فايروس يسبب نوم الزعماء
فايروس يسبب نوم الزعماء
هادي جلو مرعي
المنظمات الدولية هي تعبير عن حالة الإنسجام بين دكتاتورية حكم العالم كمجلس الأمن الدولي الذي يضم في عضويته الدول العظمى المستبدة، وبين المنظمات القارية والإقليمية التي تحكم شعوبا ومجموعات مقهورة كالجامعة العربية مثلا، والتي تتخذ القرارات والمواقف تبعا لمصالح الحكومات التي هي في الأصل مستبدة في علاقاتها البينية. فبعض الدكتاتوريات العربية تستخدم تلك الجامعة للتضييق على حكومات مستبدة مثيلتها، وتمارس معها سياسة العزل والإقصاء من الجامعة ومؤسساتها، وكانت تجربة العرب في العقود الأربعة المنصرمة دليل على حجم الخلاف بين الانظمة المستبدة التي أبقت على الجامعة لأسباب مرتبطة بالهيمنة والنفوذ والتفاخر وللإستخدام كأداة قهرية في بعض الأوقات.
الجامعة العربية تقيم نشاطات سنوية متعددة وهي اشبه بمؤسسة حكومية لأنها ترعى تلك النشاطات وفقا لمصالح الحكومات ويحضر مؤتمراتها وورشها وندواتها ممثلين عن الحكومات والمنظمات المتماهية مع الحكومات وحتى وسائل الإعلام القريبة من السلطة في كل دولة.
لايمكن إنتظار قرارات تصب في مصلحة الشعوب يمكن أن تتخذ في مؤتمرات وندوات الجامعة العربية على الإطلاق، وتبقى تلك المواقف شكلية للغاية، بينما تشهد القمم العربية حالة تنافر وتباعد في المواقف، ويفضل القادة العرب أخذ قسط من النوم عند إلقاء كلمات القادة الآخرين، وفي كل قمة عربية يتم تصوير عدد من القادة وهم يغطون في نوم عميق، ويجدر البحث في مايحدث للزعيم العربي عند نومه في القمة، وماإذا كان يصدر شخيرا، أو إنبعثت منه رائحة كريهة، وهي أمور ترى وتسمع وتشم.من باب مسموع ومرئي ومشموم، وهناك من يذهب بعيدا في البحث عن الإثارة فيتساءل عن نوع الأحلام التي يراها الزعيم العربي حين يغط في نومه العميق، وهل تراوده الكوابيس، وهل يصدر بعض الأصوات، وماإذا كان يبكي، أو يضحك؟
في الواقع الحقيقي فإن الزعيم العربي شخص مستبد، متمسك بالسلطة، غير مستعد لتقديم تنازلات، ويصعب التفاهم معه، ولايمكن الخلاص منه إلا بثورة، أو إنقلاب….
نوم العوافي
للزعيم الغافي
للذي عجزت
عن وصفه القوافي.