عندما تكون الطائفية ضرورة انتخابية
كريم النوري
كنا نلعن الاحتلال بالضخ الطائفي وتعميق الاصطفاف والتخندق المذهبي والقومي وكنا نطعن بجو بايدن مهندس تقسيم العراق الى دويلات ثلاثة (كردستان وسنستان وشيعستان).
ويبدو ان هناك من كلا المذهبين من صناع الطائفية والمعتاشين عليها ، وهؤلاء نجحوا في بلورة (فوبيا الاخر) وتعميق ازمة الثقة بين المكونات طمعاً بحصد الاصوات والتحشيد الانتخابي.
المفلسون والفاشلون وحدهم من يتنفس برئة الطائفية ومن يعتاش عليها.
ولنفترض ان الخطاب الطائفي التحريضي يجلب لنا الاصوات فماهي مخرجات الاصوات والوصول الى البرلمان بهذه الأساليب التحريضية؟
تعساً لبرلمان يتأسس على الخطاب الطائفي وبئساً لبرلماني يحجز مقعده بهذه الأساليب القذرة.
بعضهم مشكوك بشهادته الاعدادية وتم قبوله بكوته الاعدادية اخذ يحرض الاخرين على الطائفية في اُسلوب لا يليق بسياسي يحترم وطنه وشعبه !!!
كيف نطلب الاصوات بأساليب اللصوصية وشراء الاصوات والتحريض الطائفي ؟
افعال هؤلاء لا تدعونا لرد فعل انفعالي ونتخندق بنفس القدر الذي يستنقعون به بالطائفية النتنة
رُوِيَ أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام) مَشَوْا إِلَيْهِ عِنْدَ تَفَرُّقِ النَّاسِ عَنْهُ وَ فِرَارِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ إِلَى مُعَاوِيَةَ طَلَباً لِمَا فِي يَدَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذِهِ الْأَمْوَالَ، وَ فَضِّلْ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَافَ مِنَ الْعَرَبِ وَ قُرَيْشٍ عَلَى الْمَوَالِي وَ الْعَجَمِ وَ مَنْ تَخَافُ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ فِرَارَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: “أَ تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ، لَا وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ لَاحَ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ، وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ مَالُهُمْ لِي لَساويت بَيْنَهُمْ وَكَيْفَ وَ إِنَّمَا هُوَ أَمْوَالُهُم”.
رسالتي لكل المرشحين والناخبين احذروا من هؤلاء الساعين الى البرلمان ولو بالاكاذيب والألاعيب الرخيصة التي تؤسس لبرلمان هزيل وصانع للفاسدين.