تقارير

كشف مخاطر الإصابة بكورونا “طويلة الأمد”

الحياة

حذر تقرير بحثي جديد من خطورة ما يعرف بـ”كوفيد طويل الأمد” والآثار المترتبة على الأشخاص المصابين التي تصل لحد عدم القدرة على العمل وتستمر لأشهر وربما سنوات.

ويمكن استمرار ظهور الأعراض والتأثيرات طويلة المدى على الأشخاص بعد الإصابة بكوفيد-19 وهو ما يعرف باسم “كوفيد طويل الأمد” أو “متلازمة ما بعد كوفيد”.

وبحسب الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، وهي مؤسسة غير حكومية تقدم المشورة للوكالات الفيدرالية الأميركية بشأن العلوم والطب، فإن “كوفيد طويل الأمد” لا يزال يلحق الضرر بقدرة العديد من الأشخاص على أداء وظائفهم.

وقالت المؤسسة إن “كوفيد طويل الأمد يمكن أن يؤثر على الأشخاص مدى الحياة، من الأطفال إلى كبار السن، من النساء والرجال من مختلف الأعراق”.

وخلص البحث إلى أن “كوفيد طويل الأمد يرتبط بمجموعة واسعة من الأمراض الجديدة ويشمل نحو 200 من الأعراض التي تشمل كل أعضاء الجسم تقريبا”.

وفيما يلي بعض النتائج التي توصلت إليها الأكاديميات الوطنية، والتي صاغتها لجنة مكونة من 14 طبيبا وباحثا، وفقا لما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”:

عدد المصابين

استشهد التقرير ببيانات من عام 2022 تشير إلى أن ما يقرب من 18 مليون بالغ وحوالي مليون طفل في الولايات المتحدة أصيبوا بكوفيد طويل الأمد في مرحلة ما.

وفي وقت إجراء هذا البحث، كان هناك حوالي 8.9 مليون بالغ و362 ألف طفل يعانون من هذه الحالة.

وأظهر البحث أن معدل انتشار “كوفيد طويل الأمد” انخفض في عام 2023، لكنه ارتفع هذا العام لأسباب غير واضحة.

وحتى يناير الماضي، أظهرت البيانات أن ما يقرب من 7 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة أصيبوا بكوفيد منذ فترة طويلة.

التشخيص والعواقب

لا توجد حتى الآن طريقة موحدة لتشخيص الحالة ولا توجد علاجات نهائية لعلاجها، وفقا لتقرير الأكاديميات الوطنية الذي أشار إلى أنه “لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع لإعادة التأهيل، وسيحتاج كل فرد إلى برنامج مصمم خصيصا لتلبية احتياجاته المعقدة”.

وقال التقرير إن بعض الأعراض الأكثر إزعاجا، مثل ضباب الدماغ والتعب المزمن، يمكن أن تمنع الناس من العودة إلى العمل ويجب أن تجعلهم مؤهلين للحصول على المساعدات المخصصة للعاجزين العجز، على الرغم من أن أعراضهم قد لا تتناسب مع فئات الإعاقة الحالية لإدارة الضمان الاجتماعي.

ولفت التقرير إلى “كوفيد طويل الأمد يمكن أن يؤدي لعدم القدرة على العودة إلى العمل (أو المدرسة للأطفال والمراهقين، وانخفاض القدرة على أداء أنشطة الحياة اليومية، وانخفاض الوظائف الجسدية والمعرفية لمدة ستة أشهر إلى عامين وربما أكثر”.

فئات أكثر عرضة للخطر

بحسب التقرير فإن الأشخاص الذين عانوا من أعراض شديدة عند تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا لأول مرة هم أكثر عرضة للإصابة بـ”كوفيد طويل الأمد”.

أما أولئك الذين اضطروا لدخول المستشفى فكانوا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات.

لكن التقرير قال إنه “حتى الأفراد الذين كانت أعراضهم أقل شدة يمكن أن يصابوا بكوفيد طويل الأمد مع آثار صحية خطيرة”.

وأضاف أن “النساء أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد بمقدار الضعف تقريبا، فيما تشمل عوامل الخطر الأخرى عدم التطعيم بشكل كافٍ ضد فيروس كورونا أو وجود حالات طبية أو إعاقات موجودة مسبقا بالإضافة للتدخين”.

ووجد التقرير أن الأطفال أقل عرضة من البالغين للإصابة بكوفيد طويل الأمد وأكثر قدرة على التعافي منه، لكن بعض الأطفال “يعانون من أعراض مستمرة أو متقطعة يمكن أن تقلل من أنشطتهم اليومية وتؤدي إلى زيادة الغياب عن المدرسة وانخفاض المشاركة في الرياضة والأنشطة الاجتماعية الأخرى”.

التعافي

يتعافى بعض الأشخاص مع مرور الوقت، وهناك بعض الأدلة على أنه بعد عام، تضاءلت الأعراض لدى العديد من الأشخاص.
لكن بعض الأبحاث تشير إلى أن التعافي يتباطأ أو يتوقف بعد السنة الأولى، حسبما ذكر التقرير.

ونظرا لأن “كوفيد طويل الأمد” يختلف بشكل كبير من شخص لآخر ويؤثر على العديد من أجهزة الجسم، فيجب التعامل مع كل حالة على حدة.

وذكر التقرير أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن “العودة إلى العمل في وقت مبكر جدا قد تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية، وبالتالي يُنصح بالعودة التدريجية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الضيق بعد بذلهم الجهد”.

بالتالي يقترح التقرير على أصحاب العمل السماح للموظفين المصابين بأخذ فترات راحة متكررة أو العمل عن بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى