شرطة إسطنبول تحصل على تفاصيل جديدة بشأن مقتل خاشقجي
الحياة العراقية
حصلت الشرطة التركية على إفادات مسؤولي أحد المطاعم في إسطنبول، سبق لفريق اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أن اشترى منه 32 كليوجراما من اللحم النيء، عقب تنفيذ الجريمة.
وأبلغ مسؤولو المطعم، رجال الشرطة، بكافة تفاصيل الطلبية، الذين بدورهم صادروا تسجيلات كاميرات المطعم، للاطلاع عليها بشكل تفصيلي.
ووفقا لـ “الأناضول”، قال مالك المطعم، الذي يقع قرب القنصلية السعودية، إنه تم إطلاع الشرطة على كافة التفاصيل المتعلقة بالطلبية.
ورفض مالك المطعم الإدلاء بتصريحات حول الموضوع والإفادات التي قدموها للشرطة.
ونشرت مديرية أمن إسطنبول، الخميس، تفاصيل هامة تتعلق بجريمة قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، قبل قرابة 5 أشهر.
وذكرت المديرية، في تقرير عن فعالياتها خلال العام 2018، أن مقر القنصل السعودي، يضم بئري ماء، وفرن من الطين يمكن إشعاله عبر الحطب والغاز.
وأشار التقرير إلى إمكانية رفع حرارة الفرن المذكور إلى ألف درجة، في حال استخدام الحطب والغاز معاً لإشعاله، وأوضح أن “هذه الدرجة من الحرارة كافية لإخفاء آثار الحمض النووي (DNA) تماماً.
وقال التقرير إن خبير الطب الشرعي السعودي، صلاح محمد الطبيقي (47 عاما)، كان أحد أفراد فريق الاغتيال الذي دخل مبنى القنصلية يوم الجريمة.
ولفت إلى أن الطبيقي كتب رسالة الماجستير حول تحليل الحمض النووي المستخلص من العظام.
وذكر التقرير أن الشخص المذكور (الطبيقي) يتمتع بقدرات علمية تمكّنه من كشف آثار الحمض النووي في العظام المحروقة والمتعفنة.
وبعد إجراء التحريات اللازمة في المنطقة التي تتواجد فيها القنصلية السعودية، تبيّن أن فريق الاغتيال طلب بعد ارتكاب الجريمة من أحد المطاعم الشهيرة، 32 وجبة لحم غير مطبوخ.
وتابعت مديرية الأمن، في السياق ذاته: “هذه الخطوة تستحضر إلى الأذهان عدة تساؤلات هامة منها، هل طَهيُّ اللحم في الفرن كان جزءًا من خطة الاغتيال المرسومة مسبقا؟”، وأجابت “هذه التساؤلات ستُكشف لاحقا، سيما أن التحقيقات لم تنته بعد”.
وذكر التقرير أن “تطهير مكان وقوع الجريمة عبر المواد الكيميائية يشير إلى محاولة إخفاء آثار الجريمة المخططة مسبقا”.
وأردف: “كان من المفترض أن يترك فريق الاغتيال حقائبهم في الفندق، لكن أحضروها إلى القنصلية”.
وأشار التقرير أن “فريق الاغتيال كان يحمل حقائبه بسهولة عند دخوله القنصلية، لكنه عانى في إخراج تلك الحقائب عند المغادرة”.
ونشرت الشرطة التركية، نهاية عام 2018، صورة تجمع الشخص، مصطفى المدني، الذي قيل إنه ارتدى ملابس خاشقجي بعد مقتله، وبجواره شخص يرتدي معطفا به غطاء للرأس، ولكنها لم تؤكد هويته قبل اليوم، حيث أفصحت عن أنه المتعاون المحلي في قتل الصحفي السعودي، وفقا لصحيفة “يني شفق” التركية.
وتظهر الصور التي تم نشرها أن كيس ملابس شبيه بملابس خاشقجي، كان بيد المتعاون المحلي.
وفي الأيام الأولى لاغتيال جمال خاشقجي، صرحت السعودية بوجود متعاون محلي، لكن الإدارة السعودية والنيابة لم تقدم أي بيان أو تعاون بالرغم من جميع دعوات تركيا.
ونقلت صحيفة “تي آر تي” التركية أيضا عن تقرير الشرطة، أن الأمن التركي في إسطنبول يعتقد أن خديجة جينكيز خطيبة خاشقجي كان من المرجح أن تكون الضحية الثانية في قضية القتل.
وأضاف التقرير، أنه لو قام موظف في القنصلية بالتبليغ عن وجود شخص ينتظر خاشقجي في الخارج لكانوا استدرجوا خديجة جنكيز بأية حجة وقتلوها أيضا، وفقا لوكالة “الأناضول” التركية.
وباتت قضية خاشقجي منذ 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من بين الأبرز والأكثر تداولا على الأجندة الدولية.
وبعد 18 يوما من التفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتل خاشقجي دخل قنصليتها في إسطنبول إثر “شجار” مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.
ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت النيابة العامة السعودية أن من أمر بالقتل هو رئيس فريق التفاوض معه (دون ذكر اسمه).
وفي 3 يناير/ كانون الثاني 2018، أعلنت النيابة العامة السعودية عقد أولى جلسات محاكمة مدانين في القضية، إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت المحاكمة غير كافية، وجددت مطالبتها بإجراء تحقيق “شفاف وشامل.