
الجدل يتجدد حول طبيعة نظام الحكم في العراق مع اقتراب الانتخابات البرلمانية
- A
- 2025-06-07
- الاخبار الرئيسية, تقارير
- 0 Comments
مع كل دورة انتخابية جديدة في العراق، يعود الجدل إلى الواجهة حول طبيعة نظام الحكم الأنسب للبلاد، حيث تتباين الآراء بين من يدعو إلى اعتماد النظام الرئاسي، ومن يتمسك بالنظام البرلماني الديمقراطي القائم. هذا النقاش الذي يبدو متجددًا، يعكس حجم الإحباط الشعبي من أداء المؤسسات السياسية، واستمرار الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
دعوات متكررة نحو النظام الرئاسي
المحلل السياسي نبيل العزاوي أشار في حديث خاص لـ”وكالة الحياة الإخبارية” إلى أن هذه الدعوات باتت طقسًا انتخابيًا متكررًا، مؤكدًا أن “في كل دورة نيابية نسمع أحاديث عن الانتقال إلى النظام الرئاسي، بزعم أن النظام البرلماني لم يفرز سوى المحاصصة والمشاكل المعقدة والأزمات السياسية المتتالية”.
وأضاف العزاوي أن “تحقيق مثل هذا التحول في النظام السياسي العراقي أمر بالغ الصعوبة، لا بل شبه مستحيل، لأن النظام القائم بُني على أسس التوافق والشراكة الوطنية، وهو يعكس الفسيفساء العراقي متعددة الطوائف والمكونات”، معتبرًا أن “الحديث عن النظام الرئاسي لا يعدو كونه دعاية انتخابية، يعلم المواطن العراقي أنها لا تجد طريقها إلى التطبيق”.
وأشار إلى أن المشكلة لا تكمن في شكل النظام البرلماني بحد ذاته، بل في “الطريقة التي طُبّق بها منذ إقرار الدستور الدائم عام 2006، حيث أفرغت المصالح الشخصية والطموحات الفئوية هذا النظام من مضمونه المتفق عليه”.
دعوات لعقد سياسي جديد
العزاوي أكد أن المرحلة المقبلة تتطلب “قيادات تدرك حجم المخاطر”، داعيًا إلى “عقد سياسي جديد يناقش كل الملفات العالقة، ويعيد ترتيب الأولويات الوطنية بما يضع المواطن في صدارة الاهتمام”. وشدد على ضرورة “الانتقال من مرحلة النزاعات الفئوية إلى مرحلة صناعة القرار الوطني الموحد، الذي يتجاوز الأطر الحزبية الضيقة”.
الشرع: الخطاب السياسي يعيد إنتاج ذاته
من جانبه، قال المحلل السياسي أثير الشرع إن “الدورات الانتخابية المتعاقبة أعادت إنتاج نفس الوجوه السياسية التي حكمت العراق منذ عام 2003، رغم أن الكثير من العراقيين كانوا يأملون في أن تشهد البلاد انطلاقة جديدة نحو التنمية والعدالة الاجتماعية”.
وأوضح الشرع أن “العراقيين خرجوا من حكم الحزب الواحد والنظام الديكتاتوري وهم يحلمون بالرفاهية، أسوة بدول الجوار، لكن الواقع كان مغايرًا، إذ ضاعت الثروات، وازدادت التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العراقي”.
وأشار إلى أن الخطاب السياسي خلال الحملات الانتخابية “يعتمد على تخويف الناس، عبر التلويح بعودة البعث أو بروز دكتاتور جديد إذا لم يتم انتخاب نفس الطبقة السياسية الحاكمة”، وهو أسلوب قال إنه “يتكرر مع كل موسم انتخابي، ما يفقد العملية الانتخابية مصداقيتها”.
المشاركة الشعبية على المحك
وسط هذه الأجواء، تبقى الدعوات للمشاركة في الانتخابات حاضرة، رغم حالة الإحباط العامة، ما يطرح تساؤلات جادة حول مستقبل العملية الديمقراطية في البلاد، وقدرتها على إنتاج تغيير حقيقي في ظل استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أحدث التعليقات