اتركوا الضحية ولا تبرروا للجاني
كريم النوري
القتل مهما كانت دوافعه -الا دفاعاً- عن النفس هو عمل بشع وجريمة وحشية لا تغتفر.
مشكلتنا بعد كل عملية قتل نترك الجاني بعيداً عن الاستهداف وتتجه أصابع الاتهام والتأنيب للضحية فنبتدع ما يحلو لنا وما يخطر في بالنا لنجد تبريرات واهية.
وكان بعضنا يطلق بسذاجة مفرطة لماذا قتلوا فلاناً دون غيره مثلما كان يطلقون هذا الأراجيف في العهد البائد لتبرير فعل النظام واتهام الضحايا فيتقولون -مثلا- لماذا اعتقلوا فلان دون غيره ، وإذا اعتقلوا غيره لطرح نفس الاستغراب الساذج ..
واليوم عندما تغتال يد الإجرام صاحبات الصالونات ومراكز التجميل يتبادر إلى الأذهان تساؤلات غريبة غاضين النظر عن الجناة القتلة.
فنبحث في النوايا والأوهام والحكايات والتأملات لعلنا نجد ما يبرر القتل الآثم.
نفترض ان ثمة ممارسات خاطئة على مستوى الأخلاق والمجتمع ونفترض ان ثمة تصرفات تنافي الفضيلة والعفة والذوق المجتمعي السليم ونفترض ان البعض بالغ في سلوكه النشاز بحجة الحريات الشخصية..
ولكن القتل بحجة التصحيح أو النهي عن المنكر الا يعد اكثر بشاعة ودنائة واشد انتقاماً وإجراماً من نفس السلوكيات المنافية لطبائع الاجتماعية.
كيف نواجه الأخطاء بجرائم اخطر من نفس الأخطاء وكيف نمارس القتل البشع ضد سلوكيات لا تستحق القتل ثم من خوّل القتلة الاقتصاص من الجناة المغدورين ..
لسنا قرية من قرى قاندهار حتى نمارس الذبح اليومي ضد الضحايا ولسنا على دين داعش حتى نتمادى بالجريمة والقتل والإبادة .
الاغتيالات مهما كانت دوافعها ومهما كانت ضحاياها هي عمليات قذرة لا يجيزها الشرع ولا الشارع.
لا يمكن تبرير هذه الجرائم بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا فما هو الفرق بيننا وبين داعش.