الكلداني يوجه رسالة للسيد السيستاني: ضرورة إقالة ومحاسبة رئيس ديوان الوقف الشيعي
الحياة العراقية
وجه الامين العام لحركة بابليون، ريان الكلداني، الخميس، كتاباً مفتوحاً إلى المرجع الديني الأعلى، آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني، بشأن التصريحات الأخيرة التي أطلقها مفتى العراق مهدي الصميدعي، ورئيس ديوان الوقف الشيعي، علاء الموسوي، بحرمة تهنئة المسيحييين والاحتفال معهم بأعياد ميلاد نبي الله عيسى “ع” ورأس السنة الميلادية، فيما طالب بإقالة ومحاسبة الموسوي.
وقال الكلداني، في كتابه الذي تلقت ” الحياة العراقية ” نسخة منه: “أنتم يا سيدي لستم مرجعية دينية عراقية وحسب، بل إنكم بمثابة القيادة الروحية العليا للعراق، سجّل التاريخ ويسجّل، دوركم في حفظ العراق وأمنه وأمانه، بفتوى منكم قامت قيامة المقاومة العراقية التي تشكلت من كل الأطياف، من حشدكم نحن ومن أتباعكم في مذهب الدفاع عن الوطن وأرضه وشعبه”.
وأضاف: “نتوجه من مقامكم الشريف ورفعتكم الحاضنة، بكتاب مفتوح نطلب فيه ونطالب بإجراء فوري بحق من اقترف مخالفة لنهجكم قبل أن يهيننا، وهو متلبّس لباس المسؤولية الدينية، ويحسب نفسه جزءاً من جلبابكم ومؤسساتكم”، مستطرداً “لقد شهد الأسبوع الماضي جريمة نكراء بحق الوحدة الوطنية، بحيث خرجت أصوات من تحت عمائم، من خطب منابر، تقول إن عيد الميلاد عيد فاحشة ونكراء لا سمح الله، وبِغَضِّ النظر عن سوء الكلام، أسوأ ما فيه أنه صدر عن رجال دين لا يمثلون نفسهم فقط، بل وللأسف يتبعون لمؤسسات رسمية دينية”.
وأردف بالقول: “ونحن ندرك أن فتواكم تتناقض مع ما تكلم به علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي، وما صدر عنكم كان واضحاً: إذا لم يكن يظهر المعاداة للاسلام بقول أو فعل فلا بأس بالقيام بما يقتضيه الود والمحبة من البر والاحسان إليه، كما أفتى مكتبكم بـجواز تهنئة الكتابيين من يهود ومسيحيين، وغيرهم بأعياد، رأس السنة، عيد ميلاد السيد المسيح وعيد الفصح”، متسائلاً “كيف يصرّح جهاراً من يمثل ديوان الوقف الشيعي بما يتعارض ويتناقض أشد التناقض مع فتوى المرجعية العليا؟”.
وتابع: “إننا نعتبر أنفسنا منكم، ونعتبر أنكم مرجعية لكل المذاهب ولكل الشعب في العراق، فكيف سيكون موقف المسيحيين من أهلنا حيال ما صدر اذا لم يتم التبرّؤ من كلام الموسوي الذي أهان كل مسيحي في كلامه، من هنا، نطالب بإقالته أو محاسبته ، لكي تصل الرسالة الى الرأي العام المسيحي والعراقي والعالمي، بأن المرجعية الرشيدة لا تتبنى الخطاب الإلغائي ذلك، لكي لا يتم الإصطياد في الماء العكر، والنيل من مكانتكم كمذهب في قلوب المسيحيين لا سمح الله”.
وخلص الى القول: “نحن في أوقات تاريخية، نشهد على ولادة العراق الجديدة، ونعمل على تطييب جراح المجتمع العراقي والدولة العراقية، وإن تلك الأصوات النشاز، تهدم ما نحاول أن نبنيه من وحدة وطنية ومجتمعية ومدنية بين كل العراقيين، كلنا ثقة بأنكم لا تقبلون بما صدر عن الموسوي، ولذلك نسأل جانبكم الكريم بكل وقار، أن يتم اتخاذ الإجراء الذي ترونه مناسباً”.
وقبل أيام من ذكرى ميلاد نبي الله عيسى “ع”، قال مفتى جمهورية العراق، مهدي الصميدعي، خلال خطبة الجمعة، في جامع أم الطبول وسط بغداد: “لا تشاركوا النصارى الكريسمس، لأن هذا معناه أنكم تعتقدون بعقيدتهم”.
وأثارت تلك التصريحات اعتراضات شتى في البلاد، وتصاعدت الدعوات إلى مقاضاته.
وبعدها بأيام انتشر مقطع لمحاضرة دينية متلفزة، قال فيها رئيس ديوان الوقف الشيعي، علاء الموسوي،إن “الملوك الرومان حددوا هذا الموعد لميلاد السيد المسيح، إلا أن موعد ميلاده مختلف تماماً عما محدد له الآن”، لافتاً إلى أن”الاحتفال بهذا الموعد ليس في محله”.
وأضاف إن”هذه الاحتفالات تشهد أفعالاً ماجنة ومنكرة وبعيدة عن الأخلاق والدين”، مؤكداً أن”المشاركة فيها غير جائزة”.
وأشار الموسوي، إلى أن”المسيحيين يتوقعون أن نقدم لهم التهاني باحتفالاتهم هذه، التي لا تعبر عن منهجنا الإسلامي الحنيف”، مبيناً أن”المشاركين في هذه الاحتفالات هم سفلة وأراذل”.