عمار الحكيم: التحالف العابر يفضل تشكيله قبل الانتخابات ومستعدون للتضحية من أجل الإصلاح
الحياة العراقية
فضل رئيس تحالف عراقيون، عمار الحكيم، على تشكيل التحالف العابر للمكونات قبل اجراء الانتخابات النيابية المبكرة المقررة في 10 تشرين الأول المقبل.
وبين عمار الحكيم خلال لقائه عددا من الإعلاميات العربيات اللائي يزرن العراق، جملة من الأمور بعد ان استمع الى مداخلاتهن القيمة وانطباعتهن الطيبة عن العراق، ان “التحالف العابر للمكونات يمثل معادلة النجاح للمرحلة القادمة و يفضل تشكيله قبل الإنتخابات وتكون جميع المكونات ممثلة فيه و تتفق على برنامج لإدارة الدولة، يقابله تحالف آخر يضم المكونات العراقية أيضا وبلون وبرنامج آخر وبذلك نكون قد وصلنا الى تشكيل جناحي الديمقراطية المتمثلة بالموالاة والمعارضة”.
وأضاف “مر مشروع التحالف العابر للمكونات بمراحل الاستنكار ثم الاستهجان ومن ثم القبول بالمبدأ و النقاش في التفاصيل ثم النقاش في التوقيتات حتى صار المشروع الوطني من متبنيات الجميع ولا يُشكك فيه”.
وأكد ان “مشاريع الإصلاح عادة ما تحتاج الى جرأة وتضحية ونحن مستعدون للتضحية من جديد وكنا قد طرحنا من قبل مبادرة انبارنا الصامدة وتحملنا تبعاتها من التهوين والتخوين ومن ثم أثبتت التجارب صحة قراءتنا للأحداث”.
وأشار السيد عمار الحكيم الى، إن “المسموع عن الوضع العراقي يمثل جزءا من الواقع فهناك صورة إعلامية عن العراق وهناك صورة واقعية يعيشها العراق دون ان ننسى أن الإعلام يبحث عن الإثارة وغالبا ما تكون الإثارة مرتبطة بالسلبيات”.
وأوضح ان “العراق شهد حالة تنوع منذ آلاف السنين وتنوعنا يشبه باقة الورد زاهية الألوان ومتعددة الروائح ونحتاج الى إدارة هذا التنوع واستثماره وتحقيق التوازن المجتمعي كخطوة أساسية للاستقرار”.
ولفت الى ان “العراق انتقل من مرحلة الدكتاتورية الى الديمقراطية وترتب عليه ما ترتب في الإنتقال بين المرحلتين حيث كان النظام الديكتاتوري يعمد الى أسلوب تغييب الخصوصيات واحتكار الوطنية في فئة او جماعة معينة، اما اليوم فجميع الخصوصيات محترمة في إطار الهوية الوطنية ويجب أن لا يكون العراقي محرجا في التعبير عن هويته وانتمائه ، ونحتاج الى جهد أكبر لترسيخ ذلك عبر التوعية والتثقيف”.
وتابع “بذلنا جهودا كبيرة وما زلنا نبذل في خلق مناخ وثقافة جديدة لتمكين المرأة بالفعل لا بالكلام ونحتاج الى وضع تصور عن الوصول الى الحالة التكاملية للمرأة، ونرفع شعار نعم للتمايز بين الرجل والمرأة وكلا للتمييز بينهما وعلينا خلق حالة العدالة بقبول كل منهما لمساحة الآخر”.
ودعا الحكيم “المرأة الى أن لا تظلم نفسها بالحديث عن شؤون المرأة فقط فالمرأة هي نصف المجتمع و يتربى في كنفها النصف الآخر فهي المجتمع كله وعليها أن تتبنى كل قضايا المجتمع، وهناك تجارب عديدة ناجحة ورائدة في العالم لنساء تبوأن مناصب قيادية عليا، وبذلك نغير الإنطباع بأن المرأة للمرأة والرجل لشؤون الحياة والمجتمع”.
وقال :”نعم لتدين السياسة وكلا لتسييس الدين كما أن الغاية من القول بأن السياسة مكر وخداع تغطية لسلوك مشين لبعض السياسيين فممارسة العمل السياسي يأتي في اطار تنظيم أمور الناس والبعد القيمي والأخلاقي يجب أن يكون حاضرا خلال هذه الممارسة”.
وبين رئيس تحالف عراقيون “بعد 2003 عاش العراقيون جميعا حالة الخوف والقلق فبعضهم تخوف من عودة الماضي والآخر تخوف من المستقبل مما جعل الناس تتمترس خلف الهويات الفرعية المذهبية و الدينية والقومية مما استوجب وضع معادلة مطمئنة لجميع المكونات والأطراف”.
واستطرد بالقول “بعد 17 عاما من التجربة لم تعد المشكلة في حفظ حقوق المكونات وانما في البرنامج السياسي لبناء الدولة ومعالجة المشاكل وتوفير الخدمات وطرحنا في 2016 المشروع الوطني العابر للمكونات ففكرة الشراكة والتوافق السياسي بمشاركة الجميع ومعارضة الجميع في آن واحد أثبتت فشلها”.