تقارير

منظمة دولية تنفذ مشروعا ينقذ عراقيين من عطش سنوات تسبب به الإرهاب

الحياة العراقية

بعد سنوات قضاها أهالي المناطق المتضررة من الإرهاب في محافظة صلاح الدين شمالي العاصمة العراقية بغداد، في عطش ومعانات سببه تدمير تنظيم “داعش” الإرهابي، المتعمد لمنظومات مياه الشفة، يحل الأمل على يد أبرز منظمات الأمم المتحدة العاملة على تنفيذ مشاريع مهمة في العراق.
فقد أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، عن توقيع اتفاق مع صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية، التابع للحكومة العراقية، يقضي بتزويد سكان ناحية الإسحاقي في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد، بمياه الشرب.
وأوضح البرنامج وهو شبكة تطوير عالمية تابعة للأمم المتحدة اختصارها “UNDP”، أنه سيتم استخدام نحو 1.25 مليون دولار قدمها البنك الإسلامي للتنمية إلى صندوق إعادة أعمار المناطق المتضررة من الإرهاب، في إعادة تأهيل محطة مياه ناحية يثرب في صلاح الدين التي أصيبت بأضرار شديدة في الصراع ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكشفت فاي داود، مسؤولة فريق الإعلام والتواصل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بحسب وكالة “سبوتنيك” في العراق، اليوم الثلاثاء، 18 مايو/أيار، أن الجدول الزمني لتنفيذ المشروع هو 18 شهرًا، وتقييم الموقع (شهرين).
وأضافت داود، أنا تقديم العطاءات وإحالة المشروع للتعاقد يستغرق (4 أشهر)، و أن تنفيذ المشروع والتسليم (12 شهرًا)، منوهة إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يتوقع استكمال التنفيذ وتسليم المشروع المكتمل للحكومة بحلول أوكتوبر/تشرين الأول 2022.
ولفتت داود، إلى أن هذا المشروع هو الأول الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أجل ReFAATO، لافتة إلى أن البرنامج يتطلع إلى مزيد من المشاركة مع ReFAATO لتنفيذ رؤية مشتركة بهدف تحقيق الاستقرار والتنمية الكاملين في المناطق المحررة في العراق.
وعن مشاريع أخرى تخص المياه، تابعت داود، مع ذلك يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حاليًا بتنفيذ مشاريع مياه مماثلة في مناطق أخرى محررة من العراق وكذلك في البصرة الواقعة أقصى جنوب البلاد.
وأكدت مسؤولة فريق الإعلام والتواصل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، أن البرنامج أكمل تنفيذ أكثر من 200 مشروع متعلق بالمياه في المناطق المحررة، مع 50 مشروعاً آخر قيد التنفيذ حالياً.
وحسب بيان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن الاتفاق سينفذ من خلال مشروع إعادة الاستقرار التابع للبرنامج الذي يدعم عودة النازحين في خمس محافظات تحررت من سطوة “داعش” الإرهابي، عبر مشاريع إعادة الاستقرار، كإعادة تأهيل البنية التحتية، ودعم سبل العيش، وأعمال البلديات، ونشاطات التماسك المجتمعي.
وتقول الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، زينة علي أحمد، في البيان الذي تلقته “سبوتنيك” : “منذ أن بدأنا برامجنا لإعادة الاستقرار في منتصف عام 2015، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق جنباً إلى جنب مع صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية في مهمة صعبة لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الصراع ضد تنظيم “داعش”.
وأضافت أحمد، مع اكتمال العمل في نحو 3000 مشروع لدعم 11 مليون عراقي، يواصل البرنامج تلبية متطلبات الاستقرار الملحة في المجتمعات الضعيفة، مشيرة إلى أن اتفاق إعادة تأهيل محطة مياه ناحية يثرب يرسم الطريق إلى شراكة متنامية بين البرنامج الإنمائي وصندوق إعادة أعمار المناطق المتضررة من الإرهاب، وسط تطلع إلى العمل معاً بشكل وثيق لإعادة السلام والاستقرار إلى العراق.
وأكملت أحمد قولها : “نرحب أيضاً بالتعاون الجديد مع البنك الإسلامي للتنمية الذي قدم بسخاء أموالاً ستتيح لنحو 80.000 من سكان المنطقة الحصول على حاجتهم من مياه الشرب النظيفة والآمنة”.
وعلى صعيد متصل، قال رئیس صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العملیات الإرهابية، محمد ھاشم العاني في بيان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:  یسعدنا أن نشھد تواصل الجهود الدولیة الجدیة والمساعي الإقلیمیة المخلصة لدعم العراقي في برامجه المتواصلة في مجال إعادة الأعمار والتعاون المجتمعي”.
وبين العاني، أن الاتفاق بین صندوق إعادة الأعمار وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتوفیر میاه صالحة للشرب في منطقة الإسحاقي یكتسب أهميته القصوى من جدیة ھذا القطاع، إذ أن میاه الشرب الصالحة للاستهلاك لا تقدر بثمن.
وأختتم العاني حديثه في ھذا الصدد بالقول: “نغتنم الفرصة لتأكید التعاون والتنسیق المشترك ودعمنا المسبق لكل الأطراف الدولیة والتي تود وتساهم فعلا یداً بيد مع العراق حالیا أو مستقبلا في برامج إعادة الأعمار والتعافي والتنمیة الحضریة وھذا ما یسعدنا أن نشید به الیوم من مبادرة كریمة من بنك التنمیة الأسلامي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي”.
الجدير بالذكر، أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكمل قرابة 200 مشروع خاص بالبنية التحتية للمياه في كل اأنحاء المناطق المحررة في الأنبار وديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين، ضمن برنامج إعادة الاستقرار، كما وفر لأكثر من 3.5 مليون نسمة تحسين إمكانية الحصول على المياه، فيما يجري العمل أيضاً في 50 مشروعاً آخر.
وأعلن العراق، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم “داعش” (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، بعد نحو 3 سنوات ونصف السنة من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتل نحو ثلث البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى