اغسل عارك أولا
الحياة العراقية
هادي جلو مرعي
على مقربة من الرصيف البال، وهناك حيث حفرة يمكن ان تواري جسدا ضعيفا، وكنت أقود سيارتي البالية التي يصفها أحدهم مهنئا لي عليها بقوله: إنها عدوة السمكري لقلة عطلاتها دون ان يعلم إنني هرمت وأنا أحاول إطالة عمرها.في تلك الحفرة كانت جثة إمرأة قد رميت على مايبدو ساعة الصبحية، أو الفجرية، ولم أتيقن كيفية القتل لكن أحدهم رد على سؤالي؟ إنها لإمرأة.وقال آخر: إنه غسل للعار..
تكثر جرائم غسل العار في البلاد العربية، وفي الأرياف، وتفر النساء الى وجهات مختلفة هربا من التسلط الأسري، وقمع الرجال الحمقى الذين يدافعون عن الشرف وعقولهم في رؤوس أعضائهم الذكرية المنتصبة بحثا عن اللذة. وهناك بلدان وقوميات غير عربية مجاورة يكثر فيها هذا النوع من الجرائم تحت عنوان ( غسل العار).
البلدان العربية، ونتيجة لنظام مجتمعي متخلف تتصدر قائمة البلدان الأكثر مشاهدة للمواقع الإباحية على شبكة الأنترنت. وهناك ملايين العرب يسافرون الى الجهات الاربع، والى كل بلد يشمون رائحة الجنس فيه، ويسمعون عن نسائه الجميلات.وفي بعض البلدان الأجنبية يعد الجنس مهما لجني المال، وقد أصدر الحاكم في بلد ما تعاليم مشددة بعدم التعرض للرجل الأجنبي الذي تكون برفقته مواطنة محلية! فهي قادرة حتما على إنتزاع مابحوزته من دولارات، وأضافتها لخزينة الدولة المتعطشة للماء الأخضر.
في تلك البلدان لايعد الجنس عارا، ولاالتعامل مع الأجانب عارا، وهناك تعامل مالي مباشر في بعض الأحيان من أجل الحصول على اللذة.. الذين يقتلون النساء بجرائم غسل العار، والذين يؤيدونهم، والذين لايعترضون، والذين يدعمون القوانين المخففة للعقوبات، وأفراد كثر في المجتمع ممن ترتكب تلك الجرائم أمام أعينهم، وفي مناطق سكناهم، ينفقون آلاف الدولارات لشراء تذاكر طيران، وحجز فنادق، ودخول مطاعم، وشراء مقتنيات، وصرف على بنات هوى ونساء يمنحن اللذة مقابل المال.هولاء يمارسون الجنس المحرم هناك، وهو الزنا. لكنهم يواصلون حياتهم المعتادة حين يعودون الى الوطن. يصلون ويصومون، ويزورون المقامات الدينية، وينفقون أموالهم لإرضاء معتقداتهم، ولايلتفتون الى نوع العار الذي يرتكبونه والإزدواجية التي يعيشون.
الأولى بهم غسل العار الذي تلطخوا به. إغسل عارك أولا…