مقالات

غي الامتحان .. يكرم المرء او يهان …

الحياة العراقية

في الامتحان … يكرم المرء او يهان …

أ.د.ضياء واجد المهندس

في مساء الجمعة الماضية ، احتد النقاش بين الاخوات والاخوة حول اكمال الكابينة الوزارية ، بعد ان تم ادراج اكمال الكابينة في جدول اعمال المجلس ليوم السبت ٦/٢٢..حمل البعض رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي سبب التاخير ، و كان اخرون قد رموا بالمسؤولية على كتلة سائرون ، واخرون اشاروا باصابع التشكيك على كتلة الفتح ، ولم يسلم كل من خميس الخنجر واياد علاوي و سليم الجبوري و صالح المطلك و اسامة النجيفي و محمد الحلبوسي و الكرابلة و احمد الجبوري ابو مازن من طائلة الاتهام و محاولة الانتفاع من بيع المناصب الامنية …قلت لزملائي: دعونا نمتحن النوايا ، و نرى مصداقيتها الكتل السياسية وحرصها على العراق ارضا” و شعبا”، وعند الامتحان يكرم المرء او يهان؟؟؟!! .. كان احد زملائنا وهو عضو مجلس محافظة سابق ،قد ارسل اشاعة التوافق و الاتفاق على الوزراء الاربعة، فقررنا نشرها و توزيعها على معظم النواب و الكتل السياسية …كانت النتائج في البداية مقلقة ، لان جموع من الرسائل والاتصالات من الاعلاميين يسألون عن مصدر الخبر ، و حسبتهم مصدقين ،يغشوهم وهم الامل بصلاح الحكومة و النواب ..لكن بعد فترة وجيزة ، انهالت الرسائل من نواب و اعلام نواب وكتل و مقربين من مجلس الوزراء و مجلس النواب ، كلها تجمع ان ليس هناك توافق او اجماع على اكمال الكابينة الوزارية ، و اكدوا ان ما نشرناه ياتي من باب الضغط على رئيس مجلس الوزراء و مجلس النواب واحراجهم في القبول بالوزراء واكمال الكابينة الوزارية ، وان الجميع مصرين على عدم التمرير او التغيير ، والكل مقتنع ببقاء الوضع على ما هو عليه ، لان مزاد الوزارات لم ينتهي بعد …

ايقن جميع الزملاء المتخاصمين ، ان رجال السلطة اوقعوا العراق في ورطة ، وان بلد الحضارات و مهد الديانات يعاني شحة في القيادات ، وان قادتنا اشبه بكومبارس درجة عاشرة في افلام هابطة ..

عندما كنت في جولة لمناطق الجنوب للقاء زملائنا الخبراء ، كان احد الاخوان من الذين رافقونا، تفاجىت انه من مواليد الاربعينات ، يلعب يوميا كرة قدم ، ولازال شعره اسود بدون صبغ ، بل انك عندما تراه تظنه من مواليد السبعينات ، قال لي عن ابن عمه وهو صديق مقرب للزعيم عبد الكريم قاسم ، ان الزعيم اصطحب شقيقته الذي جائته تطلب ان يخصص لها دارا ، الى الجوادر و هي منطقة في مدينة الثورة كانت عبارة عن خيام ، و الى منطقة الشاكرية وهي مجموعة صرايف، وبعدها قال لها : عندما يسكن هولاء الفقراء في دور تمنحها لهم الحكومة ، ستسكنين مثلهم … ومثل هذه القصة تكررت مع القائد الفيتنامي ( هوشي منه) ، عندما ارادت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نقله الى (فنوم بن ) ليسكن في قصر رسمي حكومي ، ويترك بيت القش الذي يعيش فيه ، قال لهم : عندما تكملون بناء بيوت للفيتناميين ، لا تنسوا ان تجعلوني في اخر القائمة …و لا ننسى رد الثائر جيفارا ، الطبيب الشاب الذي اعدم رميا” بالرصاص من قبل المخابرات المركزية الامريكية في كولومبيا و هو لم يصل الاربعين من عمره ، حين اراد الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو ان يسلمه حقيبة وزارية ،حيث قال : ما قاتلنا لنكون وزراء ، بل لنصرة الكادحين …وهكذا رد نليسون مانديلا عندما اراد محاميه ان يستلم تعويض الضرر النفسي والجسدي لثلاث عقود وان يمنح راتب ضخم ، قال مانديلا : ما حاربت التمييز العنصري لاكون ثريا ، انا لست مرتزقا”…عندما دنا اجل عدو الفاسدين و نصير المستضعفين  ابو ذر الغفاري ،قال لابنته : دعيني على قارعة الطريق ، فقد كفل الله نفر من المارة ليكفنوني ويدفنوني ، اتيت وحيد ، وعشت وحيد و نفيت وحيد وابعث يوم الحساب وحيد كما قال المصطفى (ص).فهل يحسبون ان يبعثون في يوم لا ينفع مال او بنين ، ومعهم حماياتهم و قصورهم و اموالهم.. حسبنا الله ، عليه توكلنا واليه اتكلنا….

لك ياعراق ولنا  الله  القوي الشديد 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى