ممثل المرجعية: تأريخ المواجهة مع داعش يجب أن يُكتب بأحرف من نور
الحياة العراقية
أكد ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء السيد أحمد الصافي، الخميس، أن تأريخ المواجهة مع تنظيم “داعش” الإرهابي يجب أن يكتب بأحرف من نور، داعيا إلى ضرورة توثيق تلك المرحلة.
وقال الصافي في كلمة القاها خلال فعاليات مهرجان فتوى الدفاع المقدّسة الذي أقيم صباح اليوم تحت شعار: (أنتم فخرُنا وعزُّنا ومَنْ نُباهي به سائرَ الأُمم) ويستمرّ ليومين، إنه “في السنوات الماضية تعرّضت البلاد والعباد الى هجماتٍ شرسة أضرّت بها وأضرّت بالمعتقد وبالمقدّسات، وبدأت على شكل مجاميع صغيرة سرعان ما توسّعت لأنّها رأت من يقبل هذه الأطروحة، لأنّه كان مُلبَّساً عليه أو كان غافلاً أو لأسبابٍ أخرى، وكان المفترض على الجهات المعنيّة أن تلحظ هذه المسألة وأن تطوّق الأمور في محلّها قبل أن تستفحل، لكنّها لم تفعل في وقتها الى أن بدأ الخطر يزداد شيئاً فشيئاً، والى أن عبث في البلاد والعباد وفقدنا جزءا مهمّاً وعزيزاً علينا وكبيراً من أراضينا وبقى التهديد قائماً، ولم يكتفِ المعتدي المسمّى (داعش) بذلك وإنّما كان يعدّ العدّة ليُنهي البلاد والعباد أصلاً ويحوّلها الى شيءٍ آخر”.
وأضاف، “شاء الله تعالى أن تتهيّأ لهذا الشعب المبارك مرجعيّةٌ مباركة هي امتدادٌ للمرجعيّات التي ذكرت بعضها ووقفت هذه الوقفة التاريخيّة المهمّة، بل هي الأهمّ في بدايات هذا القرن، وهو أنّ على الأمّة أن تعيد الثقة في نفسها وأن تفهم أنّ داعش ما هي إلّا طحالب سرعان ما تنتهي، تحتاج الى سطوة وتحتاج الى قوّة والى سواعد مفتولة، وتحتاج الى قلوب تلبس أنفسها على الدروع، وهذا الذي كان فما أن صدرت الفتوى المباركة إلّا وازدحم الشباب على مواقع الذهاب الى الجبهات، وهذا تاريخٌ يجب أن يُكتب بأحرفٍ من نور، فالحمد لله الذي نصر الشعب العراقيّ ونصر الحقّ ووضعت الحرب أوزارها”.
وأكد السيد الصافي، “أنّنا شعبٌ مضحٍّ ولعلّ التضحية طُبعت بدمائنا ومُزجت بدمائنا، لكنّ صفتنا هي أننا شعبٌ لا نكترث للتوثيق ولا نهتمّ بأنّنا لابُدّ أن نحفظ هذا التراث لشيئين، لبيان أحقيّتنا في ذلك ولبيان ما ستأتي فيه الأجيال في المستقبل حتّى تقرأنا بطريقةٍ موضوعيّة، كنّا نخاف أنّ هذا التاريخ إمّا أن يُحذف وإمّا أن يُكتب بأقلامٍ هي ليست من أقلامنا، وحينئذٍ سيكون التاريخ مشوّشاً ومشوّهاً كما الآن نحن نعاني من تاريخ بعض الحقب الزمنيّة، نعاني من تاريخٍ مشوّه وكم من معلومةٍ كانت خاطئة لكنّها لُصقت في فتراتٍ زمنيّة وهي ليس لها من الواقع عينٌ ولا أثر، لكنّها عندما سوّدت في التاريخ انتشرت، وأنتم تعلمون أنّ صراع الحقّ مع الباطل هو صراعٌ دائم، وصاحب الحقّ دائماً مكبّل بالحقّ لا يستطيع أن يكذب ولا يستطيع أن يداهن وأن يمرّر أشياء ليست له وهذا على خلاف الباطل، الباطل يزوّر ويكذب ويفتري ويُمكن أن يفعل أيّ شيء فليس له حريجة”.
واختتم السيّد الصافي كلمته قائلاً: “ختاماً لا يسعني إلّا أن أترحّم على جميع الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن البلاد والعباد، وأن يمنّ الله تعالى على جميع الجرحى بالشفاء العاجل، وأيضاً أوصي نفسي وأوصيكم برعاية عوائل الشهداء الأعزّاء وخصوصاً الأبناء، لأنّ هؤلاء هم ذخيرتُنا وبهم واقعاً نفخر أشدّ الفخر، أمّا الأحياء من الإخوة الأبطال فنسأل الله تعالى أن يديم عليهم النصر المؤزّر دائماً، وأن يكونوا دائماً بمستوى المسؤوليّة في الحفاظ على البلاد والعباد، ولا يفوتني ولا يفوتكم أيضاً الدعاء بالعمر المديد لسماحة سيّدنا ومولانا آية الله العظمى السيّد علي الحسينيّ السيستاني(مدّ الله تعالى في عمره الشريف) وبقيّة المراجع العظام، وأن يحفظ الله حوزاتنا العلميّة أينما تكون ويحفظ طلبتها العاملين وجميع المشتغلين”.