سياسة

ستة وسطاء محتملين بين واشنطن وإيران .. ابرزهم العراق

الحياة العراقية

مع تصاعد التوتّر بين الولايات المتحدة وإيران، ينتظر كل طرف الطرف الآخر ليومض له، فكلاهما يتجنّبان الحرب، لكن عليهما حفظ ماء الوجه. والوسيط القوي، ضروري لسحبهما من حافة الهاوية.
وبرز الحديث عن وجود قنوات اتصال خفية اشار اليها رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي الذي اكد أن هناك مؤشرات من الجانبين على أن الأمور ستنتهي على خير.
ووفق الكاتب البريطاني ديفيد هيرست فإن بومبيو طلب من عبد المهدي إبلاغ الإيرانيين أن ترامب ليس متحمسا لحرب، وكل ما يريده هو إبرام اتفاق نووي جديد يحمل اسمه.
وكشف المحلل السياسي أمير الساعدي، عن تشكيل عبد المهدي وفدا تفاوضيا عالي المستوى للدخول على خط الوساطة برئاسة وزير الخارجية محمد الحكيم ومستشار الامن الوطني فالح الفياض، ورئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي.
ورجح مراقبون أن يكون هدف الزيارة المفاجئة لرئيس سويسرا أولي ماورر، إلى واشنطن الخميس الفائت التوسط في الازمة.
وهذه المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس اميركي نظيره السويسري في البيت الأبيض، كما انها حالة نادرة التي يقوم فيها رئيس دولة بزيارة رسمية إلى واشنطن من دون سابق إعلان.
ولا يمكن فصل الزيارة عن مساعي فتح قنوات اتصال مع طهران، فقد أكد ترامب تقديره لدور سويسرا في تسهيل الوساطات الدولية والعلاقات الدبلوماسية بالنيابة عن اميركا. وسبق ان لعبت سويسرا دور الوسيط بين البلدين، مع أنباء عن تسليم ترامب الايرانيين، عبر سويسرا، رقم هاتفه لإقامة اتصال مباشر. وجميع الدلائل تشير إلى أن في زيارة ماورر ضرورة طارئة، وربما رغب ترامب في أن تكون سويسرا أكثر نشاطاً في الملف، لا سيما انها ترعى المصالح الأميركية في طهران، والإيرانية في واشنطن منذ 1980، ما يؤهّلها للعب دور الوسيط، بعد ان اقتصر دورها على صندوق البريد، فوساطة كهذه ستكون انجازاً كبيراً لها.
وتأمل اليابان في التوسّط، وقالت انها «تعتزم المساهمة في السلام باستخدام علاقاتها الودية التقليدية مع إيران». ولطالما دعمت طوكيو الاتفاق النووي، وأبدت اسفها لانسحاب ترامب منه. ووسط تصاعد التوتّرات تبحث طوكيو عن طرق لتسهيل المحادثات، وقال مصدر بوزارة الخارجية: «هناك دور يمكن أن تلعبه اليابان». وهو ما فسّر زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف طوكيو على عجل، قبل رحلة مقررة لترامب اعتبارا من 25 مايو. وكزعيم لبلد حليف لأميركا ولديه صداقة مع إيران، من المحتمل أن يواجه الرئيس شينزو آبي اختبارا لمهاراته كوسيط، ومع وجود مصالح من كلا الجانبين قد تكون اليابان في وضع يمكنها من المساعدة في التوصل إلى حل، وفق جيه بيركشاير ميلر الزميل في منتدى المحيط الهادئ. فقد سبق لطوكيو في عام 2013 ان لعبت دورا في حث طهران على المرونة. كما ان التواصل الياباني مع إيران مهم، فهو يبرز أن كلا من طهران وطوكيو حريصان على حل قضية الاتفاق النووي وإعادة تجارة النفط بين البلدين.
ويرجح أن يلعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دوراً أساسياً كصانع سلام، في الجولة المقبلة مع اهتمامه بإبراز النفوذ الروسي، وسيضطلع بسرور بدور الوسيط، وسيكون متلهفاً على الأرجح بأن تتضمن تلك المحادثات مناقشات حول سوريا. ورجحت مصادر ان تكون موسكو، الوسيط المحتمل بعدما زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى سوتشي، وقالت إن هناك شعورا بأن بومبيو جاء ينشد حياد روسيا.
وبرزت قطر كدولة يمكن ان تدخل على خط الوساطة، حيث رصد موقع «فلايت رادار» طائرة تابعة للديوان الأميري القطري في طهران في 11 مايو. وقالت صحيفة عصر إيران ان أمير قطر زار طهران، لكن مصدراً رسمياً إيرانياً نفى لـ«بي بي سي» أن يكون أمير قطر هو الزائر، في حين لم يتم نفي أن شخصية قطرية بارزة كانت هناك.
وبناء على العلاقة المميزة بين الدوحة وكل من واشنطن وطهران، قد يكون تبادل رسائل حاصلا عبر القناة القطرية التي ابدت استعدادا للوساطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى