فلنكن للحق داعين لا من وعّاض السلاطين
عبدالرحمن عبدالسلام
بدءاً من المعلوم أن البعض ليس معتاداً على الصراحه وطرح الأمور كما هي من المنتفعين وغيرهم وهؤلاء سيدفعون ثمن زيفهم وخنوعهم،لذلك كان لزاماً عليّ قول الحق إن شاء الله،فالحياه لا تستحق أن تتنازل من أجل شيء زائل.
من المعلوم أن الدول أحياناً تُصاب بأزمات ومشاكل عده نتيجه لمتغيرات داخليه وخارجيه مما يجعل الحياه العامه صعبه ومصابه بالشلل في مختلف النواحي،
أزمه كوردستان المالية بدأت قبل سنوات بأنخفاض سعر النفط عالمياً مما أثر على دول العالم بشكل أعم وخاصه تلك الدول التي تعتمد بشكل أساسي على واردات النفط (الدول العاجزة)أو الحكومات الفاشله إضافه الى المشاكل العالقه بين أربيل وبغداد والتي هي سياسيه أكثر من أن تكون قانونيه ،وللمصلحه العامه(الشعب)
والعلاقه المترابطة بين الاستقرار السياسي والذي يؤدي وبشكل وثيق الى إستقرار إقتصادي وإجتماعي في السياسه العامه ،والتي يجب أن تحاول الحكومات بشتى الوسائل على تحقيق هذا الاستقرار،و(الحوكمه)(Governance)التي تحتاج الى أشخاص قادرين على تحمل المسؤوليه، وأحد الأسباب هي مشاكل الأحزاب وعدم وصولهم لحلول ومماطلتهم يفسر لنا بأن لا إستقرار سياسي وبالتالي بقاء هذه الازمه هكذا، ما حصل اليوم من مظاهرات في مدينه أربيل كان متوقعاً منذ زمان، بعد ما سبقتها السليمانية بالتظاهرات والتي وللأسف ترجمها البعض نتيجه لولائه الضيق الشخصي وقله وعيه الى تمرد وتخريب رغم أن من قام بهذه التظاهرات هم فئه مثقفه واعيه والتي تمثل الاغلبيه.
التاريخ يقول لنا بأن لا شيء يبقى على حاله فمشاكل كثيره حدثت لكنها في الأخير توّجت أما بالنصر ونيل الحقوق وأما بأحتدام الأمور أكثر فأكثر،لا شك أن هذه التظاهرات ستؤثر شئنا أم أبينا سواء فسّرناها على أنها تمرد على الحكومه أم لا،لأن سلطه لا تستطيع إداره وتأمين متطلبات الشعب فبماذا تُفيد، إذن حتماً سيكون الزوال مصيرها والعار تاريخها.
حكومه الأقليم الان في أصعب مراحلها من إفلاس سياسي وعجز إداري وإنتكاسه وإنتخابات قادمه ،فمن المحتمل أن تزداد هذه التظاهرات إن لم تستجب الحكومه لها،ولو كانت صادقه مع شعبها لعالجت الامر منذ زمن لكنهم يتوهمون بأن الإضطهاد والكبت والتجويع هو وسيله للسيطره على الشعب وإستنزاف ثرواته،وهذا يُبين لنا سيكولوجية الطبقه الحاكمه وقله بصيرتهم، والتي يجب أن تتصف بالوضوح والقدرة على إيجاد الحلول الناجحه،وأن الوقت ليس لصالحها فأما أن تعالج الوضع وإما أن تتركه لأشخاص أكفاء مهنيين والتي تعتبر رصاصه رحمه بالنسبه لها فهذا أهون من أن يصبحوا أكثر سخريه أمام الشعب والذي أصبح مثل البركان فماذا تتوقع من بركان هائج.