الكلاب السائبة في بغداد والمحافظات: خطر يومي يهدد حياة الأطفال وسط غياب الحلول الجذرية
بغداد – الحياة الإخبارية
تزايدت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة ظاهرة الكلاب السائبة في شوارع العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، مما أثار قلق الأهالي والمواطنين، خاصة في المناطق السكنية الشعبية والأحياء غير المخدومة، حيث باتت حياة الأطفال على وجه الخصوص مهددة بشكل مباشر نتيجة كثرة الهجمات المفاجئة من هذه الحيوانات.
إصابات متكررة وقلق شعبي
تشير مصادر طبية إلى تسجيل عشرات الحالات شهريًا لأطفال تعرضوا لهجمات من كلاب سائبة، بعضها تسبب بجروح عميقة، وأخرى تطلبت تلقي لقاحات مضادة لداء الكلب.
تقول أم علي، من منطقة الشعب شمال بغداد، في حديث لـ”الحياة الإخبارية”:
“ابني البالغ من العمر 7 سنوات تعرض لهجوم من كلب سائب أثناء ذهابه إلى المدرسة، أصيب بجروح في ساقه ونقلناه للمستشفى، ومنذ الحادثة لا يجرؤ على الخروج من المنزل بمفرده.”
غياب الإجراءات الحاسمة
ورغم المناشدات المتكررة من المواطنين، تؤكد مصادر محلية أن الجهات البلدية والصحية تعاني من نقص الموارد والخطط المستدامة للسيطرة على هذه الظاهرة.
ويقول أحد موظفي البلدية في تصريح خاص، إن “البرامج المخصصة للحد من الكلاب السائبة تعتمد غالبًا على حملات مؤقتة للإبادة، دون وجود استراتيجية تشمل التعقيم أو الترحيل المنظم لهذه الحيوانات”.
تهديد للصحة العامة
وبحسب مختصين في الصحة البيطرية، فإن الكلاب السائبة تمثل ناقلًا محتملًا للأمراض، أبرزها داء الكلب (السعار)، إلى جانب كونها عامل قلق نفسي للأطفال الذين قد يصابون بـ”رُهاب الحيوانات” نتيجة هذه التجارب.
ويقول الدكتور عماد التميمي، طبيب بيطري من بغداد:غياب مراكز الإيواء والرعاية للحيوانات الضالة، وعدم تطبيق برامج وطنية للتطعيم والتعقيم، يجعل من هذه الكلاب تهديدًا مستمرًا، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.”
دعوات لحلول مستدامة
يطالب ناشطون ومواطنون الحكومة المحلية والوزارات المعنية بوضع خطة وطنية شاملة تتضمن إنشاء ملاجئ للحيوانات الضالة، وتنفيذ حملات تعقيم وتطعيم دورية، مع التوعية المجتمعية حول سبل الوقاية والتعامل مع هذه الظاهرة.
كما تؤكد منظمات حقوق الحيوان أن التعامل مع الكلاب السائبة يجب أن يتم بـ”طرق إنسانية لا تتضمن القتل العشوائي، بل تعتمد على برامج صحية وتنظيمية فاعلة”.
في ظل تزايد أعداد الكلاب السائبة في بغداد ومحافظات العراق، تبرز الحاجة الماسة إلى تدخل حكومي عاجل يعالج الظاهرة من جذورها، حفاظًا على أرواح الأطفال وسلامة المجتمع، وإعادة تنظيم العلاقة بين الإنسان والحيوان في المدن العراقية
أحدث التعليقات