سياسة

كلمة العراق أمام مؤتمر التحالف الدولي المنعقد في واشنطن

الحياة الاخبارية .

قبل ٣ سنوات قال الكثير في هذه المدينة ومدن اخرى في العالم والمنطقة و معهم البعض في الداخل ان العراق انتهى..
نعم سقطت مئات من القرى والأحياء وعشرات المدن، ونزح الملايين و تحطمت البنايات والبنى التحتية…
ولكننا قلنا ان العراق لم ولن ينهي…
حضارة عمرها اكثر من خمسة آلاف سنة لن تنهيها عصابة ارهابية.
وكانت فتوى المرجعية متمثلة باية الله السيد السيستاني نقطة التحول التي أوقفت الهزيمة وصنعت النصر، وكانت الرؤية الواضحة الجامعة للقائد العام الدكتور العبادي هي التي حولت الهزيمة الى النصر، وكان الالتفاف الشعبي مع قواتنا العسكرية ومتطوعي الحشد الشعبي هو الذي صنع النصر…
نعم يحق لنا ان نحتفل بالنصر ولكن نحتاج ان نتذكر الشهداء والجرحى وعوائلهم فهم من صنع النصر
ويجب ان يتذكر الجميع ان قواتنا المسلحة والقائد العام الذي اخر اعلان النصر كان حماية للمدنيين الذين احتجزهم داعش.
هذا النصر ليس نصرا عسكرياً متميزاً فحسب ( وهذا ما تحدث به قادة التحالف) ولكنه نصر سياسي عراقي. الرئيس العبادي نجح بجمع الجهد الوطني جيشاً و متطوعين و تحشيده نحو المعركة عرباً وكردا وتركماناً، مسلمين ومسيحيين، وأقليات …

ونجح العراق بجمع الجهد الإقليمي والدولي دعماً للعراق لهزيمة داعش
.
دولة خرافة داعش انتهت ولكن المهمة لم تنته بل بدئت للتو..
أمامنا مهمة كبيرة وهي اكمال النصر وحمايته:
وهذا يتطلب تقوية و دعم مؤسساتنا الأمنية والعسكرية. ويتطلب العمل معاً لمناهضة الخطاب الطائفي و خطاب الكراهية و التصدي بقوة لجذوره وتجفيف منابعه وتفعيل القرارات الاممية لملاحقة الممولين والداعمين للارهاب لكي لا نسمح لداعش جديدة بالظهور. وكلنا يعلم ان البعض ساعده او غض الطرف عنه والآن يكتوي بناره.
كبلد ديموقراطي نتمتع بحرية إعلامية كبرى بعد ٢٠٠٣ وسعداء بها، ولكن كضحايا للارهاب نخاطب العالم ليعيد تعريف الضوابط التي تسمح لوسائل الاعلام بالترويج للارهاب والقتل والكراهية وتدمير الحياة والحضارة.
لدينا رؤية واضحة لعراق ما بعد داعش والتزام قوي وخطط للمديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة:
على المدى القصير : سنستمر بتحرير كل الاراضي العراقية: تلعفر، الحويجة، وغرب الانبار، وسنكمل برامج الاستقرار و سنعيد النازحين الى بيوتهم آمنين بالتعاون مع الجهد الدولي وخصوصاً الامم المتحدة. سيعود أهالي تلعفر و سنجار والحويجة، سيعود الشبك والايزيديين والتركمان وكل الأقليات لمدنهم وقراهم.
وعلى المديين المتوسط والطويل فنعمل مع المنظمات الدولية والخبراء والمختصين لإعادة إعمار وبناء كل العراق وتحريك ملف الاستثمار وخطط الإصلاح الاقتصادي والمالي ومكافحة الفساد.
المصالحة المجتمعية سلوك نعمل عليه و نعتقد انه الأساس الذي سيقوي ويرسخ مؤسسات الدولة.
ورغم الانشغال بالحرب فإننا نواصل العمل مع خبرات محلية ودولية منذ اكثر من عامين لإعداد رؤية شاملة للعقد القادم ستطرح هذا الخريف هي رؤية العراق 2030.
العراق يمرض ولن يموت…
نشكركم مجددا وننتظر ان نستضيف كل من ساهم مع العراق في معركته للاحتفال ببغداد قريباً بنصر اعادة بناء كل مدنه وقراه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى