الاعلان عن تأسيس مركز لمواجهة خطابات الكراهية في العراق
الحياة العراقية
أطلق 17 عراقية من القيادات الدينية والمجتمعية والأكاديمية مع إعلاميين وناشطين مدنيين مركزا لمواجهة خطابات الكراهية في العراق في لقاء تأسيسي في العاصمة اللبنانية بيروت.
وبعد مناقشات على مدار يومين أعلن عن تأسيس المركز الذي سيتولى حسب بيانه التأسيسي عدد من المهام أبرزها : رصد رسائل الكراهية التي تنطلق عبر المنابر المختلفة من مصادرها السياسية والدينية والإعلامية.، مع تحليل تلك الرسائل وبيان تأثيرها السلبي ومخرجاتها على الاستقرار السياسي والاجتماعي والنفسي للمجتمع العراقي، واصدار لائحة دورية بأبرز الأفكار والجهات التي تصدر الكراهية والتحرك لاحتوائها من مصادرها ومنصاتها من خلال عقد لقاءات مشتركة معها وتنبیههم الى خطورتها. فتح باب الحوار مع الجهات المسؤولة في السلطتين التشريعية والتنفيذية من اجل إيجاد طرق قانونية وتصميم سياسات رسمية وكتابة تشريعات تحد من انتشار خطابات الكراهية وتحظرها وتعاقب مرتكبيها.
وقال ممثل البطريرك ساكو الأب “ميسر المخلصي” إن الهدف السامي من تأسيس المركز جمع ممثلين عن مختلف القوميات والأديان والطوائف العراقية في سبيل المضي بأعادة بناء الثقة في فترة ما بعد داعش، وعلى نحو يعزز تماسك المجتمع وتعايش طوائفه المختلفة.
في حين يشير “حسن ناظم” مدير كرسي اليونسكو لحوار الأديان في جامعة الكوفة الى إن تأسيس المركز “حدثٌ يستدركُ تأخّرَنا في تأسيسِهِ منذ سنوات طويلة، هي سنواتٌ انتعش فيها خطابُ الكراهيةِ والعنفِ والموتِ.
مؤسسةُ (مسارات) حشّدت قوىً مؤسساتيةً بارزة من أجل هذا الهدفِ النبيل، ومعها سنعملُ على تثبيتِ دعائمِ قبولِ الآخرِ بدلاً من التحريضِ ضدّه”.
المركز الذي يعد جزء من هيكلية مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية المعنية بالتعددية وحوار الأديان جاء بعد عمل أستمر عامين لرصد خطابات الكراهية وتحليلها، وقد وصلت دراسة أجرتها مسارات الى نتائج من أبرزها تعرض المواطن العراقي الى عشرات من رسائل الكراهية صادرة من زعامات سياسية ودينية وإعلامية، مستخدمة منابر ومنصات ووسائل إعلام مختلفة، وعلى حد تعبير “سعد سلوم” رئيس مؤسسة مسارات دفعت هذه الرسائل الى مزيد من العنف وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني، وحفزت العنف ضد الآخر، لذا، أصبح تأسيس مركز متخصص لمواجهة هذه الخطابات ضرورة وطنية عاجلة. واستجابة لهذه الضرورة أعلن المؤسسون للمركز في بيروت بتاريخ 16-3-2018 ما يلي “نحن قيادات دينية وأكاديمية ونشطاء مدنيون وإعلاميون، من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات والاختصاصات، نعلن اطلاق مركز مواجهة خطابات الكراهية في العراق، شعوراً منا بالمسؤولية التي يفرضها علينا واجبنا الإنساني والأخلاقي والوطني”.
ومن أبرز هولاء المؤسسيين والذين يمثلون مؤسسات اكاديمية ودينية ومدنية : ممثل دار العلم للأمام الخوئي في النجف الأشرف، وكرسي اليونسكو لحوار الأديان في جامعة الكوفة، الاستاذ الدكتور “عبد الامير الأسدي” عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، الأستاذ الدكتور “محمد الطريحي” عميد كلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد، ممثل البطريرك لويس ساكو عن الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الأب “فائز بشير” راعي الكنيسة الإنغليكانية في العراق، و السيدة “نادية فاضل” مديرة أوقاف المندائيين في جمهورية العراق، و الشيخ “عبد الله صالح” ممثل جبهة علماء أعتدال أهل السنة في العراق، والدكتور خليل جندي ممثلا عن الإيزيديين، والناشط الموصلي البارز “عبد العزيز يونس”، والاكاديمي “علي خلف” من جامعة البصرة، وممثل عن المجلس العراقي لحوار الأديان، وممثلون عن وسائل الاعلام .
ومن الجدير بالذكر إن الإجتماع التأسيسي للمركز والذي اقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، كان بدعم من موسسة كونراد اديناور التي تعد من اكبر المؤسسات السياسية في ألمانيا ومقربة من الحزب الحاكم التي ترأسه المستشارة انجيلا ميركل