المرجعية العليا تنتقد بشدة الكذب السياسي وتفشي الفساد
الحياة العراقية
انتقدت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، بشدة الكذب السياسي وشراء الأصوات بالمال وتفشي الفساد، داعياً إلى تحرك مجتمعي وحكومي وإعلامي واسع وفاعل وتحشيد كل الطاقات والإمكانات لحفظ قيم المجتمع العراقي الأصيلة وصيانته من الإنحرافات الاخلاقية التي تنذر بعواقب خطيرة حالية ومستقبلية.
وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، وحضرتها /الحياة العراقية /، إن “الانسان يحتاج للمجتمع والتعايش مع الآخرين ليتمكن من أداء وظيفته في الحياة وينشأ منها علاقات سياسية واقتصادية وفكرية وهذه العلائق ان لم تنظم وفق أسس اخلاقية فلن يتحقق المرجو منها”.
وشدد، على انه “من دون تعاون البعض مع الآخر فان النزاعات والعداء والصراعات ستسود وتتحول حياة الانسان الى شقاء وتعاسة”، مشيراً إلى أننا “نعيش عصراً ينتشر فيه التضليل والكذب والخداع ومن أخطره الكذب الاعلامي والسياسي وينتشر الغش والتدليس والاستغلال وانعدام الامانة والاعتداء بالقتل والتهجير بين ابناء العشائر لأسباب تافهة وبين شراء الاصوات بالمال ويسود في طبقة شبابنا وشاباتنا حالات الاختلاط المنحرفة وإقامة الاحتفالات بأماكن عامة وبعض الممارسات غير المقبولة اخلاقياً وفي العلن”.
ولفت، الى “غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل انقلبا ليكون الباطل حقاً والحق باطلاً وعندما لا نجد تحركاً فاعلاً وسريعاً لتدارك هذه المخاطر فان انتشار هذه الأمور تنذر بموت أخلاقي”، مستطرداً: “نرى اليوم بلدنا تتقاذفه موجات الفساد المالي والإداري وسوء الادارة وتظهر ظواهر الفساد الاخلاقي بسبب سوء الاستغلال لمواقع التواصل الاجتماعي الذي يؤدي الى ان تنتشر هذه الامور ولا يجد المواطن الكثير من الاحيان الا ان يدفع المال لانجاز أموره ومعاملاته في دوائر الدولة”.
وانتقد ممثل المرجعية الدينية العليا، “عملية التعليم وهي المشكلة في مدارسنا وجامعاتنا التي لا ترافقها ولا يتزامن معها عملية الاهتمام بالعملية التربوية والأخلاقية” مبيناً ان “العناية بالعلوم الاكاديمية رغم انها مطلوبة ومهمة في تقدم المجتمع ولكن الخلل ان لا يتزامن مع هذا الاهتمام بالعملية التربوية”.
وأكد قائلاً: “إذا أراد كل شعب ان يتطور ويكون انسانياً لا بد ان يكون هناك تزامن في العملية الاكاديمية التخصصية والأخلاقية والاهتمام بهما معا”، مخلصاً إلى القول: “هذه الأمور الخطيرة التي أشرنا لها سلفا بتوفر الأسباب التي قد تؤدي الى انهيار اخلاقي وقيم المجتمع، تستدعي تحركاً مجتمعياً أولاً وحكومياً وإعلامياً واسعاً وفاعلاً وتحشيد كل الطاقات والإمكانات لحفظ قيم المجتمع العراقي الأصيلة وصيانته من الإنحرافات الاخلاقية التي تنذر بعواقب خطيرة حالية ومستقبلية”.