهد تعاوناً مشتركاً بين بغداد وأربيل تشمل مناطق في محافظتي ديالى وكركوك، مؤكداً أن بقايا تنظيم “داعش” تهدد مختلف المناطق، بما فيها مناطق موجودة في إقليم كردستان.
وأوضح رسول أن الحكومة العراقية تركز على قضية ضبط الحدود، وخصوصاً مع سورية، مشيراً إلى وجود خطة وضعتها قيادة العمليات المشتركة، ووزارتا الداخلية والدفاع، للاستمرار بدعم ملف الحدود، وتزويده القوات المكلفة حمايتها بتكنولوجيا المعلومات والتقنية الحديثة.
مصادر أمنية كردية قالت، إن الحوارات بشأن تعزيز التعاون العسكري بين بغداد وأربيل متواصلة منذ أسابيع، موضحةً أنّ هذه الحوارات ناتجة من مخاوف متصاعدة من الخطر الذي بدأت تشكله هجمات متكررة لتنظيم “داعش”.
وبيّنت أن التفاهمات الأمنية بين المسؤولين العسكريين في بغداد وأربيل ستركز على المناطق المتنازع عليها في محافظات ديالى وكركوك ونينوى، مؤكدةً أن قوات البشمركة سبق أن تسلمت ملف الأمن في بعض هذه المناطق، ويمكن الاستفادة من خبرتها في الحد من هجمات تنظيم “داعش”.
وكثفت القيادة العسكرية أخيراً جهودها الرامية إلى القضاء على الهجمات المتكررة لتنظيم “داعش” التي أوقعت قتلى في صفوف قوات الأمن و”الحشد الشعبي” والمدنيين.
والخميس الماضي، قال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، عبد الوهاب الساعدي، إن الواجب الأساسي للجهاز يتمثل بملاحقة الخلايا النائمة، ومكافحة الإرهاب في العراق، مشيراً إلى استمرار العمليات الأمنية بتنسيق عالٍ بين الاجهزة المعنية كافة من أجل القضاء على خلايا “داعش”.
كذلك أكد رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الغني الأسدي، ملاحقة القوات الأمنية ما بقي من عناصر تنظيم “داعش” من أجل تجفيف منابع الإرهاب في عموم البلاد، موضحاً أن الجهاز يتابع تحركات التنظيم بكل دقة.