150 مختطفا ايزيديا يفرون من آخر معاقل داعش قرب حدود العراق و2500 بعداد المفقودين
الحياة العراقية
لا تخلو آخر قوافل المدنيين التي تخرج من الجيب الأخير لتنظيم “داعش” بالقرب من الحدود السورية مع العراق، من نسوة أيزيديات وأولاد خطفهم التنظيم قبل سنوات، ويفرون من هول المعارك برفقة زوجات الدواعش وأطفالهم.
وبحسب عضو في البيت الأيزيدي في “مقاطعة الجزيرة” التي تشمل مدينتي الحسكة والقامشلي، شمال شرقي سوريا، فإنه “منذ بدء المعركة التي تقودها سوريا الديمقراطية ضد عناصر داعش، تمكنت هذه القوات من تحرير عشرات النسوة الأيزيديات والأولاد الذين كانوا مختطفين لدى التنظيم منذ سنوات”.
وأكد زياد رستم، عضو مجلس البيت الأيزيدي، الذي يتخذ من بلدة عامودا بريف القامشلي مقراً له، لـ”العربية.نت”: “وصول عشرات المختطفين الأيزيديين من نساء وأطفال بشكل يومي لمناطق آمنة تسيطر عليها سوريا الديمقراطية”، منذ فرار المدنيين من آخر معاقل “داعش”.
750 أيزيدياً معظمهم من النساء والأطفال
وأضاف رستم في حديث لـ “العربية.نت”: “لقد خرج من باغوز، آخر معاقل داعش، نحو 150 مختطفاً أيزيدياً”، خلال الأيام الماضية.
وأشار: “لقد وصل عدد الأسرى الأيزيديين المحررين من التنظيم الإرهابي لنحو 750 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء” بشكل عام.
مقاطع نحر وذبح
كذلك كشف رستم أن “التنظيم تعمد تخويف المختطفات الأيزيديات لديه من العودة لذويهن، إذ كان يعرض عليهن مقاطع فيديو تحتوي نحر وذبح عناصره لمختطفات منهن، في محاولة منه لإقناعهن أن من يقدم على نحر الأيزيديات هم ذووهن الذين يرفضون عودتهن، وهذا أمر غير صحيح بتاتاً”، على حد تعبيره.
ورغم انتشار هذه المخاوف لدى بعض الأيزيديات فإنه في المقابل هناك بعض الجماعات في المجتمع الأيزيدي، تقبلت حالة الناجيات بعد عودتهن إلى قراهن، وتم احتضانهن من جديد.
وبحسب رستم، فإن الشبان الأيزيديين المختطفين لدى التنظيم، والذين تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، هم في “عداد المفقودين”، لافتاً إلى أن “الشبان المحررين منهم غالبيتهم لا تصل أعمارهم للخامسة عشرة”.
ويتعاون البيت الأيزيدي في الطرف السوري مع المجلس العام للإدارة الذاتية في شنكال/سنجار، في الطرف العراقي، شمال غربي البلاد، لتأمين وصول المختطفين المحررين لذويهم.
بعضهن تأثر بأفكار داعش
وبحسب رستم، فإن المؤسف في قضية المختطفات الأيزيديات، يكمن في أن بعضهن، لا سيما المراهقات والصغيرات في السن، تأثرن بأفكار التنظيم نتيجة وجودهن لديه وبين عناصره لفترة طويلة، حيث كان يتخذهن “سبايا حرب” كعقوبة على انتمائهن للطائفة الأيزيدية.
ووفقاً لبيانات البيت الأيزيدي، وهو مركز ديني مدني مهتم بقضايا الأيزيديين الاجتماعية والمدنية والدينية في محافظة الحسكة السورية، فإن نحو 2500 مختطف أيزيدي ما زالوا في عداد المفقودين منذ أن شن التنظيم هجومه الدموي على بلدة شنكال في آب 2014.
وأفتى المجلس الروحاني الأعلى للطائفة الأيزيدية بالعالم في وقت سابق بـ”ضرورة السماح بعودة الفتيات الناجيات من التنظيم لذويهن وتقبلهن في مجتمعاتهن دون ضغوط أو شروط”.
وتحاول مؤسسات تعنى بشؤون الأقلية الأيزيدية، توعية المختطفين المحررين الذين عمل التنظيم على تغذية عقولهم بـ”فكره المتطرف”، من خلال مرشدين اجتماعيين يحاولون تطمينهم بعدم تعرض ذويهم لهم بعد عودتهم.