تقارير

سؤال وجواب.. ماذا يعني انتهاء مهلة الإعفاءات لاستيراد النفط الإيراني؟

الحياة العراقية

مع دخول قرار انتهاء مهلة الإعفاءات على استيراد النفط الإيراني حيز التنفيذ، نعرض في هذا التقرير على شكل سؤال وجواب الآلية التي ستتعامل بها الإدارة الأميركية مع الدول التي ستواصل استيراد النفط الإيراني، وطبيعة العقوبات التي ستفرضها واشنطن على الدول المخالفة.
– ما هي أهمية تاريخ الثاني من مايو في قضية العقوبات على إيران؟
بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار 2018، بدأت إدارة الرئيس دونالد ترامب في فرض سلسلة من العقوبات على النظام الإيراني كان أهمها ما يتعلق بحظر شراء النفط الإيراني.
غير أن واشنطن منحت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ثماني دول فترة لستة أشهر على أن تتوقف بعدها عن استيراد أي نفط، والدول هي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا واليونان وإيطاليا، وتنتهي هذه المهلة بنهاية يوم 2 مايو/أيار.
– هل توقف استيراد النفط من إيران؟
لا، فهناك الآن الكثير من السفن في مختلف بحار ومحيطات العالم تحمل نفطا أو غازا من إيران في طريقه للدول المستوردة.
– كيف كان رد فعل هذه الدول على القرار الأميركي؟
قللت بعض الدول كاليابان وكوريا الجنوبية وتايوان الكميات التي تستوردها من النفط الإيراني خلال الأشهر الستة الماضية، في الوقت ذاته تجاهلت تركيا والصين والهند التحذيرات الأميركية.
وانتقلت بعض البلدان -التي كانت سابقا تشتري النفط الخام الإيراني- إلى موردين جدد، كذلك بادرت دول عدة للتوقف تماما عن استيراد النفط والغاز من إيران.

– هل يمكن إيقاف استيراد النفط الإيراني على الفور؟
لا، تعاقدات شراء النفط عملية معقدة، وقد سارعت تلك الدول خلال الأيام الأخيرة إلى التوقيع على المزيد من صفقات استيراد النفط مع إيران، على أن تتم عملية تسلم الشحن في الأسابيع والأشهر المقبلة.
– ما هي الآلية التي يمكن لواشنطن من خلالها تنفيذ تهديداتها بمنع إيران عن تصدير النفط؟
تعهدت واشنطن بفرض عقوبات على الدول المخالفة والتي ستستمر في استيراد النفط من إيران، إلا أن هذه الآلية شديدة التعقيد وصعبة التطبيق على دول تجمعها علاقات متشعبة مع واشنطن مثل الصين والهند، وهما أكبر المستوردين للنفط الإيراني.
وهناك محادثات متعثرة مع الصين بشأن التجارة بين الدولتين، ومن شأن فرض عقوبات أميركية على الصين تعقيد هذه المفاوضات المهمة للدولتين وللاقتصاد العالمي.
– ماذا تملك واشنطن لتتمكن من فرض عقوبات على مستوردي النفط الإيراني؟
طبقا لوزير الخارجية مايك بومبيو “فأولئك الذين يواصلون استيراد النفط من إيران يخاطرون بفقدان إمكانية الوصول إلى النظام المالي الأميركي والقدرة على التعامل مع الولايات المتحدة أو الشركات الأميركية”.
– هل يمكن الالتفاف على العقوبات الأميركية بما يسمح لإيران بالاستمرار في تصدير النفط؟
نعم، يمكن ذلك طبقا لآراء خبراء متخصصين في العقوبات الدولية عن طريق تبني سياسة مقايضة، أو الدخول في شراكات مع إيران بصورة أو أخرى، أو أن يتم الدفع مقابل النفط في عمليات مصرفية ملتوية لا تستطيع الولايات المتحدة ضبطها.
– هل تستطيع السعودية تعويض أسواق النفط عن النفط الإيراني؟
يرى السيد جيم بكارت من مؤسسة “أي أتش إس” البحثية أن النفط السعودي خفيف، على العكس من مثيله الإيراني الثقيل، من هنا لا تستطيع السعودية تعويض غياب بعض أنواع النفط الإيراني الثقيل المطلوب بشدة لأسواق الصين والهند.
– هل ستصعّد واشنطن ضد إيران وضد الدول المستمرة في استيراد النفط الإيراني؟
التصعيد سيكون له تأثير على ارتفاع أسعار النفط، وهو ما ستكون له تبعات سلبية على الاقتصاد الأميركي، خاصة مع اقتراب موسم الانتخابات.
كما أن موقف السعودية المتذبذب من تعويض أي نقص في الأسواق يربك حسابات واشنطن، إلا أنه لا يستبعد مع طبيعة ترامب وتشدد وزير الخارجية بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون أن تقوم واشنطن بخطوات تصعيدية غير متوقعة.
– ما هي سياسة طهران لمواجهة العقوبات الأميركية الجديدة؟
بادرت إيران بتخفيض أسعار نفطها للصين والهند من أجل تشجيعهما على مواجهة الضغوط والعقوبات الأميركية، ويبدو أنها نجحت في ذلك، على الأقل حتى الآن.
من ناحية أخرى، هددت شخصيات عسكرية إيرانية بإغلاق مضيق هرمز لمنع دول الخليج من تصدير النفط كذلك.
– إلى ماذا تهدف واشنطن؟
تهدف واشنطن -كما جاء على لسان وزير خارجيتها بومبيو- إلى إنهاء جميع الاستثناءات الممنوحة للدول التي تشتري النفط حاليا من إيران كي يصل حجم النفط الإيراني في الأسواق العالية إلى الصفر، وبالتالي حرمان طهران من إيراداته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى