التحالف الدولي يتحدث عن دوره بالعراق والهجمات ضد ارتاله
الحياة العراقية
أكد التحالف الدولي في العراق، الاثنين، أن عصابات داعش الإرهابية وصلت إلى مراحلها الأخيرة، وفيما أشار إلى تقليص عدد قواته بناءً على طلب الحكومة العراقية، أوضح أن العمليات ضد أرتال التحالف تعد تهديداً لأمن العراق وحياة المدنيين.
وقال نائب القائد العام لقوة المهام المشتركة للشؤون الستراتيجية اللواء كيفن كاتسي في مقابلة مع الوكالة الرسمية، إنه “بسبب النجاحات للقوات الأمنية العراقية فإن (110) آلاف كيلو متر مربع من الاراضي التي كانت قد استولت عليها عصابات داعش تحررت وتحرر ملايين الناس من هذه العصابات”، مؤكداً أن “عصابات داعش وصلت الآن إلى مرحلة لم يعد لها فيها سوى العمليات الاجرامية ضد المدنيين والاختطاف والسرقات، والقوات الامنية العراقية وكذلك قوات البيشمركة تستمر في القضاء على فلول داعش رغم ظروف البلد الصحية المتمثلة بجائحة كورونا”.
وأضاف، أن “القوات الامنية العراقية استطاعت من خلال عملياتها اعتقال وقتل عدد كبير من قيادات داعش الى الحد الذي وصلت فلول داعش الى الرمق الاخير في تواجدها في البلد”، لافتاً الى أن “التحالف الدولي يعمل مع قوات الامن العراقية على تفكيك الشبكة المالية لداعش”.
وأشار الى أن “التهديد للعراق ليس من داعش فقط بل من المجاميع المسلحة في البلد لأن هجمات هذه المجاميع تستهدف المدن مثل ما حدث مؤخرا في اربيل والمنطقة الخضراء والتجمعات السكنية، وهذه الهجمات الصاروخية لهذه المجاميع”، مبيناً أن “هذه الهجمات تعالج من قبل الحكومة العراقية والقوات الأمنية العراقية وأن التحالف الدولي لايزال ملتزماً باسناد القوات الأمنية في عملياتها”.
تقليص القوات
وأوضح كاتسي أن “التحالف الدولي قلص عدد قواته بناءً على طلب، ومفاوضات مع الحكومة العراقية”، مشيراً الى أن “سبب تقليص قوات التحالف يعود للنجاحات التي حققتها قوات الأمن العراقية”.
وتابع أن “قوات التحالف لا تقوم بتدريب صغير للقوات الأمنية العراقية لكنها ترفع مستوى هذا التدريب للقيادات وتقديم الاستشارة للقوات الامنية العراقية”، مؤكدا أن “دور التحالف حاليا هو التعاون مع القيادة المشتركة العراقية وكذلك لديه مركز آخر في إقليم كردستان للتعاون مع قوات البيشمركة وأن الهدف من هذا التعاون هو السماح للقوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة للقيام بعملها باستقلالية للقيام بعمليات أمنية ضد داعش بالطريقة الصحيحة التي يرونها مناسبة”.
ولفت الى أن “مستوى التعاون حاليا هو اعلى مستوى مع وزارة الدفاع وهذا هو تركيز بعثة الناتو في العراق الآن”، مشيراً الى أن “الناتو يحافظ على المستوى العالي من التدريب بالنسبة للجنود والعمليات العسكرية وحالياً يقوم بتقديم الاستشارة للقوات العراقية”.
استهداف داعش
ونوه كاتسي بأن “القوات العراقية تعالج بعض العمليات التي يقوم بها داعش بالطريقة الصحيحة، وأن التحالف الدولي يساند القوات العراقية في الأمكنة ذات التضاريس الصعبة التي تتطلب تقديم الدعم، لأن عصابات داعش الإجرامية تعتقد أنها تستطيع أن تؤذي المدنيين مستغلة هذه التضاريس”، مبيناً أن “القوات الأمنية العراقية قادرة على التعامل مع هجمات داعش وتوفير الأمن المطلوب للمدنيين العراقيين”.
وأشار الى أن “قوات التحالف تقوم بتنفيذ الضربات الجوية بالتعاون والتنسيق مع الحكومة وقيادات العمليات المشتركة”، لافتاً الى أن “اي طلعة جوية لا تتم إلَّا بموافقة من السلطات العراقية لأن الأجواء هي أجواء سيادية عراقية حتى لا تكون هناك تقاطعات وتضارب في استهداف داعش وأن اي ضربة جوية يجب أن تقرَّ من الحكومة العراقية”.
وبين أن “الطلعات الجوية ليست مقتصرة على طيران التحالف، بل أن هناك الكثير من المهمات التي تنفذها القوات الجوية العراقية وطيران الجيش”.
التنسيق المشترك
وذكر نائب القائد العام لقوة المهام المشتركة أن “التحالف الدولي يقوم بعمليات واسعة خاصة في الاماكن ذات التضاريس الصعبة حتى من دون الحاجة للطلعات الجوية”، موضحاً أن “القوات الأمنية العراقية قادرة على تنفيذ عمليات أمنية واسعة ومن دون الاستعانة بالضربات الجوية”.
وأكد أن “قوات المهام المشتركة التابعة للتحالف الدولي لم تعد تقوم بأي تدريب حالياً لأن اغلب القوات التي كانت تقوم بتدريب المجاميع الصغيرة من القوات العراقية انسحبت من العراق بسبب جائحة كورونا”، مشيراً الى أن “القوات العراقية لم تعد تحتاج إلى التدريب لأنها اصبحت بمستوى من الحرفية الكافية وهذا ما سمح لقوات التحالف القيام بعمليات ذات مستوى اعلى من التدريب وهو لتقديم الاستشارة وفي ما يتعلق بالمعلومات الاستخبارية فبعد التغيير في القيادات الامنية الذي قام به رئيس الوزراء اصبح التعاون أعلى وأوسع بين الطرفين”.
وبين أن “التحالف الدولي يرى أن هذا التغيير يؤدي الى عمليات اعلى في الكشف عن الهجمات الصاروخية التي تحدث على البعثات الدبلوماسية وغيرها”، منوها بأن “التحالف الدولي ليست لديه حاليا عمليات استخبارية ويعتمد على ما توفره القيادات الامنية العراقية من المعلومات الاستخبارية”.
تقديم الدعم
وأشار كاتسي الى أن “الدعم سيكون في المستقبل من قبل حلف الناتو في العراق، وهذا كان قراراً دولياً بأن يتحمل الناتو هذه المهمة في تقديم الاستشارة على المستوى المؤسساتي للقوات الامنية العراقية لكن كتحالف مازال يجهز القوات الامنية العراقية والبيشمركة بالمعدات اللازمة للقيام بعملياتهما على الارض”، مؤكداً أن “التحالف يرى أن يجهز الجانب العراقي بأشياء أعلى من هذا المستوى والقيام بتتبع تحركات داعش في المنطقة”.
استهداف الأرتال
ونوه كاتسي بأن “أغلب الهجمات على ارتال التحالف هي ضد معدات مقدمة اصلاً للقوات العراقية وليست مقدمة لقوات التحالف”، مشدداً على أنه “وبعد تقليص قوات التحالف اصبحت مسؤولية حماية المقار الامنية وحماية الارتال تناط بالقوات العراقية”.
ولفت الى أن “هناك عمليات تحقيق تقوم بها الحكومة العراقية لمعرفة الجهات التي تقف خلف هذه العمليات التي تشكل تهديدا لامن وحياة المدنيين في العراق”، مؤكدا أن “هناك جهات مسلحة لديها اهداف خاصة بها تحاول تحقيقها بهذه العمليات واصبحت هذه الجهات اكثر تطرفاً في استهداف امن المدنيين واستهداف الشعب والدولة”.
وأوضح أن “مقر التحالف قريب من مقر العمليات المشتركة وهذا يلزم الحكومة العراقية بمسؤولية حماية المكان”، مبيناً أن “القوات الامنية تقوم في واجباتها بحماية هذا المكان وهذا يظهر الالتزام الكبير للحكومة العراقية والحرفية العالية للقوات الامنية العراقية في القيام بواجباتها لحماية امن هذه المنطقة”.
وتابع أن “قوات التحالف تعمل بالمشاورة والتنسيق مع العمليات المشتركة لهزيمة داعش والهجمات التي تقوم بها المجاميع المسلحة تؤثر في تقديم المساندة والتعاون مع القوات العراقية لهزيمة داعش”.
وأكد أن “القوات الامنية العراقية متواجدة ومنتشرة بكثافة في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك والانبار ونينوى لكن هناك مناطق فاصلة (فجوة) بين القوات الامنية العراقية وقوات البيشمركة يتم استغلالها من داعش للتحرك ضمنها وهو ما يقلق التحالف خاصة في جبال مخمور وجبال مكحول وحمرين”، لافتاً الى أن “التحالف يعمل على تعضيد المساندة بين القوات الامنية والبيشمركة لكي لا تكون هناك مناطق رخوة يستطيع داعش التحرك فيها”.