تقرير روسي: البغدادي تحت رعاية أمريكية مشددة وتحضيرات لتحويله إلى بطل هوليودي
الحياة العراقية
كشفت وسائل اعلام روسية، الاحد، عن تفاصيل ما سمتها بـ” مسرحية هوليودية” لاعتقال زعيم تنظيم “داعش” المدعو ابو بكر البغدادي، مشيرة الى أن الاخير “تحت رعاية أمريكية مشددة”، منوهة الى تحضيرات لتحويله إلى “بطل هوليودي”، بحسب وصفها.
وقالت وكالة انباء “سبوتنيك” الروسية، نقلا عن مصدر مطلع في “قوات سوريا الديمقراطية الكردية/ قسد”، قوله، إن “البغدادي متزعم تنظيم “داعش” الإرهابي يقيم حاليا تحت حراسة مشددة تقوم عليها وحدة من القوات الأمريكية في إحدى الأماكن السرية بمنطقة شرق الفرات “.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن صفته التنظيمية أن قيام القوات الأمريكية بتأخير مقصود لعملية إنهاء وجود مسلحي داعش في منطقة هجين بريف دير الزور حيث الجيب الداعشي الأخير في المنطقة، يندرج في سياق إتاحة المجال لتنفيذ مخطط يتضمن تصوير عمليات إنزال “كومندوس” أمريكية في مناطق انتشار “داعش” بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ليتم الإعلان بعدها عن اعتقال البغدادي خلال هذه العمليات ومن ثم إعلان هزيمة تنظيم “داعش”.
وتابع المصدر: لهذه الغاية فقط، قامت القوات الأمريكية بمنع “قسد” التابعة لها من التقدم باتجاه الجيب الصغير حيث الكيلومترات المربعة القليلة التي بقيت لـ”داعش” شرق الفرات، كما منعت قوات “الحشد الشعبي” من توجيه أية ضربات ضد تنظيم “داعش” في منطقة هجين حيث عمل الطيران الأمريكي على توجيه ضربات تحذيرية باتجاه قوات “الحشد الشعبي” العراقية عندما حاولت التقدم أو قصف أماكن تواجد مسلحي “داعش” بريف دير الزور، بحس التقرير الروسي.
“مسرحية هوليودية” لاعتقال البغدادي
وتقول الوكالة الروسية، بحسب مصدرها، إن سيناريو قريب جدا سوف تقوم به القوات الأمريكية من خلال عملية إنزال جوي سوف تنفذها قوات أمريكية خاصة في منطقة هجين ويتم بعدها إعلان اعتقال أو مقتل ابو بكر البغدادي الذي حرصت القوات الأمريكية على اعتقاله حيا.
وتابع التقرير الروسي، عادة ما تنبثق الملكات الهوليوودية الأمريكية في مثل هذه المناسبات بما ينسجم مع النزعات النفسية التي تعتمل الشخصية الرسمية الأمريكية، ولربما يجري الأمر على غرار ما تم عليه أثناء عملية القتل المزعومة لزعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي اسامة بن لادن في أيار/ مايو عام 2011 بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
وإن صحت المعلومات الواردة من شرق الفرات، فستتم العملية — كالعادة — بتخطيط وإخراج المخابرات المركزية الأمريكية وأداء القوات الخاصة الأمريكية إلى جانب البغدادي وبعض مرافقيه، ولربما تستغرق زمنا مقاربا لتلك التي استغرقتها عملية الاغتيال المزعومة لبن لادن، وعلى الأرجح، فستعثر المخابرات الأمريكية على كتاب أو مخطوطة ما تحاكي الرواية الأمريكية حول عملية بن لادن حين زعمت العثور على (كتاب بيرل هاربر الجديدة) الخاص بهجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 في رف مكتبته.
والطريف في الأمر، مشاركة البغدادي بدور البطل الثانوي في تلك المسرحية التي تحتاج بالتأكيد إلى بعض البروفات المسبقة.
وكان باتريك شاناهان ، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، كشف نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي أنه من المتوقع أن يخسر تنظيم “داعش” آخر أراض يسيطر عليها في سوريا لصالح قوات تدعمها الولايات المتحدة خلال أسبوعين.
وأضاف: “إذا استطعنا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لمدة عامين، فإنني أقول إن 95.5 بالمئة من المنطقة الخاضعة لسيطرة “داعش” قد تمت إعادتها إلى السوريين، وفي غضون أسبوعين سيكون 100 بالمئة”.
البغدادي مطلوب حيا
وكان مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في بغداد، كشف النقاب في تصريحات صحفية نهاية الشهر الماضي عن عبور قوة أمريكية خاصة إلى داخل الأراضي السورية عبر إقليم كردستان العراق ، ترافقها وحدة مسلحة من “قوات سوريا الديموقراطية”، مؤكدا أنه تم اتخاذ هذه الإجراءات بعد ورود معلومات تفيد بوجود أبو بكر البغدادي، داخل منطقة بمساحة تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة ضمن محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتحديدا في ريف دير الزور بين الباغوز والمراشدة جنوبا والسفافنة غربا، وصحراء البوكمال التي تتصل بالعراق شرقا.
ووفقا للمسؤول العراقي، فإن الفرقة الأمريكية كانت داخل قاعدة عسكرية بمدينة أربيل في وانتقلت منها إلى داخل الأراضي السورية، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها إلى هناك، مشيرا إلى أن “المعلومات المتوافرة تقول إن الجيش الأمريكي يريد البغدادي حيا، وهذا ما قد يفسر دخول القوات الخاصة الأمريكية إلى مناطق سورية يمكن اعتبارها ساقطة عسكريا، وكذلك التأخر في حسم دخول المليشيات الكردية لما تبقى من تلك القرى والقصبات السورية الصغيرة، رغم أنه يمكنها القيام بذلك، مع توفر الغطاء الجوي”.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية “أ.ف.ب” نشرت تقريرا أعدته من شرق الفرات في الرابع من الشهر الجاري قالت فيه: “يفضل قياديو (قوات سورية الديمقراطية- قسد) عدم تحديد مهلة زمنية لانتهاء المعركة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في شرق الفرات، ويغلقون الباب بوجه أي مفاوضات معه لإنهاء المعركة”، مشيرة إلى أن مقاتلي “قسد” الذين يحاصرون الجيب الداعشي الأخير في المنطقة يجلسون ويتناولون الشاي ويدخنون السجائر ويشعلون النار للتدفئة وهم يراقبون حركة عناصر “داعش” المحاصرين في الجوار، ولكنهم لا يقدمون على شن أي هجوم باتجاه التنظيم بالرغم من قدرتهم على الحسم السريع.
ونقلت الوكالة عن هؤلاء أن حالة من الهدوء سيطرت على خطوط الجبهة منذ نحو أسبوع، يقطعها بين الحين والآخر صوت إطلاق نار متقطع أو دوي ضربات لطائرات “التحالف الدولي ” أو المدفعية على الخطوط الخلفية للتنظيم، موضحين أنه خلال الغارات الجوية الأمريكية على معاقل التنظيم تمكن نحو 35 ألف مدني من الهروب من معاقل التنظيم وبينهم نحو 3500 مقاتل داعشي انتقلوا إلى مناطق سيطرة “قسد”.