المرشح المنتوف
هادي جلو مرعي
آلاف المرشحين في سباق طويل ومرير نحو خط النهاية حيث مبنى مجلس النواب العراقي. مرشحون مايزالون أعضاء في البرلمان، وأضعاف هذا الرقم من المرشحين الذين يجربون حظوظهم للمرة الأولى، ويأملون بالفوز والظفر بمقعد في قاعة المجلس العتيد، ولكل منهم غاية ونوايا.
في السنين الأولى من عمر العملية السياسية تأكد حضور مجموعة شخصيات تمكنت من الإستحواذ على السلطة والنفوذ والقدرة على التأثير في المجتمع، وحصلت على مكاسب عديدة لاحصر لها، ولاعد وفرت ضمانات البقاء، والحصول على المزيد من الأنصار الذين صاروا دعاة له وحماة ومدافعين ومنتفعين في مواجهة خصوم كثر طامعين وراغبين في نيل المكاسب، وهولاء تسيدوا المشهد، وتمكنوا منه، وصارت لديهم قدرات مالية هائلة ووزارات ومؤسسات دولة وجمهور محب، أو مستفيد.
في المقابل فإن المرشحين المنافسين الذين يدخلون معترك السياسة للمرة الأولى لايمتلكون المال، ولا النفوذ، ويرغبون في الفوز، وتحقيق طموحات، وأفكار لاتقف عن حد وشعارهم حماية الثروة الوطنية ومحاربة الفساد الذي ضرب في كل مكان وخرب معالم الوطن وسحب الآلاف من المواطنين والمتنفذين الى جنته الموهومة، بينما هو كمين جعله الشيطان للذين يريدون أن يصلوا الى مبتغاهم ليمنعهم، ويتعثروا فيه ولايحققون مرادهم أبدا.
في مواجهة المرشحين من اصحاب المال هناك الغقراء، أو الذين لاتتوفر لهم الظروف التي تمكنهم من تحقيق الظفر في المنافسة المقبلة، وهولاء سيعتمدون على إمكانياتهم المحدودة لجذب أصوات الناس، وفي الغالب هذا يذكرني بالطاووس والديك ..فالطاووس الجميل يختال بريشه وهو القوي في الميدان، بينما المرشح الفقير والضعيف فيبدو كالديك المنتوف ريشه.