مسجدي: طهران لا تملك علاقات مع فصائل عراقية خارج سياقات الحكومة
الحياة العراقية
أكد السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، السبت، أن بلاده داعمة للحفاظ على وحدة العراق واستقلاله ،وتعارض انتهاك سيادته ،فيما أشار إلى أن طهران تدين استهداف المقرات الدبلوماسية ولا يوجد لديها علاقات مع فصائل مسلحة خارج سياقات الحكومة العراقية.
وقال مسجدي في مقابلة مع وكالة الانباء العراقية الرسمية، إن “إيران كانت وما زالت داعمة للحفاظ على وحدة أراضي جمهورية العراق واستقلالها وتعارض أي انتهاك للسيادة ،والاعتداء على حدودها من أي طرف كان”، لافتاً إلى أن “تاريخ المفاوضات الإيرانية العراقية الطويلة نسبياً بشأن تحديد الحدود البرية والبحرية واضح، بأن تكون لدى البلدين اتفاقيات تاريخية بما فيها اتفاقية العام 1975 وهي أساس التزام طهران”.
وأشار إلى أنه “اتخذت خطوات جيدة جداً خلال السنوات الأخيرة لحل القضايا الحدودية العالقة ،وأجريت مفاوضات مثمرة ،وهي ما زالت مستمرة” مؤكداً أن “البلدين سيشهدان الفوائد والنتائج الإيجابية لهذه التفاهمات بواسطة الإجراءات العملية اللاحقة”.
استهداف البعثات
ولفت مسجدي إلى أن “بلاده تعلن صراحة معارضتها وادانتها لاستهداف المقرات الدبلوماسية من أي طرف كان”، مبيناً أن “الأماكن والبعثات الدبلوماسية يجب أن تنشط بحصانة كاملة،وهذا قانون دولي لا يمكن المساس به”.
وأضاف أنه “لم ير رد فعل كبير عندما تمت اعتداءات موجهة من أوساط خاصة على القنصليات العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مدن البصرة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة خلال العامين الماضيين ،وكأنها ليست مقرات دبلوماسية وهذا أمر مؤسف”، مشيراً إلى أن “بلاده قالت مراراً وتكراراً إن المعايير المزدوجة تجاه مصطلحات مثل الإرهاب تشبه ريحاً يحصد زارعها العاصفة”.
محاربة الإرهاب
وشدد مسجدي على أن “طهران مستعدة لدعم العراق في محاربة الإرهاب في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك”، منوهاً بأنه “وعلى الرغم من فرض العقوبات على بلاده إلّا أنها استطاعت أن تلبي احتياجاتها الدفاعية ،وهو إنجاز كبير”.
وأوضح أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تعتبر من الدول القليلة في العالم التي هي مستعدة لنقل ما تملكه من التكنولوجيا والمعرفة الوطنية لسائر الدول بما فيها الدول المسلمة لنموها وتلبيتها لاحتياجاتها الدفاعية”، مشيراً إلى أنه ” تم اتخاذ خطوات جيدة في مسار تنمية العلاقات الدفاعية بين العراق وايران”.
وتابع أن “تواجد داعش هو تهديد ملموس، وأن دعم إيران مبدئياً يتوقف على طلب ذلك من الحكومة العراقية”، مشيراً إلى أن “الحكومة العراقية في حال طلبت الدعم في مجالات الاستشارة العسكرية أو التدريب أو توفير معدات عسكرية ودفاعية أو أي شيء آخر فإن بلاده مستعدة لتقديمها لها”.
ونوه إلى أن “المركز الرباعي المكون من إيران والعراق وسوريا وروسيا مفيد للدول الأربع ومصدر لتعاون أمني جيد، وأن إيران بصفتها عضواً في تشكيله قدمت وتقدم له مختلف أنواع الدعم”.
الانسحاب الأجنبي
وأكد السفير الإيراني أن ” بلاده تأمل في انسحاب القوات العسكرية من العراق على أساس الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن”، لافتا إلى أن “موقف إيران المبدئي يتمثل في أن دول المنطقة هي التي يجب أن توفر أمنها، ولديها الإمكانيات والآليات والتخصصات والموارد البشرية اللازمة لتوفير الأمن ومكافحة الإرهاب، ولا حاجة لها إلى تواجد القوات العسكرية الأجنبية بما فيها القوات الأمريكية”.
وعدَّ مسجدي أن”التواجد العسكري الأمريكي له نتائج سياسية واجتماعية سلبية في سائر دول العالم ومنها العراق”، مشيرا إلى أن “مجلس النواب العراقي صادق على ضرورة انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من العراق، وكانت هناك تظاهرات مليونية للشعب العراقي دعماً للانسحاب”.
وتابع أن “بلاده تأمل في أن تشهد تحقيق الانسحاب الكامل لهذه القوات العسكرية من العراق بأسرع وقت ممكن على أساس الحوار الاستراتيجي”، منوهاً بأن” تواجد تلك القوات قد فرض مشاكل كثيرة على الشعب العراقي والمنطقة ويأمل في أن لا يكون انسحاب 500 عسكري مجرد إجراء رمزي”.
الفصائل المسلحة
وقال مسجدي إنه لا يوجد لدى طهران علاقات مع فصائل مسلحة خارج سياقات الحكومة العراقية”، مضيفاً أن “من الخصائص البارزة للثورة الإسلامية أنها ملهمة، وكانت هذه الخاصية موجودة منذ بداية الثورة، ولم تنخفض مع مرور الوقت”.
وبين أن “جماعات كثيرة في مختلف أنحاء العالم تريد خلق علاقات مع الثورة الإسلامية ،ولكن لا يوجد لدى طهران مع فصائل مسلحة خارج سياقات الحكومية العراقية”.
ولفت إلى أن “إيران بصفتها دولة جارة للعراق لها علاقات رسمية وشعبية ،ولم تكن ولا تكون أي علاقة من علاقاتها مع مختلف أركان الحكومة العراقية علاقة خفية ومن دون رضاها”، مؤكداً أنه “يجب أن تتم تسوية أي قضية عراقية داخلية بواسطة مسؤولي الحكومة العراقية ،وأن بلاده أعلنت دائماً عن استعدادها للتعاون مع الحكومة”.
إنجاز المشاريع
وأوضح مسجدي أن “بلاده أنجزت العديد من مشاريع البنى التحتية والخدمية في العراق”، مبيناً أن “طهران حاولت دائماً أن تنظّم علاقاتها الاقتصادية مع العراق بحيث تضمن ديمومتها”.
وأكد أن “بلاده شاركت في مجال البنى التحتية ،ولا تزال تشارك في العديد من مشاريع إمداد المياه ،والصرف الصحي ،وخطوط نقل الطاقة الكهربائية ،ومحطات الكهرباء في العراق ،وأن لدى شركات تصدير الخدمات الفنية والهندسية في إيران قدرات كبيرة ،ولها ميزة نسبية لتنفيذ مشاريع المقاولات في العراق ،ومنها ملعب الزوراء ،ومحطة الرميلة للكهرباء ذات الدورة المركبة بسعة ثلاثة آلاف ميغاواط ،وهما انموذجان من المشاريع التي أنجزتها الجمهورية الإسلامية في العراق في مجال البنى التحتية، كما قامت بإنشاء المراكز العلاجية والمستشفيات والمصانع فيه”، مرجحاً أنه “بعد مرور زمن وتوفير الشروط لنشاط الشركات الإيرانية في العراق وتسوية بعض القضايا المتعلقة بالدفع المالي سوف يرى زيادة تواجد الإيرانيين في مشاريع البنى التحتية في العراق”.
العلاقات الاقتصادية
وذكر مسجدي أن “صادرات بلاده إلى العراق خلال ثمانية شهور بلغت أكثر من خمسة مليارات دولار”، موضحاً أن “العلاقات التجارية مع العراق لم تكن بمأمن من النتائج السلبية لجائحة كورونا ،التي أثّرت في التيار الطبيعي للتجارة بين البلدين، ولكن كل ذلك قابل للتعويض، وقد تم اجتياز الظروف الصعبة لبداية تفشي هذا الفيروس ،وستتحسن الأوضاع أكثر”.
ولفت إلى أن الصادرات الإيرانية إلى العراق انخفضت 30 في المئة مقارنة بالعام الماضي بسبب كورونا ،وفرض حظر الاستيراد على بعض السلع من وزارة التجارة العراقية”، متوقعاً أن “تواجه الصادرات انخفاضاً آخر إلى نهاية العام الجاري بنسبة عشرة في المائة مقارنة بالعام الماضي”.
وأكد أن “الصادرات الإيرانية بصورة عامة شهدت نمواً جيداً بالمقارنة إلى الشهور السابقة، ويعدُّ العراق من أهم وجهات البضائع الإيرانية المصدرة”، مبيناً أنه “من الممكن تصنيف البضائع التي تصدرها إيران إلى العراق حالياً في ثلاثة أنواع ،وهي مواد البناء ،والمواد الغذائية بما فيها الفواكه المجففة والخضروات وسائر البضائع ،مثل المصنوعات المعدنية ،والآلات والمواد البلاستيكية”.
وأضاف مسجدي أن “انخفاض الصادرات إلى العراق شمل أيضاً الخدمات الفنية والهندسية والسياحة والسياحة العلاجية بسبب ظروف جائحة كورونا “، معربا عن “أمله بأن تشهد النمو في هذه القطاعات من جديد بعد تحسن الأوضاع”.
وبين أن “العلاقات المصرفية تعدُّ من البنى التحتية الضرورية لتنمية العلاقات الاقتصادية، وأن طهران سعت دائماً لتنمية العلاقات المصرفية بين البلدين وزيادتها ،ولكن للأسف لم تستطع أن تحققها كما ينبغي ،وذلك بسبب أن معظم الأنظمة المصرفية تشكلت على أرضية نظم التبادل المالي المطلوب لدى الغربيين من جانب ،وبسبب العقوبات المالية والمصرفية التي فرضت على طهران من الولايات المتحدة، ولكن على الرغم من ذلك فإن إيران لم تسمح للقضايا المصرفية أن تصبح عائقاً رئيسياً يحول من دون نمو التبادل التجاري بين البلدين”.
الطاقة والربط السككي
وبين مسجدي أن “بلاده مستمرة في تصدير الغاز والكهرباء إلى العراق على الرغم من تأخر دفع المستحقات”، مضيفاً أنه “وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية واجهت مشكلة في دفع المستحقات ،ولكن وتيرة تصدير الغاز والكهرباء إلى العراق مستمرة حتى الآن، وأن أي تعاون في مجال النفط والطاقة وغيرهما تم بعد اتفاق السلطات الرسمية للبلدين، وإيران مستعدة للتعاون مع العراق في مجال النفط”.
وتابع أنه “في ما يتعلق بقطاع النقل والمواصلات هناك مشاريع وخطط جيدة في جدول الأعمال، بما فيها الربط السككي بين الشلامجة والبصرة بطول 35 كيلومترا وباستثمار من الجانب الإيراني، وتكون نتيجته ربط السكك الحديدية العراقية بالخليج وباكستان والهند والصين من جهة ،وربط السكك الحديدية الإيرانية بالعراق وسوريا من جهة أخرى، وتتم متابعة شؤونه الفنية حالياً، وسوف يتم تفعليه ،وكذلك هناك ربط سككي آخر في جدول الأعمال يبدأ من كرمانشاه في إيران وينتهي في خانقين في العراق”، مشيراً إلى أنه “من المشاريع الأخرى إنشاء طريق سريع من الأراضي الإيرانية إلى النجف الأشرف ،وكذلك هناك التعاون الترانزيتي مثل عبور عدد كبير من الشاحنات من المنافذ الحدودية الكائنة في الغرب والجنوب بما فيها منافذ مهران والشلامجة وحاج عمران الحدودية ،واستعداد إيران لإعادة تأهيل شبكة السكك الحديدية العراقية”.
الغاز الايراني
وعدَّ مسجدي “أنه في حال سعت إيران إلى ايصال الغاز إلى أوروبا عن طريق العراق وسوريا فإن ذلك سيكون له آثار إيجابية للجميع”، مبيناً أنه ” إذا قامت إيران بإرسال شاحنة من البطاطا إلى مكان ما يتم النظر إليها بنظرة شك ،وهو للأسف من نتائج مشروع (إيرانوفوبيا)”.
وتابع أنه “في حال سعت إيران لتصديرغازها الطبيعي ،فهل هذا يشكل انتهاكاً للقوانين الدولية؟”، مؤكداً أن هذا المشروع لم يتم طرحه بصورة جادة حتى الآن”.
وأضاف أنه “في السابق كان موضوع نقل الغاز الإيراني إلى أوروبا عبر خطوط الغاز في تركيا مطروحاً ،ولكن كالعادة قام الأمريكان بعرقلته، أما هذا المشروع ،فإذا دخل مرحلة التنفيذ لا ينصب في مصلحة إيران فحسب ،وإنما تنصب مزاياه وآثاره الإيجابية في مصلحة جميع الدول التي يعبر خط أنبوب نقل الغاز منها”، موضحاً أن “الذين يطرحون مزاعم مثل التحايل على العقوبات من خلال العراق فهم قلقون من شيء آخر، ويخافون من التنمية الشاملة للعلاقات بين البلدين، لأن العلاقات الوثقى بين إيران والعراق تضر بالكثيرين، وهم متخوفون من توازن القوى في المنطقة، ولا يريدون أن تتحول العلاقات الإيرانية العراقية إلى نموذج لسائر دول المنطقة”.
ملف المياه
وفي ما يتعلق بالمياه ،قال مسجدي: إن “إيران أعلنت عن كامل استعدادها للتعاون مع العراق في مجال مدّ خط أنبوب المياه العذبة ،وبناء السدود وإدارة المياه ،والاستخدام الأمثل والآلي للموارد البنائية”، مشيراً إلى أن ” انخفاض نسبة الأمطار ،وأحياناً الجفاف أثر تأثيراً جاداً في انخفاض مياه الأنهار والموارد المائية للبلدين”.
وأوضح أن “طهران تأمل في أن تحصل على إنجازات جيدة في هذا المجال بالتعاون بين البلدين، كما تأمل في أن تتم دراسة جميع ملفات التعاون الاقتصادي الثنائي في اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في المستقبل القريب، وأن يتم اتخاذ القرارات اللازمة في سياق تقوية العلاقات الاقتصادية وسائر المجالات بشكل يصب في مصلحة البلدين”.
دول الجوار
وأشار مسجدي إلى أنه “من الطبيعي أن تتأثر الدول من تنافس دول الجوار والدول المحيطة والقوى الدولية، وهذا يعود إلى طبيعة لعبة القوة في العالم، ولا يختص بالعراق، فلا تعيش الدول في فراغ ،وإنما تتأثر وتؤثر”، مؤكداً أن “إيران لم تقم بأي عمل في سبيل التأثير السلبي على العراق إطلاقاً، وإنما كانت علاقاتها معها مبنية على حسن الجوار وعلاقات ثنائية تصب في مصلحة الطرفين”.
وأضاف أنه “عندما تقوم دولة من أقصى العالم بغزو الدول المجاورة لإيران وتنتشر قواتها العسكرية في القواعد العسكرية الكائنة في أراضي تلك الدول وتقوم بالتحركات والعمليات العسكرية من دون أن تستأذن أحداً وتنفذ اغتيالات مستهدفة ،وعمليات تجسسية ،وتحوك مؤامرات ،ولا تولي اهتماماً لسيادة الدول واستقلالها ،هل يمكن أن تعتبر مثل هذه الظروف عادية؟، وعندما تقوم دولة تعتبر نفسها من الدول الزعيمة للعالم الإسلامي بصرف الأموال التي جلبتها الرياح لها لأخطر المجموعات الإرهابية في المنطقة ،هل تعتبر مثل هذه الإجراءات عادية وليس لها عواقب؟”، مبيناً أنه “يجب أن تلقى نظرة أكثر عمقاً وتجذراً على أوضاع المنطقة لتدرك أي دول جلبت مواقفها وإجراءاتها انعدام الأمن والدمار والتخلف لدول المنطقة وما هي الدول الغازية ،وما هي الدول التي تقوم بدفاع مشروع؟”.
وفي ما يتعلق بالتهم التي توجه إلى طهران بشكل مستمر بأنها لا تريد أن يكون العراق قوياً وبلداً مستقلاً قال مسجدي إنه “لا يستغرب من هذه التهم”، لافتاً إلى أنها “تصدر من أي دول تنزعج وتتضرر من زيادة تقارب الجمهورية الإسلامية الإيرانية من العراق وزيادة علاقات شعبيهما ونمو حجم التبادل التجاري بينهما”.
وتساءل مسجدي: “من هم الذين زرعوا بذور الفرقة والكراهية بين الشعبين؟ وكيف يمكن لإيران أن ترغب في إضعاف دولة جارة مثل العراق مع كل ما بينهما من مختلف أنواع الأواصر؟! أليست قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خدمة العراق ،وقدرات العراق سنداً لايران؟ مشيراً إلى أنه “حسب المسؤولين العراقيين أنفسهم أن ايران وقفت بكل ما أوتيت من قوة إلى جانب العراق في محاربته لداعش”.
وبين أن” أي دول في تلك الفترة امتنعت عن تزويدكم بالأسلحة والمعدات وأي خدمات قدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكم فيها؟ فإذا كانت إيران تسعى لإضعاف أشقائها العراقيين ،فلماذا وقفت في وجه أعدائهم؟ مشيراً إلى أن “هذه دعايات لنشر الكراهية بين البلدين، وعلى الرغم من ذلك شاهدنا تبلور وحدة الشعبين مراراً وتكراراً ،لأن البلدين جاران تاريخيان ،وهذا واقع لن يتبدل ،وإن أمن العراق واستقراره هو ضمان لأمن إيران واستقرارها، وهذا الأمر هو فوق الأنظمة والأذواق السياسية”.
الحوار مع الأميركان
وأكد مسجدي أن “بلاده لم تجد حسن نية لدى الحكومات الأمريكية المتعاقبة”، مشيراً إلى أن “طهران تفاوضت مع الولايات المتحدة، وأدت المفاوضات الأخيرة إلى الاتفاق النووي ،وكان هذا الاتفاق نتيجة مفاوضات طويلة، ولكن ماذا حصل بعد ذلك ،مَن انسحب من الاتفاق أمريكا أم إيران؟”.
وتابع: “هل على إيران أن تضحي بمصالحها المشروعة لأجل السلطات السياسية المتعاقبة في أمريكا؟ منوهاً بأن “هذا الأمر لا ينحصر على عدم التزام أمريكا بتعهداتها في الاتفاق النووي فحسب ،وإنما انسحبت من معاهدات واتفاقيات عدة على المستوى الدولي”.
وشدد على أن “طهران لم تجد حسن نية لدى الحكومات الأمريكية المتعاقبة ،ولا يكون للحوار معنى إلا عندما يكون مبنياً على أساس الاحترام المتبادل وتنفيذ الالتزامات. هذا ويعتبر إشعال الحروب من صميم السياسة الخارجية الأمريكية”.
التقارب مع السعودية
وأعرب مسجدي عن “ترحيب بلاده بإجراء مفاوضات مع المسؤولين السعوديين وحل المشاكل العالقة”، مؤكداً أن “التكهنات السياسية والإعلامية موجودة دائماً، وأنه على علم في هذا المجال ولم يسمع شيئاً عنه بشكل رسمي”.
وشدد على أن”حكومة بلاده ترحب بإجراء مفاوضات مع المسؤولين السعوديين وتريد حل المشاكل العالقة بين البلدين، وأن إيران أعلنت مراراً وتكراراً وبمختلف الأشكال عن استعدادها للمفاوضات ،ولا ترغب إطلاقاً في أن تكون بين دولتين إسلاميتين كبيرتين علاقات عدائية ،ولكن القرار يعود إلى السلطات السعودية ،وأنه من الطبيعي في حال قام طرف ثالث أو وسيط بالتمهيد لمثل هذه المفاوضات ،فطهران ترحب بها ولا تجد سبباً لرفض ذلك.
ولفت إلى أن”بلاده لم ولا تتوقع أشياء صعبة وغريبة منها ،وإنما تسعى لتنمية وتعزيز العلاقات الودية مع السعودية في جميع المجالات”، مشيراً إلى أن “هناك علاقات بين عدد كبير من مواطني البلدين سنوياً، وأن هناك حجم ملحوظ من العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة”.
وأضاف أنه “من الواضح أن ما تتوقعه طهران من العراق يصب في سياق المصالح المشروعة للطرفين ،وإن علاقات العراق مع السعودية أمر يعود إلى الحكومة العراقية”، مبيناً أن بلاده لا تريد التدخل في القرارات التي تتخذها الحكومة العراقية، ولكن إذا اعترضت جماعة أو فصيل أو حزب سياسي على استثمارات دولة ما ،فيعود ذلك إلى العلاقات السياسية الداخلية في العراق ،وقد تكون تلك الجماعات أو الأحزاب داعمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن ليس حبها تجاه الجمهورية دليلاً على أن أي موقف تبنته فهو ما أملته الجمهورية عليها. لا هذا كلام غير صحيح وعارٍ عن الصحة، فتلك الجماعات والأحزاب مستقلة ،ولا تحتاج إلى نصيحة طهران”.