مصابو كورونا بالعراق في منازلهم.. ومتطوعون يمدونهم بالعلاج
الحياة العراقية
أطلقت مجموعة من المتطوعين العراقيين، مع زيادة عدد مرضى “كورونا” في المستشفيات، مبادرة لتوصيل أسطوانات الأكسجين والإمدادات الطبية للمرضى الذين يُعالجون من “كوفيد19” في بيوتهم، فيما أعلنت وزارة الصحة والبيئة، أمس الأربعاء، تسجيل 57 حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي الوفيات بالفيروس في البلاد إلى 5588 حالة.
وأشارت الوزارة في بيان صحافي، أمس، إلى تسجيل 3441 إصابة جديدة بالفيروس، ليصل إجمالي الإصابات إلى 160 ألفاً و436، لافتة إلى أن 2439 مصاباً تماثلوا للشفاء، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 114 ألفاً و541.
وانطلق فريق المتطوعين، الذي يضم 15 عضواً، مجموعة فرعية منبثقة عن جماعة “أكيتو” التي تأسست في 2015 لتوزيع الطعام على الأسر المحتاجة في أنحاء العراق.
وبعد تفشي جائحة فيروس كورونا يركز المتطوعون حالياً على توزيع أُسطوانات الأكسجين والإمدادات الطبية مجاناً على المرضى في محافظة النجف الأشرف.
وقال رئيس فريق المتطوعين، المهندس مصطفى كاشف الغطا: “بعد أزمة الأكسجين في مدينة الناصرية وما تبعها من أزمات أخرى في الأكسجين في عموم محافظات العراق، قررنا العمل على حل أزمة الأكسجين. لذا أطلقنا حملة لتوزيع الأكسجين بالمجان في مدينة النجف”.
وأضاف كاشف الغطا: “بعد تلقي مكالمات ونداءات من المواطنين، نرسل لهم على الفور أسطوانات الأكسجين إلى منازلهم. نحن نعمل الآن على مسألة بلازما الدم. المعروف أنها تسرع الشفاء في بعض الحالات وفي بعض الفئات العمرية. لذلك قمنا بتشكيل فريق طبي لهذا الغرض”.
ويرتدي المتطوعون ملابس حماية كاملة ويحملون أسطوانات أكسجين كبيرة ويوصلونها لبيوت المرضى الذين يتعافون من المرض.
ومن بين مرضى فيروس “كورونا هؤلاء، حيدر الخالدي، الذي قضى 3 أيام فقط في المستشفى قبل أن يطلب منه الأطباء العودة لبيته وترك السرير الذي يشغله لمريض آخر أشد احتياجاً له.
وقال الخالدي لـ”رويترز”: “المستشفى مليء بالمرضى ولا يوجد سرير شاغر. وحتى عنابر الطوارئ ممتلئة. بدأ الناس ينامون على الأرض. لقد حدثت كثير من حالات التوتر والوفيات”.
وأضاف: “مكثت في المستشفى 3 أيام ثم جاء الطبيب يسألني: كيف حالك؟ فأجبت: كما ترى. سألني: هل يمكنك الخروج من المستشفى لإعطاء مكان للآخرين؟ قلت له: لا مشكلة، أريد الخروج. كتب لي أدوية إضافية بدلاً من الدواء الذي أملكه. أخذت والدتي وخرجت”.
وقال مدير عام مديرية صحة النجف، سالم الأحميداوي: “لم تعد المستشفيات تستوعب الأعداد المتزايدة من مرضى فيروس (كورونا).
ويضيف الاحميداوي: “عندما يكون لديك 2000 مريض يأتون إلى المستشفى في وقت واحد، يكون من الصعب جداً تزويدهم بأسرة في المستشفيات. لذلك يمكن عزل المرضى الذين يعانون من حالات بسيطة في أجنحة أخرى. لكن جميع الحالات المتوسطة والخطيرة والمرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة تنفسية يبقون في المستشفيات”.
ويتلقى فريق المتطوعين نداءات ومناشدات المرضى عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يذكرون احتياجاتهم، مع تأثر النظام الصحي في البلاد بالأزمة.
وتسبب نقص الاستثمار بشكل مزمن على مدى عقود، إضافة إلى الفساد والحرب، في اعتماد قطاع الصحة العامة في العراق على التبرعات.