باحثون يطورون شريحة عضوية تُعيد بصر المكفوفين
الحياة العراقية
طور فريق بحثي نموذجاً أولياً لشريحة عضوية تعمل كواجهة عصبية لإعادة وظائف الشبكية المفقودة لدى المكفوفين، من خلال الضوء في محيطها، وبدون استخدام مصدر للطاقة.
والفريق البحثي من المركز الأسترالي للفحص المجهري والتحليل الدقيق وقسم الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة سيدني الأسترالية، بحسب ما أورد موقع ”Medical Xpress“ لأخبار البحوث الطبية، يوم الإثنين.
وصمم الباحثون الشريحة من أشباه موصلات كربونية عضوية متعددة الألوان، حيث تستخدم الضوء الممتص من محيطها لإطلاق الخلايا العصبية، التي تنقل الإشارات من العين إلى الدماغ، لتعمل بمثابة شبكية اصطناعية لاستعادة بصر المكفوفين يوماً ما.
وقال ماثيو جريفيث المؤلف الرئيس في البحث إن التقنية يمكن طباعتها بطريقة منخفضة التكلفة كطباعة الجرائد، مع لفها وضغطها بسرعة عالية.
وبين أن البحث يهدف لتوفير حل طبي حيوي لأولئك الذين يعانون من العمى جراء أمراض التهاب الشبكية الصباغي ”RP“، والضمور البقعي المرتبط بالعمر ”AMD“، وهو السبب الثاني لحدوث العمى في العالم.
والشبكية هي طبقة رقيقة من الأنسجة تبطن الجزء الخلفي من مقلة العين، وتعمل لاستقبال الضوء، وتحويله إلى إشارات عصبية، تُرسل إلى الدماغ للمعالجة.
آلية عملها
بعد طباعتها بتقنية الـ“3D“على أسطح ناعمة ومرنة من الأحبار المائية، التي تحتوي على عوامل تحفز نمو الأعصاب، يتم إدخالها في شبكية المريض بواسطة أخصائي جراحة عيون، حيث بمجرد إعادة الاتصال بالخلايا العصبية ذات الصلة، ستستعيد شبكية العين وظائفها المفقودة، التي يتم تحفيزها بالضوء.
واختبر الباحثون التقنية على خلايا عصبية من نخاع شوكي وعيون فئران، حيث قال جريفيث: ”لم تنجُ هذه الخلايا فحسب، فقد نمت وحافظت على وظائفها العصبية“.
ويسعى الفريق البحثي إلى التحكم في مكان نمو الخلايا العصبية عن طريق طباعة أنماط نانوية ”دقيقة“ للشريحة، حيث يمكن في المستقبل توجيهها لتنمو في مواقع جسدية محددة، مثل النخاع الشوكي أو الشبكية.
ويأمل الفريق البحثي في أن تطبق هذه التقنية في النهاية، كنوع من الواجهات العصبية، لاستعادة الوظيفة الحسية لإصابات النخاع الشوكي وأمراض التنكس العصبي.
وتعتبر الواجهة العصبية جهازا يتفاعل مع الجهاز العصبي للفرد، لتسجيل أو تحفيز نشاط الخلايا العصبية التي تواجه فشلا في أداء وظائفها.
وقال الباحثون: إن ”حدوث إنهاك أو فشل في وظائف الخلايا العصبية يمكن أن يسبب العمى والصمم، وأمراضا ليس لها علاج، مثل باركنسون والصرع، حيث يمكن للواجهات العصبية علاج الخلل في وظائف الخلايا العصبية، وإعادة برمجة الخلايا العصبية من جديد“.
ويأمل الفريق البحثي في أن يتحقق ذلك في تقنيتهم باستخدام الضوء فقط، مما يفتح آفاقًا مثيرةً لمستقبل التكنولوجيا الحيوية الإلكترونية.