داعشي يروي تفاصيل معركة بيجي: الخلافة مزعومة فقط باللسان وبالحقيقة كذب
الحياة العراقية
لم تتغير قناعات الإيرلندي ألكسندر بيك ميرزييف كثيرا بعد خروجه من مناطق سيطرة تنظيم داعش في ريف دير الزور السورية.
ألكسندر الذي ينحدر من أصول أوزبكية اعتنق الإسلام قبل نحو ربع قرن، وجاء إلى سوريا عام 2013 واختار لنفسه اسم عبد الملك.
يقول إنه يؤمن بالجهاد لكنه ينفي مشاركته في القتال إلى جانب مسلحي التنظيم.
عندما احتدمت شدة المعارك في محيط بلدة السوسة في الريف الشرق لدير الزور، سلم ألكسندر/عبد الملك نفسه وأسرته إلى وحدات حماية الشعب الكردية، إلى جانب عشرات من مسلحي التنظيم.
ويقول الرجل الإيرلندي “والله أنا شخصيا لم أقاتل لأنني مريض … وما يفعله أولئك الناس (مقاتلو داعش) لا أعتقد أنه … على كل حال أنا مريض وما أخبرنا به الأمراء لا أؤمن به”.
ويشير ألكسندر إلى أنه كان يعمل سائقا منذ آب 2014 “كانت مهمتي أن أنقل جميع المرضى من المهاجرين من الرجال والنساء.. كنت أنقلهم إلى المشافي في أغلب الأحيان إلى منبج وأحيانا إلى الباب والرقة هذا كان عملي”.
لكن إنكار القتال ليس تصرفا فرديا من ألكسندر، فمعتقلو داعش الأجانب في سجون جهاز مكافحة الإرهاب في شمال شرق سوريا، ينفون ارتكابهم جرائم ضد المدنيين.
فضل الله عبد المجيد الملقب بـ “أبو أنعام الباكستاني” يدعي أنه كان يعمل حدادا في أحد مقرات تنظيم داعش في الرقة، أما عبد العظيم راتشوت (19 عاما) الذي دخل إلى سوريا في 2015 قادما من إقليم البنجاب في باكستان، فيزعم أنه بايع أبو بكر البغدادي خوفا على حياته، وأنه ترك القتال منذ سنتين.
ويقول راتشوت “ذهبنا مجبرين إلى بيجي العراقية. لم يكن هناك خيار. وصلنا لبيجي فقتل 27 من 30 شخصا … بقيت أنا واثنان معي، أخبرتهم أني أود العودة للموصل ولا أريد القتال … قالوا يجب أن تقتل هنا أو تصاب لتتمكن من العودة … عندما أصبت عدت إلى الموصل”.
ويضيف الشاب الباكستاني “أنا نادم جدا على انضمامي لتنظيم داعش. حكمي أو رأيي على تنظيم داعش: أنا لا اعتبره تنظيما جهاديا. هؤلاء خدعوا المسلمين. أعلنوا الخلافة والناس الذين جاؤوا قتلوهم. الخلافة مزعومة فقط باللسان وفي الحقيقة كذب”.
ويقول قياديون في وحدات حماية الشعب الكردية إنه يوجد ما لا يقل عن 800 معتقل أجنبي من تنظيم داعش في سجون جهاز مكافحة الإرهاب جاؤوا من 48 دولة دخل أغلبهم من تركيا إلى المدن السورية.
وتقول الإدارة الذاتية المعلنة في شمال شرق سوريا إنها ستحاكم معتقلي داعش الأجانب بموجب القوانين المحلية في حال رفضت دولهم تسلمهم.